المقالات

إستغلال البشت

مع قرب احتفال المملكة بيوم التأسيس بدأ التجار منذ فترة في الترويج لبضائعهم المكدسة في المخازن ولم تلق الرواج بسبب رداءة جودتها أو ارتفاع سعرها أو لعدم حاجة الناس إليها ومحاولة تعويض خسائرهم أو بالأصح تحقيق أرباح مهولة وخرافية من وراء ذلك ، واستغلالهم للمناسبات الوطنية أو الثقافية أو الرياضية حق مشروع ماداموا ملتزمين بالأنظمة ، بل إن هذا الإستغلال يعتبر من الأمور المتعارف عليها في التجارة منذ القدم .

وكم هو جميل عندما نرى معظم القطاعات التجارية وهي تتفاعل مع الحدث الوطني وتتوشح برايته الخضراء وتعلن عن التخفيضات الكبرى والإصدارات الخاصة به ، إلا أن مايخدش هذا الجمال ويحز في النفس عندما نرى هذا التفاعل يتحول من إستغلال إيجابي على كل الأطراف إلى إستغلال سلبي يشوه سمعة الوطن ويقلل من أهمية زيه الرسمي عبر ظهور تصاميم لملابس واكسسوارات مستوحاة منه ولكنها بطريقة تثير الإشمئزاز والسخرية والتهكم من الشكل الذي خرج به للتسويق ، فقد أدخل المشلح الرجالي على العباءة والحقائب النسائية وعلى المعطف الشتوي الرجالي بإقحام غريب ومستهجن ، ظاهره الترويج للزي الوطني من باب تأصيل الموروث ، وباطنه تشويه وازدراء وتنفير من الإعتزاز به وتسويق ممجوج لبضائع كاسدة في المستودعات تحت إسم المناسبات الوطنية .

إن المناسبات الوطنية فرصة جميلة لتعريف الأبناء بتراث وماضي الآباء وإظهار الإعتزاز والتمسك به ومايحمله من قيم وشخصية وهوية ميزتنا – ومازالت تميزنا – عن غيرنا من بقية الشعوب ، بل وإن محافظتنا عليه وإبرازه في مناسباتنا المتعددة جعلت منه قوة تضاف إلى القوى الناعمة التي تتمتع بها المملكة ولله الحمد ، وهذا ملاحظ في ارتداء غير العرب للزي الوطني عندما يكونون حاضرين لمناسبة داخل المملكة أو في معارض أو أنشطة تشارك بها المملكة في الخارج ، وهذا نجاح لنا يجب أن نستثمره لصالحنا في المحافظة على سمعة وصورة المملكة ، لا أن نترك الأمر لأولئك الذين لايهمهم سوى الربح المادي حتى ولو كان على حساب تشويه صورة الزي الوطني ، وهنا يجب أن نرسل ندائنا إلى وزارة التجارة وهيئة التراث بمتابعة ومراقبة كل ماينشر في وسائل التواصل الإجتماعي من إعلانات تتضمن صورا مشوهة لنا من خلال زينا الوطني ووضع حد للتطاول المشاهد بين فترة وأخرى .

الخاتمة :
زينا هويتنا ، فهل سنتركها للغرباء ؟

 

بقلم / خالد النويس

10 فبراير  2023 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )    

 

زر الذهاب إلى الأعلى