حول العالم

الأمم المتحدة تدعو إيران إلى جنيف 2، والمعارضة تهدد بالانسحاب

140119234541_ban_ki_moon_javad_zarif_512x288_afp

صراحة-وكالات: دعا الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، إيران للمشاركة في محادثات السلام المزمع عقدها في سويسرا الأسبوع الجاري في محاولة لإنهاء النزاع في سوريا.

وقال بان كي مون إنه حصل على تأكيدات من وزير الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، بأن طهران ستلعب دورا إيجابيا في تأمين تشكيل حكومة انتقالية في سوريا.

لكن الائتلاف الوطني السوري – وهو تكتل المعارضة الرئيسي – أعلن أنه سينسحب من المحادثات إذا لم يسحب بان كي مون عرضه بمشاركة إيران.

كما قالت الولايات المتحدة إن دعوة إيران ينبغي أن تكون مشروطة بتأييد طهران للاتفاق الذي تم التوصل إليه في عام 2012 بشأن مرحلة انتقالية في سوريا.

ومن المقرر أن تبدأ المحادثات التمهيدية للمؤتمر – المعروف باسم جنيف2 – يوم الأربعاء في مدينة مونترو السويسرية.

ووافقت حكومة دمشق والائتلاف الوطني السوري – المظلة الرئيسية للمعارضة السورية – في وقت سابق على المشاركة في مؤتمر السلام.

وحصد الصراع الممتد منذ نحو ثلاثة أعوام أرواح ما يزيد على مشة ألف شخص.

وتشير تقديرات إلى أن مليوني شخص فروا من الصراع إلى خارج سوريا، بينما نزح نحو 6.5 مليون آخرين داخل البلاد

وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن وزير الخارجية الإيراني كان تعهد بأن تلعب إيران دورا “إيجابيا وبناء” في المحادثات إذا تلقت دعوة بالمشاركة.

وأضاف بان كي مون “كما قلت مرارا، اعتقد بشدة أن إيران يجب أن تكون جزءا من الحل للأزمة في سوريا.”

قال بان كي مون (يمين) إنه حصل على تأكيدات من ظريف

ومضى المسؤول الأممي قائلا “دعوني أكون واضحا.. مونترو ليست مكان المفاوضات. الأحزاب السورية نفسها ستبدأ العملية في جنيف يوم 24 يناير.”

وبعد قليل من الإعلان عن دعوة إيران، أعلنت الجمهورية الإسلامية قبولها الدعوة.

وثار جدل بشأن ما إذا كان ينبغي مشاركة إيران في المؤتمر، وهي حليف لحكومة الرئيس السوري، بشار الأسد، الذي تسعى المعارضة للإطاحة بنظام حكمه.

فقد أيدت الأمم المتحدة وروسيا مشاركة إيران، بينما أبدت الولايات المتحدة تحفظات، بسبب عدم إقرار الجمهورية الإسلامية بالبيان الرسمي لمحادثات جنيف السابقة، التي وضعت خطة لعملية انتقال سياسي في سوريا.

كما تبدي واشنطن قلقا إزاء نشر إيران قوات في سوريا، وكذلك بشأن دعمها لجماعة حزب الله اللبنانية، التي أرسلت مقاتلين لدعم القوات الحكومية السورية في مواجهة مسلحي المعارضة.

وردا على دعوة إيران، هدد الائتلاف الوطني السوري بالانسحاب من مؤتمر جنيف 2.

وفي تغريدة بموقع تويتر، كتب لؤي صافي، المتحدث باسم الائتلاف، قائلا إن “الائتلاف السوري يعلن أنه سينسحب من حضور جنيف 2 إذا لم يتراجع بان كي مون عن دعوته لإيران.”

وفي الولايات المتحدة، قالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، جين بساكي، إن واشنطن تنظر إلى الدعوة “باعتبارها مشروطة بدعم إيران الصريح والعلني لتطبيق بيان جنيف بما فيه تأسيس هيئة حكم انتقالية بالاتفاق المشترك (يكون) لها سلطات تنفيذية.”

وأضافت بساكي “هذا أمر لم تفعله إيران بصفة علنية مطلقا، وهو ما أوضحنا لفترة طويلة أنه ضروري.”

ومضت قائلة “كذلك نبقى قلقين بشدة إزاء مساهمات إيران في الحملة الوحشية لنظام الأسد ضد شعبه، وهو ما ساهم في نمو التطرف وعدم الاستقرار في المنطقة.”

وأضافت “إذا لم تقبل إيران بالكامل وبصفة علنية ببيان جنيف، فينبغي إلغاء الدعوة.”

ومن خلال عملية تصويت، وافق الائتلاف على المشاركة في المؤتمر قبل يومين فقط من دعوة إيران للمشاركة.

وحينها، قال رئيس الائتلاف، أحمد الجربا، إن المعارضة ستشارك في المؤتمر “بدون أي تنازل في ما يتعلق بمبادئ الثورة.. ولن يخدعنا نظام الأسد.”

وأضاف الجربا أن “طاولة المفاوضات بالنسبة لنا هي مسار نحو تحقيق مطالب الثورة، وعلى رأسها إزاحة السفاح عن السلطة.”

ورحب وزير الخارجية الأمريكي، جون كيري، بقرار المعرضة السورية.

وقال كيري في بيان إن “هذا تصويت شجاع (يصب) في صالح الشعب السوري الذي عانى بصورة مروعة في ظل وحشية نظام الأسد والحرب الأهلية بلا نهاية.”

زر الذهاب إلى الأعلى