محليات

مؤتمر دولي بالخرطوم يدعو إلى الاستفادة من تجربة المملكة في مكافحة الإرهاب

images

صراحة – واس : أعرب المشاركون في مؤتمر الارهاب والتطرف الطائفي في أفريقيا الذي اختتمت أعماله بالعاصمة السودانية الخرطوم اليوم عن تقديرهم البالغ لجهود المملكة العربية السعودية وقيادتها الحكيمة في محاربة الإرهاب والتصدي له, والتوعية بخطره, ومواجهته إقليميا ودوليا, لتعزيز الأمن والسلام في العالم.
كما ثمنوا في ختام أعمال المؤتمر ، ما تبذله حكومة المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وتوسعتهما, وإكرام ضيوفهما من الزوار والحجاج والمعتمرين.
وبارك المشاركون تشكيل التحالف الإسلامي لمحاربة الإرهاب, كما ثمنوا حرص قادة دول التحالف لدعم الشرعية في اليمن على ما يحقق الأمن والاستقرار في الوطن العربي والإسلامي أجمع.
وأدانوا بشدة ما تناولته وسائل الإعلام من إساءات إيرانية للمملكة ، وتغافلها للجهود المتميزة التي تبذلها المملكة العربية السعودية في خدمة ضيوف الرحمن، كما استنكروا ما يجري في إيران من انتهاكات لأهل السنة ، وما يجري في سورية والعراق واليمن على يد الميليشيات الطائفية والحشود الصفوية، ما يعد مثالا من أمثلة الإرهاب المُدان شرعا وعقلا, مؤكدا أن مسارح الجرائم اليومية في هذه الدول ، تؤدي إلى التحيز الطائفي في إدارة شؤون الدولة, واستئثار السلطة من مكوِّن طائفي على حساب المكونات الوطنية الأخرى.
وأكد المؤتمرون أن الإرهاب والتطرف الطائفي ظاهرتان تستوجبان جهودا مشتركة لاحتوائهما والتصدي لهما ، من خلال برنامج دولي يُتفق عليه, يعالج أسبابها, ويكفل القضاء عليها, ويصون عقائد الناس وحياة الأبرياء, ويحفظ للدول سيادتها وللشعوب استقرارها وخصوصيتها ، وللعالم سلامته وأمنه, مشددين على أهمية إيجاد برامج التحصين العقدي وتعزيز الأمن الفكري، بجانب التأكيد على أهمية تكامل المسؤوليات بين المؤسسات الرسمية والشعبية في دول القارة الإفريقية.
وأشاد المؤتمر بجهود علماء المسلمين في مواجهة الإرهاب والتطرف الطائفي ، ما يعزز التعايش السلمي في المجتمعات ، والحرص على ما يحقق الأمن والاستقرار والتعاون, وأثنوا على الجهود التي يبذلها فخامة الرئيس عمر حسن البشير رئيس جمهورية السودان ، لتحقيق التعاون والتعايش والسلام, واهتمامه بمحاربة الإرهاب والتطرف الطائفي في إفريقيا.
وعد المؤتمر إلصاق تهمة الإرهاب بالمسلمين زورا وبهتانا ، إساءة تتجاهل جهود المسلمين في مكافحة الإرهاب وإدانة كافة صوره ومظاهره, وتتغافل عن جهودهم في استتباب الأمن والسلم العالمي ، معتبراً أن الجرائم الإرهابية التي تُرتكب باسم الإسلام لا يقبلها عقلاء البشر, ولا منطق لهذه الأفعال الشنيعة التي شوهت الإسلام وآذت الإنسانية وأرهقت المسلمين وكفرتهم وأراقت الدماء المعصومة.
ودعا المؤتمر حكومات دول إفريقيا إلى تعزيز برامج التنمية الاجتماعية والاقتصادية ، لتلبية حاجات المجتمعات, والتقليل من معدلات البطالة والفقر, التي تعد من أبرز مداخل نشر الطائفية البغيضة ، مع تشجيع البحوث والدراسات المتعلقة بالثقافة الإسلامية, للحفاظ على وحدة المسلمين في إفريقيا, وصد التيارات الفكرية والعقدية المتطرفة, وتنمية مدارك الناس العلمية والمعرفية.

وطالب المؤتمر المؤسسات العلمية والتعليمية ، إبراز مخاطر التطرف الطائفي, وتوجيه البحوث العلمية لدراسة أسبابه ومواجهة آثاره, والمناشط المشبوهة التي تقوم بها المؤسسات الصفوية لنشر الطائفية البغيض.
ورأوا المشاركون أن من أبرز الأعمال الطائفية ، الإساءة إلى منهج أهل السنة والجماعة الذي توارثه المسلمون في إفريقيا كابرا عن كابر, وتشويه تراثهم الحضاري والثقافي المشترك الذي تتجلى فيه وحدة المقوم الديني بأبعاده العقدية والمذهبية والروحية ، بجانب بث العقائد الباطلة بين المسلمين, والإساءة إلى الصحابة رضي الله عنهم ، ونشر الأفكار المنحرفة المجانبة للاعتدال والوسطية, المشوبة بالغلو والتطرف والضلال.
وشدد المشاركون على أهمية مواجهة تأجيج مشاعر الكراهية بين المسلمين, وبث الأحقاد الطائفية بينهم, وإغراقهم في صراع يدفع بهم إلى الإحتراب, ويفتت مجتمعاتهم إلى مجتمعات طائفية عرقية متناحرة ، مشيرين إلى أن من أبرز الأعمال الطائفية تهيئة الأجواء لانتهاك سيادة الدول بالتدخل الخارجي المباشر ، مستنكرين دور إيران في التغلغل الطائفي في إفريقيا.
وأكد المؤتمر أهمية وضع خطة استراتيجية متكاملة لمكافحة الإرهاب والتطرف الطائفي في إفريقيا بكل صوره وأشكاله, والاستفادة من التجربة الرائدة للمملكة العربية السعودية, والتعاون مع المجتمع الدولي في ذلك, على يتولى وضع الخطة المركز البحثي الموصى بإنشائه تحت إشراف رابطة العالم .
وأوصى المؤتمر بدعم التعليم الديني في دول إفريقيا وتطوير مناهجه, وإنشاء مدارس ومعاهد إسلامية تفي باحتياجات المسلمين التعليمية، وتزودهم بالأئمة والمدرسين الذين يبينون خطر الإرهاب والطائفية, ويؤصلون وسطية الإسلام واعتداله ، بجانب ربط الشباب المسلم في إفريقيا بالعلماء الراسخين في العلم, لتبصيرهم بالفقه الصحيح للمفاهيم الشرعية, مثل الجهاد ، والتكفير ، والولاء والبراء ، والحاكمية ، وما يتعلق بذلك من أحكام.
وطالب المشاركون في المؤتمر بترشيد مناهج الدعوة، وربطها بمنهج الإسلام في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وحث المؤسسات الدعوية في دول إفريقيا على التعاون في ذلك مع الهيئات الإسلامية, وعقد دورات تدريبية للدعاة ، إلى جانب تكوين مجلس تنسيقي للهيئات الإسلامية الإفريقية , يوحد الجهود ويحدد الأهداف تحت إشراف رابطة العالم الإسلامي ووزارة الإرشاد والأوقاف، بالتعاون مع الجهات ذات الصلة ، على أن، يكون السودان مقراً له, ويعقد لقاءات تنسيقية دورية مع الجهات المتخصصة في دول إفريقيا, لوضع البرامج العملية لمواجهة الإرهاب والتطرف الطائفي في إفريقيا.

ودعا المؤتمر إلى تكثيف أشكال الدعم للأقليات المسلمة, خاصة من الناحية التعليمية والتربوية لتنجو من مزالق التطرف والعنف والصدام مع مختلف مكونات المجتمع, مطالبين تلك الأقليات المسلمة الانخراط في تنمية أوطانها بما يضمن التعايش للجميع ، وتصحيح صورة الإسلام الحنيف وصورة أتباعه .
واستنكر المؤتمر ما تمارسه إسرائيل من جرائم في حق الشعب الفلسطيني، مطالبين العالم إلى رفض إجراءاتها لتهويد القدس الشريف ، وتدنيس المسجد الأقصى المبارك, ووضع حدا للممارسات الإرهابية التي ترتكبها.
وأشاد المؤتمرون بالتجربة الرائدة في السودان والتي تقوم على الحوار مع المجموعات المتطرفة ، التي أتت بنتائج إيجابية جعلت كثيراً من المتطرفين يتخلون عن هذا المنهج بعد ما تبين لهم خطره ، معربين عن شكرهم لفخامة رئيس جمهورية السودان على رعايته للمؤتمر .
وأثنى المشاركون على جهود رابطة العالم الإسلامي في عقد المؤتمر، مقدرين جهودها في خدمة الإسلام، وعلاج مشكلات المسلمين.

زر الذهاب إلى الأعلى