محليات

أمير القصيم يفتتح فعاليات أسبوع “تلاحم” لمركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني

2017-02-27_161557

صراحة – نواف العايد : افتتح صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن مشعل بن سعود بن عبد العزيز أمير منطقة القصيم، أمس فعاليات أسبوع “تلاحم” الذي يقيمه مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني في منطقة القصيم ويستمر حتى الثاني من جمادى الآخرة، متضمنًا مجموعة من الفعاليات والجلسات الحوارية والبرامج والمحاضرات والدورات التدريبية وورش العمل والمعارض الفنية. كما أعلن سموه إطلاق المركز السعودي لتعزيز الانتماء الوطني بمنطقة القصيم ، ليكون مساندا لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني . وقال في كلمة له خلال الحفل الخطابي : “إنه لا أمن ولا رغد عيش في مجتمع لا ينعم بسلام اجتماعي، وأن مما يؤثر سلباً في المجتمعات ويهدم أركانها وبنيانها من قواعده، أن يتمايز الناس بغير التقوى والفضائل، وذلك مما نبذه ديننا الإسلامي الحنيف. وأضاف قائلاً: “إننا بعد أن أعزنا الله بنعمة الإسلام وأخلاقه وفضائله، ينبغي أن نشكر تلك النعمة بالحفاظ على ذلك الجمال الإنساني ، بأن نجعل قيم ديننا ومبادئه عنواناً عريضاً لماهيتنا الإنسانية التي لا ترتقي أو تكرم إلا بهذا الدين الذي ينبذ التعصب القبلي وكل أشكال العصبية والتعصب بما فيها التعصب المذهبي ، ولم يضر المسلمين أمر عبر تاريخهم أكثر سوءاً من التعصب والتمايز الاجتماعي والمذهبي”. وأكد سمو أمير القصيم أن تصنيف المجتمعات المسلمة والمسلمين إلى جماعات وأحزاب أمر خطير وينذر بتقسيم المجتمعات، وتمتد الخطورة إلى الأمن الوطني ووحدة الصف، فيما نجده من بروز إرهابيين ومتطرفين ، والعصبية القبلية والعنصرية الأسرية أو المناطقية، وجميعها من ضروب الجاهلية ، وقال “إن العصبية لا تغني الإنسان شيئاً في الميزان الإنساني والديني، ولا يمكن أن نتعارض مع قيم ديننا بهذا العنت الذي يقودنا إلى التناقض، وأن الدين القيم رسالة سلام وأمن وتسامح ومساواة وعدل بين جميع البشر وأجدر باتباعه ، فالله يرفع به وليس بما نضعه من أعراف وقواعد أنكرها منذ الجاهلية.

وأوضح سموه أن المجتمع أمام متغيرات عالمية على مستويات شتى ، وتبقى المملكة بتوفيق الله راسخة أمام جميع هذه التحديات والتهديدات التي تواجهها ، لتمثل أروع الأمثلة في علاقة الحاكم بالمحكوم والراعي بالرعية في قوة التلاحم وصدق الولاء وحسن التواصل ، بفضل تمسكها بعقيدتها وتحكيمها لشرع الله ومن ثم حسن القيادة وجوهر أخلاقها ، مبيناً أن ما تعيشه البلاد اليوم من تلاحم بين القيادة والشعب استطاع أن يقدم وقيادته بتكاتفهما منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز ـ رحمه الله ـ أنموذجاً فريداً في بناء دولة التوحيد والتنمية. وعد سموه قضية الإرهاب في عصرنا الحالي من أهم القضايا التي تؤرق معظم الدول و المجتمعات لخطورتها على أمن الدول وزعزعة استقراراها ، وقال “: إن جرائم الإرهاب الوحشية من إفساد في الأرض وإهلاك للحرث والنسل المحرم شرعاً تشكل انتهاكاً خطيراً لكرامة الإنسان وحقوقه، وينبغي محاربتها بجميع الوسائل والتعاضد في القضاء عليها “، مبينا أن هناك مهددات حقيقية للأمن وللوحدة الوطنية لا تقل خطراً عن الإرهاب فهي تعمل على تصدع المجتمع وتفككه وتشغل كيان الدولة عن الاهتمام بتنمية الوطن والمواطن وبناء مؤسساتها الحديثة ، ومن هذه المهددات الشعارات الداعية إلى العنصرية المناطقية والنعرات القبلية والعائلية والتحزبات الدينية والمذهبية. وأكد سمو الأمير فيصل بن مشعل أن اللحمة الوطنية هي الوقاية والأساس في استقرار الدول ونمائها ، وهي التي يقوم عليها البناء الوطني السليم ، وتشكل هدف التنمية وغايتها الأولى .

ثم ألقى معالي الأمين العام لمركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني الأستاذ فيصل بن معمر من جانبه كلمة قدم في مستهلها الشكر لسمو أمير منطقة القصيم على دعمه وحضوره لفعاليات أسبوع تلاحم بالقصيم ، مزجياً الشكر لأهالي القصيم على ما أبدوه من تجاوب وحماس مع اللقاء في مختلف أنشطته وحرصهم على بناء مجتمع متحاور لوطن متلاحم من أجل تعزيز الوحدة الوطنية وحماية النسيج المجتمعي. وبين أن المركز أنطلق منذ أكثر من عشر سنوات ليواجه الكثير من استحقاقات الواجب الوطني وترجمة الأهداف حيال قضايا الحوار والوحدة الوطنية والمواثيق الدولية والغلو والتطرف وقضايا المرأة والشباب والحوار مع الآخر ، مشيراً إلى أن المركز أطلق برامج ومبادرات تركز على مساندة الجهود الأمنية وتعزيز التلاحم المجتمعي ، وقال تتعزز لدينا قناعة مطلقة بأهمية الحوار والتماسك الاجتماعي في إدارة الاختلاف وفي تقريب وجهات النظر وصناعة الرأي وبناء جسور من التعاون والتفاهم بين فئات المجتمع حول قضايانا الوطنية المتنوعة. وأفاد معاليه أن برنامج تلاحم الذي تشهده منطقة القصيم يهدف عبر برامجه المتنوعة إلى تعزيز وتنسيق الجهود الفكرية بما يعزز لحمتنا الوطنية ويساند الجهود الأمنية والفكرية ويحمي مجتمعنا من الأفكار والنزاعات المتطرفة والإشاعات الكاذبة والعمل على تحقيق القيم الفكرية والاجتماعية التي تضمنتها رؤية المملكة 2030 التي تؤكد تعزيز قيم الوسطية والتسامح ، وموضحاً أن الأهداف النهائية لبرنامج تلاحم تصب في تعزيز فكرة التعايش المجتمعي كضرورة أساسية للتعلم المستمر من بعضنا البعض وتنسيق الجهود واستثمار طاقات الشباب لتعزيز اللحمة الوطنية. وأكد عضو هيئة كبار العلماء معالي رئيس مجلس أمناء مركز الملك عبد العزيز للحوار الوطني الشيخ الدكتور عبد الله بن محمد المطلق ، دور العلماء والدعاة في تعزيز التلاحم الوطني . وتناول خلال محاضرة أدارها الدكتور حسن بن فهد الهويمل عضو مجلس أمناء المركز ، جوانب التلاحم الوطني ، وصوره في المجتمع السعودي ، والثوابت الدينية والشرعية التي يستند عليها ، وضرورة التمسك بالوحدة الوطنية ، والتعاون على البر والتقوى، وما جاء به الإسلام من تعضيد للتكافل والتعايش والتضامن

كما تحدث الشيخ المطلق عن دور العلماء والدعاة في مواجهة أشكال التطرف والتعصب ، ودورهم في بيان المشكلات التي تواجه المسلمين اليوم ، ودورهم في تعزيز التمسك بالثوابت والوحدة الوطنية خاصةً في عصر يشهد من التقلبات والتحديات ما يدعو إلى مواجهتها والوقوف أمامها بصلابة ، داعياً أساتذة الجامعات والمعلمين والقضاة وطلبة العلم والدعاة وخطباء المساجد وأرباب الأسر إلى تعزيز قيمة التلاحم ، وإقفال المنافذ التي يترصد من خلالها أعداء الأمة للوصول إلى شبابنا ، وأن يحرصوا على الوقاية منها ، والسعي في تجفيف منابع الفكر المتطرف ، مؤكداً أنه لا يجوز أن يكون شبابنا أوعية تجارب ولا مواد قابلة للتشكل في أيدي الأعداء ، وقال ” علينا أن نزرع فيهم المناعة ونخبرهم بمكائد الأعداء ، وأن نزرع في شبابنا احترام مراكز الاجتهاد الجماعي ، التي هي سبيل من سبل حفظ الشباب ، وعدم انقيادهم خلف الفتاوى الوهمية” . وأشار إلى أن الوحدة الوطنية هي رأس القوة التي نواجه بها الأعداء ، وهي التي نحمي بها بلادنا من أطماع الأعداء ، الحاجة الماسة لتقوية الوحدة ونسيج الترابط الاجتماعي ، وحماية أنفسنا من الأمراض العصبية القبلية والعصبية المذهبية ، والنزوات الشهوانية ، داعياً العلماء إلى الاهتمام بتأصيل مفاهيم الوسطية لدى الشباب حتى تستقر في أذهانهم والعمل على مكافحة التطرف والخروج عن جادة الوسطية ، مبيناً أن الحوار هو أسهل الطرق للقناعة. وأطّلع سمو الأمير الدكتور فيصل بن مشعل على المعرض المصاحب لفعاليات الأسبوع الحواري ، وشهد توقيع الاتفاقية بين مجلس شباب القصيم ومركز الملك عبدالعزيز للحوار الوطني ، كما اطلع على القافلة المتنقلة التي أعدها مركز الملك عبدالعزيز بهذه المناسبة لنشر التوعية وضرورة الأمن الفكري ونبذ التعصب القبلي، وكرم سموه الداعمين والمشاركين

زر الذهاب إلى الأعلى