حول العالم

قوات ليبية تطهر آخر معقل للدولة الإسلامية في سرت

مقاتلون من القوات الليبية المتحالفة مع الحكومة المدعومة من الأمم المتحدة يحتفلون مع اقترابهم من تطهير آخر معقل للدولة الإسلامية في سرت بليبيا يوم 5 ديسمبر كانون الأول 2016. تصوير رويترز. (هذه الصورة للأغراض التحريرية فقط. ليست للبيع ولا يسمح باستخدامها في حملات تسويقية أو إعلانية).

 

صراحة-وكالات:انتهت قوات ليبية تدعمها غارات جوية أمريكية من تطهير آخر منطقة كانت تحت سيطرة تنظيم الدولة الإسلامية في معقلها السابق مدينة سرت يوم الثلاثاء بعد معركة استمرت نحو سبعة أشهر لاستعادة السيطرة على المدينة.

وسيطرت القوات بشكل كامل على رقعة أخيرة من الأرض في منطقة الجيزة البحرية في سرت بعد اشتباكات ضارية. وتمكن بضع عشرات من النساء والأطفال كانوا مع المتشددين من مغادرة المباني المدمرة.

ومع تفجر الاحتفالات بين القوات الليبية التي تهيمن عليها كتائب من مدينة مصراتة قال متحدث إن الحملة العسكرية ستتواصل لحين تأمين المنطقة الأوسع. وأطلق مقاتلون النار في الهواء مرددين “ليبيا حرة” و”دم الشهداء .. ما يمشيش (لا يضيع) هباء.”

وتمثل خسارة سرت ضربة كبيرة للدولة الإسلامية إذ ستتركها من دون أي أرض تحت سيطرتها في ليبيا لكنها تحتفظ بوجود نشط في أجزاء من البلاد.

وسيطرت الدولة الإسلامية على سرت في مطلع 2015 وحولتها إلى أهم قاعدة لها خارج العراق وسوريا واجتذبت إليها عددا كبيرا من المقاتلين الأجانب.

وفرض التنظيم المتطرف حكمه المتشددة على سكان سرت باسطا سيطرته على قطاع يمتد لنحو 250 كيلومترا من ساحل ليبيا على البحر المتوسط.

وقال رضا عيسى المتحدث باسم القوات التي تقودها كتائب من مصراتة “عمليات البنيان المرصوص سيطرت على كامل حي الجيزة البحرية ..القوات أمنت كل المباني والشوارع داخل حي الجيزة البحرية لكن ذلك لا يعني انتهاء عملية البنيان المرصوص حيث أننا لازلنا في حاجة لتأمين محيط مدينة سرت.”

وقال وزير الدفاع الفرنسي جان إيف لو دريان “هذه أنباء طيبة للغاية. هزيمة داعش (الدولة الإسلامية) إنجاز قوي للغاية لكن لا يمكن اعتباره سوى خطوة واحدة… الميليشيات التي حررت سرت تستحق التهنئة.”

ويقول مسؤولون ليبيون وغربيون إن بعض مقاتلي الدولة الإسلامية فروا من سرت قبل المعركة أو في مراحلها الأولى. ويخشون من شن المتشددين حملة من خارج المدينة بعد وقوع هجمات في مناطق نائية.

مفجرون وقناصة وألغام

شنت القوات التي تقودها كتائب مصراتة هجوما مضادا في مايو أيار بعدما تحرك المتشددون بامتداد الساحل صوب المدينة.

وتقدمت الكتائب المتحالفة شكليا مع حكومة تساندها الأمم المتحدة في طرابلس سريعا صوب وسط سرت قبل أن يوقف مفجرون انتحاريون وقناصة وألغام تقدمها إلى حد كبير.

وقُتل أكثر من 700 من مقاتلي الكتائب وأصيب ما يزيد على 3200 في الحملة.

وقال محمد لجنف المسؤول بمستشفى سرت الميداني يوم الثلاثاء إن ثلاثة رجال آخرين قُتلوا وأصيب نحو 50.

وأضاف “21 امرأة تم تحريرهن هذا اليوم في سرت إضافة إلى 31 طفلا.”

وفي الأيام الأخيرة فر عشرات النساء والأطفال وبعضهم مهاجرون من أفريقيا جنوبي الصحراء من أسر الدولة الإسلامية أو أُطلق سراحهم من أراض يسيطر عليها المتشددون.

وقال محمد الجاسري وهو متحدث آخر باسم العملية العسكرية إنه وقعت محاولتان لتفجيرين انتحاريين يوم الثلاثاء إحداهما قامت بها امرأة وإنه تم إحصاء أكثر من 30 جثة لمتشددين بين الركام.

ومنذ الأول من أغسطس آب شنت الولايات المتحدة ما لا يقل عن 495 غارة جوية على تنظيم الدولة الإسلامية في سرت.

ولا تزال ليبيا تشهد اضطرابات بعد خمس سنوات على الثورة التي أطاحت بمعمر القذافي.

ولم تحرز حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة والتي وصلت طرابلس في مارس آذار وأيدت الحملة في سرت تقدما يذكر في إنهاء الفوضى.

وتحتل سرت موقعا استراتيجيا عند منتصف الطريق تقريبا على امتداد الساحل الليبي قرب بعض من أكبر حقول ومرافئ النفط في البلاد. والمدينة التي تقع قرب مسقط رأس القذافي هي المكان الذي قتل فيه بالرصاص بعد أن حكم ليبيا لقرابة 40 عاما

 

رويترز

زر الذهاب إلى الأعلى