مال وأعمالمحليات

كفاءة يتخذ خطوات مهمة للسيطرة على الاستهلاك المتنامي للطاقة

164590_1394350988_1427

صراحة-واس :تمثلت أولى المهام التي نفذها البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة، من أجل السيطرة على الاستهلاك المتنامي للطاقة في المملكة العربية السعودية، في منع بيع أجهزة التكييف المخالفة للمواصفة السعودية رقم 2663 / 2007 الخاصة بأجهزة التكييف، حيث قام الفريق الفني المكون من الجهات المشاركة في إعداد البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة بالمركز السعودي لكفاءة الطاقة، المؤسس بقرار مجلس الوزراء رقم 363 وتاريخ 24 ذو القعدة 1431هـ، بمراجعة المواصفة السعودية الخاصة بأجهزة التكييف

واقتراح تعديل الحدود الدنيا لكفاءة الطاقة فيها ، وذلك لأن التكييف يستهلك 70 % من إجمالي استهلاك الكهرباء في المباني، وهو ما يعادل أكثر من ثلثي الطاقة الكهربائية المستهلكة في المملكة.
وجاء تعديل المواصفة 2663 / 2007 استناداً على نظام الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، وعلى نظام مكافحة الغش التجاري، ووفقاً لمعايير فنية متوافق عليها دولياً،

ولإجراءات تراعي الظروف المحلية للقطاع الخاص، وعلى التوافق والإجماع بين جميع الأطراف المعنية حكومية كانت أو من القطاع الخاص، وتحديداً المصنعين والموردين، حيث تم الإعلان عن المواصفة المعدلة، والتذكير المتواصل بها، وبمواعيد تطبيقها قبل سبعة أشهر من التطبيق الالزامي على المنافذ الحدودية، وأحد عشر شهراً قبل الالزام بالمواصفة في الأسواق التجارية، ووفقاً لإجراءات مهنية أخذت في الاعتبار مصالح جميع الأطراف ذات العلاقة .


حيث جرى في بدءاً عقد عدة اجتماعات تنسيقية مع كبار المصنعين والموردين، واقترح فيها (القطاع الخاص) أن يكون تطبيق المواصفة المحدثة مقسم على عامين لأجل تمكين المصنعيين المحليين من إدخال التعديلات اللازمة على خطوط الإنتاج في المصانع المحلية، وكذلك تمكين الموردين من الوفاء بالتزماتهم التعاقدية، وتمت الموافقة على ذلك المقترح بعد التشاور والتوافق مع المصنعين والموردين في ورشة عمل موسعة على آليات التطبيق واجراءاته.

ومن أجل ضمان منح القطاع الخاص مرونة كافية تمكن المصنعين والموزعين من الوفاء بعقودهم والتزاماتهم السنوية فقد روعي في أن يكون التطبيق الالزامي بعد سبعة أشهر على المنافذ الحدودية، وبعد أحد عشر شهراً في الأسواق التجارية، وهو ما يضمن تغطية فترة الصيف التي تعد ذروة مبيعات القطاع الخاص، كما تم الأخذ في الاعتبار منح المصنعين المحليين فترة أطول لأجل تعديل خطوط الإنتاج المحلية، وتمكين الموردين كذلك من بناء مخزون من الأجهزة الجديدة .


وبناءً على تلك الاجتماعات، اعتمد مجلس ادارة الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة، في اجتماعه رقم (141) وتاريخ 12 / 2 / 1434ه‍، تحديث المواصفة القياسية السعودية رقم 2663/2007 ، وتعديلها حسب مقترح البرنامج، ثم إعلن عنها في جريدة أم القرى في 27 ربيع الأول 1434 هـ‍ .

 

وفي مبادرة من البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة للتعاون مع شركات القطاع الخاص فقد قام بدعوة شركات التكييف إلى الإفصاح بشكل عاجل عن أي وحدات تكييف مخالفة للمواصفة المحدثة في مستودعاتها ومخازنها، وتحديد أنواعها وموديلاتها وكمياتها، حيث تم تقديم التسهيلات اللازمة من قبل الجهات المختصة لتمكينهم من إعادة تصدير الأجهزة المخالفة

واستعادة الرسوم الجمركية قبل 25 ربيع الأول 1435هـ، حيث خصصت الجمارك السعودية مسارات محددة في المنافذ الحدودية، لإعادة تصدير الوحدات المخالفة وتسريع إنهاء إجراءاتها وإعادة الرسوم المتحصلة عند الاستيراد، وبالفعل تمت عمليات إعادة تصدير 75 ألف وحدة تكييف غير مطابقة للمواصفات والمقاييس.


يذكر أن مشروع المواصفة شهد منذ البداية – بفضل الله – استجابةً من أغلب الموزعين والمصنعيين المحليين، وعبّروا عن تأييدهم الكامل للقرار، والقيام بحملات تسويقية مكثّفة لبيع الأجهزة غير المطابقة قبل تطبيق قرار المنع بتخفيضاتٍ كبيرة في الأسعار، والعمل سريعاً على التخلّص مما تبقى لديهم، وفي المقابل، وجد هذا القرار ممانعة من فئة قليلة من التجار المستفيدين من الوضع السابق، دون مراعاةٍ لحقوق المستهلكين، في محاولة خاطئة للقفز على القرارات الحكومية.


وعد البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة أي محاولة للتشويش على تطبيق قرار المواصفة المحدثة لأجهزة التكييف ، أو تمديد أو تغيير إلزامية تطبيقها تصرفات غير المسؤولة، ينتج عنها العديد من الإشكاليات تتمثل في أن التجاوب مع الفئة المتراخية في تطبيق المواصفة يشكل غبناً وإجحافاً في حق كثير من المصنعين والمستوردين الذين التزموا، وأبدوا تجاوبهم التام لأنظمة الدولة، حيث استعدوا بشكل مبكر لهذه المرحلة منذ أن تم الإعلان عن تعديل المواصفة، وقاموا بحملات تسويقية مكثفة لبيع كثير من أجهزة التكييف بأسعار مخفضة جداً في فترة الصيف،

كما أن منح مهلة او إرجاء تطبيق تنفيذ المواصفة المعدلة سيكون كالمكافأة للمتهاونين الذين على الرغم من علمهم بتطبيق المواصفة منذ فترة طويلة وكافية، إلا أنّهم أمعنوا في تجاهل كل التحذيرات والقرارات الحكومية الرسمية، وأندفعوا لاستيراد كمياتٍ من الأجهزة الرديئة، وبمعدلات كبيرة فاقت النسب السنوية المعتادة! كما تثبته الاحصائيات الواردة من مصلحة الجمارك .

كما أن أي تمديد للفترة سيؤدي إلى تسويق أجهزة التكييف المخالفة للمواصفة والرديئة على فئات المجتمع المحدودة الدخل، ما سيُشكل استغلالاً صارخاً لهذه الفئة لعدم إدراكها، أو علمها بحجم الضرر الاقتصادي المترتب على شراء تلك الأجهزة التي تستهلك طاقةً أكبر، وسيترتّب عليها دفع قيمةٍ أعلى لفواتير استهلاك الكهرباء، مستنزفة مواردهم المالية المحدودة، ، فضلاً عن المبالغ الهائلة التي سيتكبدها الاقتصاد الوطني جراء السماح ببيع وتداول مثل تلك الأجهزة الرديئة في الأسواق المحلية، حيث تستهلك هذه الأجهزة طاقة كهربائية أكبر وبالتالي تصاعد استهلاك الوقود اللازم من النفط والغاز لتوفير هذه الطاقة.

كذلك فإن من شأن عدم الالتزام والتراخي في تطبيق المواصفة المحدثة لأجهزة التكييف، أن يلقي بآثار سلبية على بقية البرامج والنشاطات الأخرى التي يقوم بها البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة بشكل سلبي تتعثر بعده تلك النشاطات والمبادرات الوطنية التي تستهدف الحد من هدر الطاقة.

واستعرض البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة المراحل الزمينة التي اتخذت في إعداد وتطبيق تحديث المواصفة القياسية 2663 /2012 لرفع الحد الأدنى لمعامل كفاءة الطاقة للمكيفات، حيث تم في 11 /4 /1433هـ الموافق 4 مارس 2012م عقد اجتماع لفريق عمل إعداد المواصفات القياسية لمكيفات الهواء المركزية، وتم الاتفاق خلال الاجتماع على تشكيل فريق لتحديث المواصفة 2663.

كما بدأ البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة في شهر جمادى الاولى 1433 هـ الموافق ابريل 2012 م ، بمشاركة الجهات المعنية، بمراجعة المواصفة السعودية رقم 2663 ، واقتراح تعديل الحدود الدنيا لكفاءة الطاقة ، وفي 15 /6 /1433 هـ الموافق 6 مايو2012 م عقد اجتماع في مقر هيئة المواصفات لفريق العمل وتمت دعوة الحضور لورشة عمل ينظمها البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة لتحديث المواصفة 2663 .

أما في 14 /7 /1433 هـ الموافق 4 يونيو 2012 م فعقدت رشة عمل مع مصنعي ومستوردي التكييف بهدف دراسة الوضع الحالي لمعامل كفاءة الطاقة للمكيفات ذات السعة التبريدية أقل من 70.000 وحدة حرارية بريطانية ومتطلبات تحديث المواصفة. بحضور مصنعي ومستوردي التكييف.

وفي الفترة من شهر رجب، حتى شهر ذي الحجة 1433 هـ عقدت اجتماعات متعددة لفريق العمل مع المصنعين المحليين والدوليين والموردين لتحديث المواصفة وتلقي ملاحظات ومرئيات ذوو العلاقة، والاتفاق على تطبيق المواصفة المعدلة على عامين بحضور مصنعي ومستوردي التكييف.

وفي شهر محرم 1434 هـ الموافق ديسمبر 2012م اعتمد مجلس ادارة الهيئة السعودية للمواصفات والمقاييس والجودة تحديث المواصفة القياسية السعودية رقم 2663 وتعديلها حسب مقترح البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة.

وشهد يوم 27 ربيع الأول 1434 ه‍ الموافق 8 فبراير 2013 م الإعلان عن المواصفة المحدثة 2663 /2012 في جريدة أم القرى، وفي 1الى 3 ربيع الآخر 1434 هـ الموافق 11الى 13 فبراير 2013م عقد المؤتمر والمعرض السعودي للتدفئة والتهوية وتكييف الهواء 2013 م وتم على هامش المؤتمر الإعلان عن المواصفة المحدثة، كما تم عقد اجتماع مع المصنعين والموردين، وتم الإعلان عن المواصفة المحدثة والجدول الزمني للتطبيق في عدد من الصحف المحلية.

وفي 4 رجب 1434 هـ الموافق 14مايو 2013م عقدت حلقة نقاش عمل مع مصنعي و موردي وموزعي أجهزة التكييف للتذكير بالإعلان عن المواصفة المحدثة 2663-2012 والجدول الزمني للتطبيق بحضور مصنعي و موردي وموزعي التكييف، و في 14 رجب 1434 هـ الموافق 24 مايو 2013م عمم أمين عام الغرف التجارية الصناعية على الموردين والمصنعين والموزعين عن المواصفة المحدثة، وفي الأول من شهر رمضان المبارك لعام 1434 هـ الموافق 7 يوليو 2013م أوقفت هيئة المواصفات إصدار شهادات المطابقة غير المتوافقة مع المواصفة المحدثة.وفي الأول من شهر ذي القعدة 1434ه‍ الموافق 7 سبتمبر 2013م أوقفت الجمارك السعودية دخول أجهزة التكييف غير المطابقة للمواصفة المحدثة، كما بدأت وزارة التجارة والصناعة جولاتها على خطوط الإنتاج للتحقق من التزام للمصنعين المحليين بالمواصفة المحدثة.

وشهد يوم 26 ذوالحجة 1434 هـ الموافق 31 أكتوبر 2014م تعميم لأمين عام الغرف التجارية الصناعية على الموردين والمصنعين والموزعين بأن وزارة التجارة والصناعة ستقوم بجولات ميدانية على الأسواق بتاريخ 1 /1 /2014م، وفي18 محرم 1435 هـ، الموافق 21 نوفمبر 2013م، تم التعميم على المستوردين والشركات بأن وزارة التجارة والصناعة ستقوم بجولات ميدانية لمصادرة الأجهزة المخالفة للمواصفة المحدثة ، كما تم في 28 صفر 1435هـ الموافق 31 ديسمبر 2013م إعلان من قبل وزارة التجارة والصناعة عن قيامها بجولات للتأكد من اللإلتزام بوضع بطاقة كفاءة الطاقة على الأجهزة.

وفي 29 صفر 1435ه‍ ( 1 يناير 2014م) بدأ إيقاف تداول الأجهزة غير المطابقة للمواصفات في الأسواق، وبدأت وزارة التجارة و الصناعة جولاتها التفتيشية.

يذكر أن الجهات المختصة في المملكة العربية السعودية تبذل جهوداً كبيرة من أجل السيطرة على الاستهلاك المتنامي للطاقة الذي شهد معدلات مرتفعة في السنوات الأخيرة، تزيد عن النسب العالمية ، حيث تقوم بالتعاون والتنسيق مع القطاع الخاص بالمشاركة في إعداد البرنامج الوطني لكفاءة الطاقة بشكل حثيث بهدف وضع برامج وآليات تستهدف الحد من سوء استهلاك الطاقة في صوره المتعددة التي تشمل تعديل مواصفات الأجهزة الكهربائية المنزلية، وأجهزة الإضاءة، ومواد العزل، وكمية استهلاك وقود السيارات، ومصانع الحديد، والاسمنت، والبتروكيماويات .

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى