محليات

الفريق العمرو : مرحلة التأسيس كفلت للمملكة بعون الله تحقيق النهضة والازدهار

الفريق العمرو

 

صراحة – فيصل القحطاني : أكد معالي مدير عام الدفاع المدني الفريق سليمان العمرو، أن أبناء الوطن قاطبة يستلهمون في ذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية، قصة تأسيس دولة بنت أساسها على التوحيد المستمد من كتاب الله وسنة نبيه عليه الصلاة والسلام، ومسيرة كفاح سطرها التاريخ بمداد من ذهب لرجال أخذوا على عاتقهم لم الشتات وتوحيد الكلمة وتأليف القلوب ونماء الأمة والسير بها لترتقي بين سائر الأمم وصولًا إلى هذا العهد الزاهر والمملكة بفضل من الله جل وعلا تحظى بالمكانة العالمية .
واستذكر الفريق العمرو في كلمة بمناسبة الذكرى الـ 85 لليوم الوطني للمملكة جهود الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود – رحمه الله- التي لم تتوقف عند مرحلة التوحيد فحسب، بل تجاوزتْ ذلك إلى إطلاق الخطط التنموية والإصلاحية ،فهيّأ البلاد على أسس كفلت بمشيئة الله تعالى تحقيق النهضة والازدهار.
وحيا الدور المتعاظم الذي تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – حفظه الله – تجاه تطور ونهضة ونماء المملكة في شتى المجالات ،فضلًا عما تقدمه من رعاية لضيوف الرحمن من الحجاج والمعتمرين، مثمنًا جهود الحكومة في الارتقاء بقدرات الدفاع المدني لمواكبة التطور الكبير الذي شهدته المملكة.
وقال :” يمر ذكرى يوم الوطن المجيد والمملكة وبلاد المسلمين كافة يعيشون عيد الأضحى المبارك بعد أن مّن الله على جموع الحجيج الوقوف بصعيد عرفات الطاهر واستقبلوا أول أيام التشريق تحفهم الرحمة والطمأنينة من رب كريم،وهيأت لهم حكومة خادم الحرمين الشريفين – حفظه الله – كل الإمكانات والخدمات لأداء الركن الخامس من الإسلام في أجواء مفعمة بالأمن والاستقرار.
وتطرق معاليه بهذه المناسبة إلى الإنجازات التي حققها الدفاع المدني في سبيل أداء المهام الوطنية والإنسانية وما بذل من تضحيات طوال السنوات الماضية، حتى شهد في هذا العهد الزاهر نقلة نوعية في قدراته وتجهيزاته وصنف على ضوءها من أفضل أجهزة الدفاع المدني في العالم.
وأضاف أن مشاعر الفرحة والسعادة بيوم الوطن هذا العام، تتضاعف بما في ظل الرخاء الذي تنعم به المملكة وما تشهده من تنمية في جميع المجالات وما تحظى به من مكانة رفيعة على المستوى العربي والإسلامي والإقليمي والعالمي وما تتمتع به من قدرة وتأثير في صناعة القرار الدولي .
واستعرض معالي الفريق العمرو المراحل التاريخية للوحدة المباركة التي أرسى دعائمها الملك عبدالعزيز آل سعود – رحمه الله – التي كانت ولا زالت هي الركيزة الصلبة والأساس المتين الذي ارتفعت عليه صروح النهضة والتنمية في ربوع الوطن والتي عززت من قدرة بلادنا الطيبة على القيام بدور فاعل في خدمة قضايا الأمتين العربية والإسلامية والإسهام في تحقيق السلام العالمي،مؤكدًأ أن الشعب يقف صفًا متلاحمًا خلف قيادته الرشيدة في مواجهة جماعات الإرهاب والتطرف بكل حزم وحسم في إعلان واضح وصريح أن أبناء الوطن لا يقبلوا أي تهديد لمكتسبات الوطن.
ونوه بالإنجازات التي تحققت في شتى المجالات على المستوى الداخلي وما شهدته المملكة من رقي لصروح النهضة وما ظلت تتميز به من تطور مستمر وتقدم شمل مختلف القطاعات وعم أرجاء الوطن من أجل خير وإسعاد أبناء الوطن ومستقبل مشرق للأجيال القادمة بمشيئة الله تعالى.
وقال مديرعام الدفاع المدني :” هذا اليوم محطة يستذكر فيها جيل اليوم حجم التضحيات الكبرى التي صنعت ملحمة التوحيد وأرست دعائم الدولة السعودية الحديثة وأضحت واعية بمسؤولياتها في الحفاظ على مكتسبات الوطن ومواصلة مسيرته على طريق المستقبل والتصدي لكل ما من شأنه المساس بوحدة الوطن وسلامة أبنائه ” .
وأضاف إن فرحة أبناء المملكة التي تجدد كل عام في الاحتفال بيوم الوطن، هي بمثابة رسالة عرفان ووفاء وتقديره للملك المؤسس وأبنائه البررة الذين قدموا الكثير لرفعة الوطن وأيضاً رسالة تأييد ومبايعة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود – أيده الله – الذي استطاع خلال عام واحد من توليه مقاليد الحكم أن يفتح آفاق رحبة من أجل خير أبناء هذه البلاد المباركة وأن يؤكد موقف المملكة الراسخ والواضح لنصرة القضايا العربية والإسلامية، وسياستها الرشيدة من أجل خير الإنسانية.

ورفع معاليه أصالة عن نفسه ونيابة عن رجال الدفاع المدني التهنئة للقيادة الرشيدة بمناسبة عيدالأضحى المبارك وباليوم الوطني ، سائلاً الله العلي القدير أن يعيد هذه المناسبة على الوطن والأمتين الإسلامية والعربية بالخير واليمن والمسرات وأن يمن على حجاج بيته العتيق بحج مبرور وسعي مشكور .
وأعاد الفريق العمرو في هذه الذكرى إلى الأذهان جهود الملك المؤسس – رحمه الله – الذي وضع في خضم مرحلة التأسيس أولى لبنات جهاز الدفاع المدني السعودي بإنشاء أول فرقة إطفاء بالعاصمة المقدسة (عام 1346هـ – 1926م) التي كانت نواة لانطلاق هذا الجهاز لأداء رسالته في حماية المكتسبات الوطنية والحفاظ على سلامة الأرواح والممتلكات العامة والخاصة ومد يد العون والمساعدة للدول الصديقة والشقيقة في أوقات المحن والكوارث والتي يشهد لها العالم أجمع لا سيما المنظمات الدولية المعنية بأعمال الدفاع المدني والحماية المدنية.
وأكد أن حكومة خادم الحرمين الشريفين – رعاه الله – لم تالو جهدا ولم تدخر مالًا للارتقاء بقدرات الدفاع المدني لمواكبة التطور الكبير الذي شهدته المملكة خلال العقود التي تلت ملحمة التوحيد في جميع المجالات والحفاظ على ثمار هذا التطور.
وقال :” إن قدرات الدفاع المدني تجلت على أداء مهامه في حماية مكتسبات الوطن وثرواته وفي مقدمتها الثروة البشرية ، في كثير من المواقف والاختبارات الصعبة التي اجتازها رجال الدفاع المدني بنجاح كبير ، وتجسدت هذه القدرات في مواسم الحج وتأمين سلامة ملايين الحجاج والمعتمرين بكفاءة عالية ، جعلت كثيراً من دول العالم تسعى للاستفادة من خبرات الدفاع المدني في إدارة الحشود الكبيرة وتأمين سلامتها، وكذلك في مواجهة حوادث السيول والأمطار التي تعرضت لها المملكة خلال السنوات الماضية ” .
ولفت العمرو إلى انطلاقة المديرية العامة للدفاع المدني إلى آفاق العالمية من خلال عضوية فاعلة بالمنظمة الدولية للحماية المدنية ، كأحد الأعضاء المؤسسين للمنظمة، وعبر توقيع اتفاقيات التعاون مع عدد كبير من الأجهزة المماثلة في الدول المتقدمة في مجالات التدريب وتحديث الآليات والمعدات ، وزيادة فرص الابتعاث لمنسوبي الدفاع المدني للدراسة في كبريات الجامعات في العالم ، والمشاركة المتميزة في أعمال الإنقاذ والإغاثة على المستويين الإقليمي والدولي، ومنها مشاركة فريق الإنقاذ السعودي في أعمال الإنقاذ والإخلاء والإيواء لمتضرري فيضانات باكستان التي أثبت من خلالها تفوقه في أول مشاركة له في أداء مهام إغاثية وإنسانية خارج حدود المملكة وهو الأمر الذي عزز من قدرات الفريق للحصول على التصنيف الدولي الثقيل هذا العام الذي يمثل اعترافاً بجاهزيته للمشاركة في عمليات الإنقاذ والإغاثة على المستوى الدولي خارج البلاد.
وفيما يتعلق بالدلائل والمقومات التي تميز قدرات الدفاع المدني السعودي لمواكبة مسيرة النهضة وأداء أعمال الإنقاذ والإغاثة داخل حدود المملكة وخارجها، أبان العمرو أن البنية التدريبية الأساسية لرجال الدفاع المدني تعد أحد هذه المقومات، إذ كانت البداية بإنشاء معهد الدفاع المدني، وتواصلت بإنشاء مراكز التدريب في عدد من المناطق،إضافة إلى إنشاء مدن للتدريب في مكة المكرمة والرياض.
وأوضح أن جهود الدفاع المدني على ثرى هذا الوطن المعطاء تأمن بإذن الله مظلة حماية مدنية تنطلق من 197 مركزًا للدفاع المدني في مختلف مناطق المملكة، راعت في استراتيجيتها استيعاب النمو المتزايد في عدد السكان والمشروعات التنموية الجديدة ، منوهًا بدور برنامج خادم الحرمين الشريفين لتطوير المقرات الأمنية وبرنامجه – حفظه الله – لتطوير آليات الدفاع المدني بتكلفة تزيد عن مليار ومائتين مليون ريال ،في النهوض بقدرات بهذا الجهاز ومواكبته للمستجدات.
وعن مواكبة التقنيات الحديثة والاستفادة من امكانيات المملكة في هذا المجال ، كشف العمرو أن ادارة الدفاع المدني كانت سباقة في استثمار تقنيات المعلومات والاتصالات، لتعزيز قدراته في رصد وتحليل مجمل المخاطر والاستعداد لها ، وتطوير كفاءة الوحدات الإدارية والميدانية، والاستفادة من هذه التقنيات في تفعيل برامج التوعية بالمخاطر بين جميع فئات المجتمع، والإطلاع على كل جديد في مجال عمل الدفاع المدني ، وتنفيذ برامج التدريب عن بعد ، ونشر ثقافة السلامة، وهو ما كان له أكبر الأثر في حصول المملكة على الوسام الذهبي من المنظمة الدولية للحماية المدنية في جنيف ومنح عدد من ضباط وقيادات الدفاع المدني أنواط الامتياز لأدائهم الراقي والمتميز في أعمال الحج، وكذلك في مواجهة الأمطار والسيول وغيرها من أعمال الدفاع المدني.
واختتم معالي مدير الدفاع المدني كلمته بمناسبة اليوم الوطني مستذكرًا تضحيات الشهداء من رجال الدفاع المدني – رحمهم الله – الذين ضحوا بأرواحهم في ميادين الواجب وسطروا أروع صور البطولة والفداء في خدمة الوطن وحفروا أسمائهم بأحرف من نور في ذاكرة وطن الوفاء الذي أحاط أسرهم وعائلاتهم بكل الحب والرعاية،سائلاً المولى جلت قدرته أن يدم على المملكة أمنها واستقرارها في ظل قيادتها الرشيدة، وأن يعيد علينا هذه المناسبة أعواماً عديدة وأزمنة مديد والجميع يرفل بالخير والنماء والسؤدد .

زر الذهاب إلى الأعلى