المقالات

فلسطين الضحكة المسروقة والألم الجارح

غابت الشمس من سماء العدالة، وأندثر ضوئها قبل أن يصل إلى أراضي الأمل المسروقة. فكلّ قطرة دم تهُدر للأرض المُرِمّمة تُزيد من عمق الجروح وتُلاحق الأماني نحو الغياب.

ففي قلب تلك الأحزان والأماني المكبوتة يتأرجح الشعب الفلسطيني بين العزم الصلب واليأس المحبط، مستلقياً في أرضه المحتلة كأنه مُجَرَّد شحمة في متاهة لا نهاية لها تمتد حتى نهايات الزمن،

ويرتفع صوت الصمت والآنين والألم داخل القلوب الفلسطينية المكسورة، بين أم فقد صغيرها وولد فقد أسرته مثل نغمة موسيقية حزينة محاطة بالدموع في دائرة لا تنتهي، تحمل صوت الألم والمقاومة، وتنزف وجعاً تحت ضغط القهر والظلم.

إنَّ القضية الفلسطينية هي إحدى أكثر القضايا التي تلهب قلوبنا وتشعل غضبنا. وتألمنا جميعاً لما يتعرض له إخوتنا في غزة من أبشع جرائم القتل والتجويع وقطع كل سبل الحياة، فهم يعيشون تحت ظلم محتل جبان. ذاك المحتل لا يراعي حقوق الإنسان ويستخدم الصواريخ الحمقاء لقذف منازلهم وترويعهم.

إن الواقع المزري في غزة يشهد على جرائم الاحتلال البغيض، حيث يقتل النساء والأطفال والشيوخ بلا رحمة. حيث يبادر هؤلاء المحتلون اللاإنسانيون إلى تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها ويستهدفون أماكن العبادة والمؤسسات الخدمية الحيوية. كآخر مأساة شهدتها غزة وهي قذف مستشفى يحتمى بداخله الآلاف من الفلسطينيين الذين فروا من القصف المباغت لمنازلهم، فهذا العدوان الجبان أسفر عن استشهاد آلاف الشهداء، ومن بينهم أطفال ونساء وشيوخ ومصابين وأطباء ومعالجين ومسعفين، وتعد هذه الجرائم هي جزء من مخطط ممنهج يهدف إلى قتل وتهجير الفلسطينيين من أرضهم،

فقتلوا المرضى والأطباء… وقتلوا من قُتلوا فجاءهم الموت مرتين، فبات العذاب والمعاناة مصيراً لا ينتهي يطال مدنيي فلسطين. إنَّ صمود أخواتنا الفلسطينيين أمام هذا الظلم والقهر لا يُصدَّق، إذ يعيشون حياة مليئة بالألم والصمود. يُجبرون على تحمل الجحود المستمر من قِبَل المحتل البغيض،

ونحن نتضامن مع أخوتنا في فلسطين، ونصرخ بصوت عالٍ لندعمهم ونعبر عن غضبنا تجاه هذه الظلمة و نؤمن بحقوق الشعب الفلسطيني في العيش بكرامة على أرضهم الأم، ونطالب بوقف العدوان الإسرائيلي وإنهاء الاحتلال الظالم.

فعندما يتعلق الأمر بفلسطين، فإنَّ الكلمات وحدها لا تكفي للتعبير عن العذاب الذي يعيشه الشعب الفلسطيني. ومع ذلك، فإنَّ كلماتنا قوية وصوتنا سيبقى مدوياً في نضالنا لتحقيق العدالة والحرية لفلسطين، فأرض القدس هي أرض الحق والحب… ارض الزيتون، ارض الحرية والشجاعة… ارض فلسطين.

فبعض الناس قد يرون القضية الفلسطينية كمجرد صراع سياسي، ولكنها في الحقيقة أكثر من ذلك. إنها قضية إنسانية وعدالة تتطلب انتهاء الاحتلال واحترام حقوق الإنسان وتحقيق السلام العادل والدائم في المنطقة وهذا ما نسعى إليه وتسعى إليه قيادتنا الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وسيدي ولي العهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز حفظهما الله.

لذا، علينا جميعاً أن نقف جنباً إلى جنب ونساند الشعب الفلسطيني، وننشر الوعي والمعرفة حول حقوقهم الضائعة، والعمل من أجل تحقيق العدالة والسلام في الشرق الأوسط ولاشك إن نهاية الألم والمعاناة للشعب الفلسطيني ستكون نهاية للظلم والقهر، وستفتح باباً لمستقبل أفضل لجميع الشعوب في المنطقة.

ويا فلسطين الحبيبة، ان الأمل لا يزال حياً، ونحن هنا حتى نقف إلى جانبكم حتى نرى شروق شمس الحرية مرة اخرى ونرى الاستقلال يشرق على تلك الأرض الطاهرة ليعيد لها كل ما سلبه منها ذلك المحتل الغاشم والجبان.

 

 

الكاتب / طارق محمود نواب

22  أكتوبر 2023 م

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )

 

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى