محليات

وزير الشؤون الإسلامية يرعى حفل جائزة التميز البحثي في الدراسات القرآنية

2016-04-30_165109

 

صراحة – محمد المحسن :  رعى معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز بن محمد آل الشيخ حفل جائزة التميز البحثي في الدراسات القرآنية في الدورة العاشرة لهذا العام 1437ه التي نظمتها الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه (تبيان)، في رحاب جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية ـــ القاعة الكبرى ـــ بكلية أصول الدين. وقد ألقى معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ كلمة في الحفل عبر في مستهلها عن سعادته برعاية هذا الحفل وزيارته للجامعة وقال : إنني في زيارتي هذه لكليتنا المحبوبة كلية أصول الدين بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية لنرى تعانق اليوم بالأمس وصلة الحاضر بالماضي والجمع بين أصالة العلم ومعاصرة البحث ولهذا فإني أسجل هنا الشكر والتقدير لإخواني أصحاب الفضيلة أعضاء الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه “تبيان” على ما تفضلوا به علي من دعوة لهذا الحفل وهذه المناسبة المتعلقة بجائزة البحث العلمي للقرآن وعلومه. ووجه معاليه شكره لجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية التي تحتضن جمعيات علمية كثيرة ومتنوعة فيها الجهد الكبير الوفير الذي ينهض بأعباء من العلم لم ينهض بها غيرها فجزاها الله خيراً في حاضرها وفي مستقبلها كفاء ما نهضت ونهضت من طلبة العلم في النهوض في العلم في جميع فنونه وأصناف آدابه، كما وجه شكره للإخوة في الجمعية العلمية السعودية وخص منهم فضيلة الأستاذ الدكتور العباس بن حسين بن علي الحازمي، وفضيلة الأستاذ الدكتور عيسى بن ناصر الدريبي وجميع الإخوة في مجلس الإدارة وجميع زملائنا أعضاء الجمعية حيث بذلوا الكثير وأنتجوا نتاجاً كبيراً وتوسعوا في الجمعية وفي فروعها حتى غدت مذكورة متميزة، وهذا جهد ولا شك قاموا به وقام به أيضا زملاؤهم الذين كانوا قبل في الجمعية ممن تولوا مجلس الإدارة ونيابته وعضويته فلهم منا الشكر والتقدير على هذا الجهد الكبير. وقال معاليه : إن القرآن العظيم كتاب الله وهو كلامه الذي جعله حجة على العالمين إلى قيام الساعة هذا القرآن هو محور الجهاد الذي جعل الله الجهاد به وفيه مقدما على غيره فالجهاد بغير القرآن مؤقت مرتبط بأسبابه وشروطه وموانعه، وأما الجهاد بالقران فهو من أول يوم نزل فيه القرآن على نبينا ــ صلى الله عليه وسلم ــ وإلى أن يرفع القرآن فلا يبقى منه في الأرض آية ، هذا القرآن العظيم الذي قال الله ــ جل وعلا ــ في سورة الفرقان: } فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاد كبيرا }، كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية في فواتح رده على النصارى أن الجهاد بالقرآن هو الأصل وهو المستمر وهو الماضي وهو الذي لا ينفك عنه زمان ولا مكان. وتابع معاليه يقول : إن النهضة بالقرآن وبحملته وبتعليم القرآن وبالعلم بتفسيره وتجويده وقراءاته ليست بحوث علمية مجردة وإنما هذه البحوث العلمية وهذه النهضة بالعلم القرآني بفنونه وأنواعه هو وسيلة لمراغمة الكافرين ومراغمة أشباههم من أتباع الصد عن سبيل الله من العلمانيين والليبراليين واللادينيين، وهذه المسألة مسألة عظيمة فإن العلم بالقرآن في حد ذاته وان بعد نشر هداية القران ونشر علومه وكذلك نشر علوم غيره من العلوم فيه مراغمة كبيرة لا يستهان بها فإنها عظيمة اليوم في كل العالم. وأوضح معاليه أن بقاء القرآن ، وبقاء حملته وبقاء النهوض به وبقاء العلم ، وبقاء الحفظة له وبقاء بحوثه وبقاء ذكره في الأرض في كل مكان نوع عظيم من أنواع القربة إلى الله تعالى بالجهاد في سبيله ــ جل وعلا ــ وهو خير الدنيا والآخرة ، كما قال الله ــ جل وعلا ــــ : } قد جاءتكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور } ، { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون}. واستذكر معاليه في هذا الصدد الأئمة السالفين الذين حفظوا القرآن وعلموه ، وعلمّوه من صحابة رسول الله ــ صلى الله عليه وسلم ــ فمن بعدهم إلى زماننا هذا حيث إن القرآن نقل بالسماع بجهود أئمة عظام ، وعلماء كرام حتى بلغ إلى وقتنا هذا غضاً طرياً كما أنزل بقراءاته المتواترة نقلاً ، وبقراءاته غير المتواترة والشاذة تدويناً وبياناً ، وهذا من رحمة الله العظيمة بهذه الأمة أن جعل العلماء الذين هم ورثة الأنبياء يحملون هذا المشعل ، مشعل القران ويحملون هذا النور معهم ، ونحن اليوم إما أن نحظى بهذا الشرف وإما أن نزل عن هذا الشرف ، فالشأن ليس في وجود ما به يشرف الناس وإنما الشأن في أن نكون ممن من الله عليه بحمل اللواء فالحياة قصيرة والعمر عابر والزمن ماض ولكن الشأن فيمن يمن الله عليه بالسكينة واليقين ، وحمل راية العلم ثم حمل راية الجهاد بشروطه ، الجهاد بهذا القرآن العظيم بهذا. وأفاد معاليه أن هذه الجمعيات أصلها في الشرع ، ومقصدها عظيم وهي وسيلة من وسائل تحقيق أمر الله الكلي بحفظ هذا القرآن العظيم في ذلك ، مشددا على ضرورة استحضار النية وإخلاصها فيما نعمله ونحتسبه من أعمال في كل شأننا وخاصة في العلم الشرعي الشريف. وفي ختام كلمته ، هنأ معالي الوزير الشيخ صالح آل الشيخ الفائزين على بحثيهما اللذين حازا على رضى الجهات المرشحة سائلا الله ــ جل وعلا ـ أن يجعلنا دائما من الحاضين على الخير المتعاونين عليه.

وكان الحفل ــ الذي أقيم مساء الأربعاء الثالث عشر من شهر رجب 1437هـ ــ قد بدأ بالقرآن الكريم ثم ألقى رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه “تبيان” الأستاذ الدكتور العباس الحازمي كلمة أشار فيها إلى أن الله قد امتن على هذه البلاد المباركة بالاهتمام الكبير بالقرآن الكريم تعليما وحفظا وتدارسا وتدبرا، وكانت أيادي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز البيضاء وولي عهده وولي ولي عهده في هذا المجال منارة يراها الناظر من كل مكان، ولقد كانت رئاسة خادم الحرمين الشريفين ــــ يحفظه الله ـــ لأعضاء شرف الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه وساماً على صدور المتخصصين في القرآن الكريم وعلومه وحافزا لهم لبذل المزيد من الجهد والإنجاز والإتقان. وأضاف الحازمي لقد استشعرت “تبيان” المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقها تجاه البحث العلمي فبادرت منذ وقت مبكر إلى وضع الجوائز والمسابقات والحوافز الدافعة إلى تشجيع البحث العلمي، خاصة في مجال تخصص القرآن الكريم وعلومه. منوها إلى أنه كان من الشرف لهذه الجائزة أن كان وزير الشؤون الإسلامية أول من غرس بذرتها الأولى حيث افتتح نسختها الأولى قبل عشر سنوات، واليوم وبعد مرور هذه السنوات على هذه التجربة الناجحة والمبادرة المهمة نجد أنفسنا مطالبين بمزيد من الإتقان والتميز وبذل الجهد. بعد ذلك شاهد الجميع فيلماً تعريفياً بالجمعية، وبعدها شهد معالي وزير الشؤون الاسلامية توقيع عدد من اتفاقيات التعاون والتفاهم بين عدد من المراكز والمؤسسات والجمعيات المحلية والعالمية، وذلك في إطار سعي “تبيان” لإنجاح جهودها العلمية وتطوير البحث العلمي ووسائله وأساليبه ومن هذه الاتفاقيات، اتفاقيات تعاون وتفاهم بين الجمعيات العلمية التالية: الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه “تبيان”, والجمعية العلمية القضائية السعودية “قضاء”, والجمعية الفقهية السعودية, والجمعية السعودية للدراسات الدعوية “بصيرة”، والاتفاقية الثانية كانت مع الأكاديمية الأوربية للدراسات القرآنية في مانشستر ببريطانيا . والثالثة مع مركز تفسير للدراسات القرآنية، والرابعة مع مؤسسة الأمير محمد بن فهد بن جلوي للقرآن والسنة والخطابة (قبس)، والخامسة مع مركز معاهد للاستشارات التربوية والتعليمية. بعد ذلك، ألقى نائب رئيس مجلس إدارة الجمعية الدكتور عيسى بن ناصر الدريبي كلمة، ثمن فيها رعاية معالي الوزير للحفل وشكر للحضور حضورهم، ثم أعلن أسماء الفائزين بجائزة التميز البحثي في الدراسات القرآنية وهم د. دلال بنت كويران بن هويمل السلمي ؛ لحصولها على جائزة التميز البحثي في الدراسات القرآنية في مرحلة الدكتوراه. والمركز الثاني الشيخ عبد الرحمن عادل محمد عبد العال المشد؛ لحصوله على جائزة التميز البحثي في الدراسات القرآنية في مرحلة الماجستير. بعد ذلك، دشن معالي الوزير جائزة “تبيان” العالمية للدراسات القرآنية، ثم كرم الداعمين والرعاة، كما كرم فروع “تبيان” الفائزة بجائزة الفرع المتميز لهذا العام، كما كرم الجهات المتعاونة. وفي نهاية الحفل كرم معالي الوزير مدير جامعة الإمام بالنيابة الدكتور فوزان بن عبدالرحمن الفوزان كما تم منحه العضوية الشرفية، بعدها تسلم معالي الوزير هدية تذكارية.

زر الذهاب إلى الأعلى