#اليوم_الوطني | د.السبتي : في عهد المؤسس.. التعليم في مقدمة الأولويات
صراحة – الرياض: منذ ثمانية عقود ونيف بدأت بوادر الخير بتوحيد هذا الوطن وإعلان قيام المملكة العربية السعودية على يد المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن – طيب الله ثراه – ورجاله الأوفياء، وفي هذه الذكرى العزيزة يتحتم أن نقف لنقرأ أمجاد التأسيس، ونستلهم قصة البناء والتنمية التي استطاعت فيها المملكة العربية السعودية أن تواجه مختلف الظروف والتحديات وأن تختصر المراحل على كل المستويات المعيشية والأمنية والعسكرية والاقتصادية والسياسية والتنموية حتى اختطت لنفسها مكانة مستحقة بين دول العالم. وهي مناسبة عزيزة تستوجب شكر لله جل وعلا على ما تحقق لهذا الوطن ومواطنيه من خير وأمن وأمان وتنمية وازدهار، كما تملي هذه الذكرى على كل مخلص ومحب لهذا الوطن أن يتوقف مليا للإحساس بالوطن وقيادته، واستشعار واجباته في المحافظة على مكتسبات اللحمة الوطنية والأمن والاستقرار والتنمية والرخاء، وألا نتوقف عن التطوير والبناء لنا وللأجيال القادمة.
والاحتفاء بالذكرى الـ84 لتوحيد المملكة يجعلنا نستذكر اهتمام المملكة العربية السعودية بالتعليم على امتداد مراحلها المختلفة حيث جعلت منه عامل البناء الأبرز والأول، وبذلت له كل جهودها وسخرت إمكانياتها لافتتاح المدارس في كل أرجاء الوطن.
وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز كانت رؤيته حفظه الله (بأن يكون التعليم نموذجا متميزا وركيزة أساسية للاستثمار والتنمية وأن الأجيال القادمة هم الثروة الحقيقية، والاهتمام بهم هدف أساسي) منطلقاً لأن يكون التعليم في دائرة اهتمامه الأولى؛ وها نحن نشهد اهتماما غير عادي بالتعليم وبإعداد الإنسان، ولعل أقرب الشواهد على ذلك ما شهدناه هذا العام من دعم سخي وغير مسبوق تمثل في الموافقة على برنامج العمل التنفيذي لدعم أهداف مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير التعليم العام بتكلفة تجاوزت ثمانين مليار ريال وما تبعه وما سيتبعه إن شاء الله من دعم، وما سبقه من إنشاء هيئة تقويم التعليم العام وتأسيس لشركات تطوير التعليم العام، وإرساء إستراتيجية وطنية لتطوير التعليم العام، وكذلك توجيهه رعاه الله بالتحول نحو مجتمع المعرفة بوصفه هدفا إستراتيجيا للمملكة أعلنته في خططها التنموية، وأكدت أنها ستسعى لتحقيقه ابتداء من المؤسسات التعليمية وتطوير التعليم وانتهاء بحركة الاقتصاد ودورتها القائمة على المعرفة. ويأتي اختياره حفظه الله لصاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل لوزارة التربية والتعليم تتويجا لكل هذا الدعم والاهتمام، وترجمة لتلك الرؤية الملكية إلى واقع ملموس .
وإيمانا بقيمة الشكر ونسبة الفضل لأهله ومستحقيه، فإن الواجب يقضي أن نتجه بالدعاء للقائد المؤسس وأبنائه البررة ثم للآباء والأجداد الذي أسهموا في ملحمة التوحيد وما تبعها من ملاحم التشييد والبناء حتى وصلت بلادنا إلى ما وصلت إليه بحمد الله وتوفيقه.
و أختم بتقديم التهنئة الصادقة بمناسبة اليوم الوطني لمقام خادم الحرمين الشريفين وإلى سمو ولي عهده وإلى سمو ولي ولي عهده حفظهم الله جميعاً، ولكل مواطن ومواطنة في وطننا الكبير سائلاً المولى عز وجل أن يحفظ لبلادنا أمنها وأمانها، ويحميها من كل مكروه، وأن يحفظ لها قادتها إنه سميع مجيب الدعاء.