محليات

والد المبتعث عبدالله القاضي: أتواصل مع السفارة لتوكيل محام لمتابعة مجريات القضية

RO2YA-61782-3

صراحة – متابعات : خيم الحزن أمس على حي سلطانة بالظهران الذي تعيش فيه أسرة المبتعث السعودي عبدالله القاضي، الذي أعلن عن مقتله منذ يومين في أمريكا، إذ تحولت سعادتهم وفرحتهم بقرب تخرج ابنهم عبدالله الذي كان يوشك أن ينهي دراسته في الولايات المتحدة الامريكية، ولم يبق له الا عام دراسي واحد فقط، ليصبح مهندسًا كهربائيًا الى حزن وألم.
المصادر زارت عائلة القاضي في منزلهم في حي سلطانة بالظهران والتقت بوالده عبداللطيف احمد القاضي والذي عبر عن بالغ حزنه العميق لفراق عبدالله، حيث قال بصوت المؤمن الصابر والمتصبر: «ولدي عبدالله يبلغ من العمر 23 سنة ويدرس في الولايات الامريكية منذ اربع سنوات وكان من المفترض أن يتخرج بعد عام في تخصص هندسة كهربائية»، لافتا إلى أن ترتيبه الرابع بين إخوانه.

اختفاء قسري
وأشار إلى أنه اختفى يوم الاربعاء الموافق الـ 17 من شهر سبتمبر الماضي، بعد الظهر، وذلك بعد مقابلته الشخص الذي رغب في شراء سيارته في المنزل الذي كان يعيش فيه.
وبين أن آخر مكالمة لعبدالله كانت مع ابن عمته، قائلا: «إنهم عادة يخرجان مع بعضهما، لكنه سبقه الى المكان على أمل أن يلحق به، وبقي وحيدا في البيت وحضر إليه المشتري من أجل شراء السيارة».

اللحظات الأخيرة
وذكر أن ابن عمته وأقاربه تواصلوا معه بعد أكثر من ساعة من آخر اتصال من عبدالله، لكنه لم يرد على جواله مما جعلهم يكررون المحاولة لكنهم لم يجدوا إجابة، مما دفعهم إلى الذهاب إلى البيت، الذي وجدوه مغلقًا، كما وجدوا السيارة التي كان من المفترض أن يذهب بها إليهم في مكانها ولم تتحرك، مشيرا إلى أنهم استمروا في الاتصال على جواله الى الليل لكن لم يرد أحد عليهم.
وذكر أنهم اتصلوا بعد ذلك بأخيه الأكبر أحمد الذي يدرس وزوجته الماجستير والدكتوراه، مؤكدًا أنه حضر بسرعة ودخل على التليفون الخاص بعبدالله ووجد أن آخر مكالمة له كانت مع ابن عمته، مفيدًا أنه حصل كذلك على تليفون مشتري السيارة وعنوانه وأبلغ الشرطة.

تحديد المكان
وأضاف أنه بمتابعة أحمد أخو عبدالله لهاتف القتيل وجد أن آخر نقطة تواجد بها هي النقطة التي وجدوا فيها جثمانه تقريبًا، لافتًا إلى أنهم أبلغوا الشرطة لكنهم لم يهتموا بالأمر.
ولفت إلى أن الشرطة لم تأخذ تغيبه مأخذ الجد، حيث استدعوا شاري السيارة وحققوا معه تحقيقات مبدئية ومن ثم أطلقوا سراحه لكن السيارة محجوزة عندهم.

معاقبة الجناة
وأضاف أن ابنه الأكبر اتصل به يوم الجمعة وأخبره أن عبدالله قد لقي حتفه، مؤكدًا أن الخبر وقع عليهم كالصاعقة، ولم يدروا ما يفعلون إلا أن إيمانهم بقضاء الله وقدره أدخل السكينة في قلوبهم، وجعلهم يحتسبونه عند الله على أمل أن ينال الجناة عقابهم.
وقال: «نحمد الله سبحانه وتعالى على وجود ولاة الامر في هذا البلد الغالي والذين يتابعون القضية منذ بدايتها واخص صاحب السمو الملكي الامير عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز نائب وزير الخارجية».
وثمن متابعة وتواصل صاحب السمو الملكي الامير سعود بن نايف بن عبدالعزيز امير المنطقة الشرقية وصاحب السمو الامير جلوي بن عبدالعزيز بن مساعد نائب امير المنطقة الشرقية، مشيرًا إلى أنهم -حفظهم الله- تواصلوا معهم وواسوهم في مصابهم، مؤكدًا أن ذلك ليس بمستغرب من ولاة أمر هذا الوطن الغالي.
وقال: «إنهم أكدوا في اتصالاتهم أن الفقيد هو ابن الوطن»، مقدمًا شكره لسفير خادم الحرمين الشريفين في واشنطن ومتابعته الحثيثة لهذة القضية.
وشدد على ضرورة أن ينال الجناة عقابهم، قائلا: «أنا أبغي حق ابني ويجب أن يقتص من هذا المجرم الذي فعل هذة الفعلة البشعة، ولن أتنازل عن حقه».

جهود السفارة
وحول تكليف محامٍ قال القنصل السعودي في لوس انجلس الاستاذ فيصل السديري: بعد ما ينتهي تسليم الجثمان وترحيله سوف يبدأون في تعيين محام، وخيروني ما بين أن أختاره أم يختاروه هم، لافتا إلى أنهم سيتواصلون معه بعد اسبوع للاتفاق على الآلية في ذلك.
وطالب ولاة الامر والمسؤولين عن الابتعاث بتثقيف الطلاب المبتعثين بعادات شعوب الدول التي يبتعثون فيها، خاصة أن السعوديين شعب طيب ويثق في جميع الناس.
وشدد على أهمية تحذير المبتعثين بعدم إنهاء إجراء أي معاملات أو لقاء أشخاص مجهولين إلا من خلال جهة رسمية.
وألمح إلى أنه رغب في ابتعاث عبدالله -رحمه الله- إلى أمريكا نظرًا لوجود أخيه الاكبر أحمد هناك، لافتًا إلى أنه لا يستطيع الوجود معهم نظرًا لرعايته أبيه البالغ من العمر 100 عام.
وعن وصول الجثمان قال: ستغادر الرحلة من امريكا الخميس وتصل الجمعة الى الشرقية وسيدفن في محافظة الاحساء والعزاء سيكون في المنزل في حي سلطان بحي الدوحة بالظهران.

خير صديق
من جهته، أشار عبدالعزيز شقيق عبدالله إلى أن فقدانه أخيه تسبب في إدخال الحزن على الجميع، خاصة أنه كان يرافق عبدالله طيلة إجازته ويجد فيه الصديق قبل الأخ، قائلا: «لم أجد قولا سوى حسبي الله ونعم الوكيل في قاتله».
من جهتهم، عبر أبناء عمته عبدالرحمن واحمد عبدالحميد النعيم وعبدالعزيز وليد الملحم عن حزنهم الشديد لفقدان عبدالله، مؤكدين أنه كان صديقا لجميعهم.
يذكر أن شرطة لوس أنجلوس عثرت على جثة المبتعث المفقود عبدالله القاضي في مدينة «بالم دزرت» التي تبعد مسافة 3 ساعات عن شرق نورثريدج، ليلة الخميس، في تمام الساعة الحادية عشرة وخمسين دقيقة مساء.
وأعلنت شرطة لوس أنجلوس، أنه سيُعقد مؤتمر صحفي اليوم الاثنين، للكشف عن كل تفاصيل القضية، فيما نَعَتْ رئيسة جامعة كالفورنيا «ديان هاريسون» المبتعث عبدالله القاضي، وقالت في بيان لها: «إنه -وبحزن شديد- بلغنا وفاة عبدالله القاضي، وتتقدم بتعازيها إلى عائلته وأصدقائه علی هذا الخبر المحزن؛ حيث إن فقدان مثل هذا الشاب الواعد لهو خسارة كبيرة، وسوف نواصل، وباستخدام القانون بأي طريقة كانت؛ لمعرفة ظروف وفاته. كما أرجو من الجميع أن يشاركوا أسرة عبدالله القاضي حزنهم والدعاء له بالرحمة والمغفرة».

 

( المدينة )

زر الذهاب إلى الأعلى