محليات

أسرة البادي : أخي دُهس عمداً وزواجه كان مقرراً صيفاً

Untitled

صراحة – متابعات : لم يمهل الموت محمد راشد البادي فرصة لأشهر إضافية، يعود بعدها إلى بلاده حاملاً شهادة البكالوريوس، في تخصص المالية، ليكمل نصف دينه بالاقتران بالفتاة التي عقد قرانه عليها. ولكن جثمان هذا الشاب (23 عاماً) سيعود إلى موطنه، الثلثاء المقبل، ليوارى الثرى في إحدى مقابر مسقط رأسه جدة.

فارق البادي الحياة فجر السبت الماضي، «دهساً» من أحد زملائه داخل أحد المجمعات السكنية في أميركا، التي أمضى فيها نحو ستة أعوام مبتعثاً. فيما لم تتجاوز معرفته بـ «قاتله» الذي يشاركه الهمّ الدراسي، سوى ثلاثة أسابيع، بحسب ما ذكره ذووه.

هكذا بدأ إبراهيم راشد البادي، وهو الشقيق الأكبر للقتيل محمد، سارداً تفاصيل الواقعة التي ألمّت به وعائلته وأقارب القتيل. وكانت أشد تأثيراً على والده الكبير في السنّ، والذي تعرّض إلى «جلطة في الدماغ قبل ثلاثة أشهر، واستطاع تجاوزها برحمة ربّ العالمين»، واصفاً الأوضاع التي يعيشها هو وذووه في الوقت الراهن بـ «الصعبة».

وقال البادي، وهو طالب طبّ في عامه السادس قبل الامتياز، في كلية البترجي الأهلية للعلوم الطبية والتقنية: «إن هذا النبأ يُعدّ مؤلماً للغاية، إذ اضطرّنا إلى عدم الإفصاح عن ملابسات القضيّة، خوفاً من تزايد حال والدنا، وانعكاسها بالشكل السلبي على بقية أفراد الأسرة»، مشيراً إلى أنهم منشغلون حالياً بترتيب «مراسم العزاء، ثم الالتفات لإكمال إجراءات القضية».

وأكد أن ما حدث «لم يكن مزاحاً»، عازياً السبب إلى أن هناك «خلافاً بين الطرفين»، مضيفاً «قدّر الله وما شاء فعل، والحمد لله على ما كتبه». وذكر أن «الجاني، وهو شاب عشريني، يقبع الآن في أحد السجون، في قبضة الأجهزة الأمنية الأميركية، إذ يخضع لتحقيقات دقيقة»، مؤكداً أنه «لا أحد يعلم أسباب الخلاف تحديداً». مضيفاً: «إن الجاني تسبب في مقتل أخي دهساً، بسرعة قصوى على خلفية خلاف نشب بينهما، ولم يكن في الأمر مزاحاً. بدليل أن الجاني لم يتوقف بعد قيامه بجريمته، ولو من باب الاطمئنان على صحّة المجني عليه بعد الارتطام به بمركبته «الموستنغ».

وروى تفاصيل الواقعة بصوتٍ متقطع، وقال: «كان أخي وابن عمي محمد عبدالرحمن البادي، برفقة الجاني بعد منتصف الليل في أحد المجمعات السكنية»، مردفاً: «الجاني تعرّف على أخي قبل ثلاثة أسابيع، والأمور كانت طبيعية بينهما، حتى اتصل الجاني بأخي الذي كان برفقة ابن عمي، وحينما حضر إليهما وقع خلاف بينهما. وقام الجاني بالذهاب رغبة في الخروج من المجمع السكني، الذي لا يحوي إلا بوابة خروج واحدة».

وزاد البادي أن «الجاني أخطأ في الخروج من البوابة الصحيحة، فعاد بأقصى سرعة إلى البوابة التي دخل منها، في ظل وجود المجني عليه (أخي) أمام البوابة، وهو يطالبه بالتوقف، حتى اصطدم به، وقام بإكمال السير». وأوضح أنه تم نقل أخي إلى المستشفى إلا أنه فارق الحياة بعد ثلاث ساعات، إثر إصابته بنزيف داخلي في المخ. ونحن ننتظر التقرير الطبي، ونتائج التحقيقات في الواقعة»، إذ وردنا اتصال من الملحق الثقافي الدكتور محمد العيسى، ولكنه لم يبلغنا بالتفاصيل».

وأوضح أن أخاه «أكمل منذ وصوله إلى أميركا ستة أعوام، إذ كان هذا العام الأخير له قبل أن ينهي دراسته». وكشف أن أخاه كان «على وشك إنهاء ترتيبات زواجه بعد تخرّجه خلال الصيف المقبل، لكن القدر أخذه، قبل أن نفرح به». ولفت إلى «الجاني يعادل المجني عليه في السن ولم يتجاوز 23 عاماً، على رغم معاناتهم من شحّ المعلومات بشأن الواقعة». وكشف أن جثمان المجني عليه (أخيه) يصل الثلثاء.

ولفت إلى أن المجني عليه محمد البادي، يسكن في مدينة جدة، وفي حي البساتين تحديداً، وترتيبه الثالث بين إخوته. وأضاف: «والدي ووالدتي وجميع أفراد العائلة ينتظرون على أحرّ من الجمر نتائج التحقيقات التي تعمل عليها الأجهزة الأمنية الأميركية، على رغم عدم تواصل السفارة السعودية في واشنطن معنا، منذ وقت الحادثة حتى هذه اللحظة».

يذكر أن المصادر نشرت في عددها تفاصيل الحادثة التي أودت بحياة الشاب محمد البادي. ونقلت عن طلاب سعوديين مُبتعثين للدراسة في أميركا، ترجيحهم أن تكون الحادثة وقعت من باب «المزاح» بين المجني عليه والجاني، الذي تردد على لسان الطلاب أنه كان «مخموراً» أثناء وقوع الحادثة. فيما لم يتسنَ لها الحصول على توضيح من مصدر سعودي رسمي، سواءً في السفارة السعودية أم الملحقية أم شؤون الرعايا، لكونهم في إجازة أسبوعية أول من أمس الأحد، بحسب ما أفاد به موظفون أجابوا على اتصالات الحياة المتكررة حينها.

 

 

( الحياة )

زر الذهاب إلى الأعلى