المقالات

أحضر زوجتك واستلم هديتك

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

قد يكون العنوان فيه نوع من الغرابة والعجب وهو كذلك بالفعل، إلا انه يمثل واقعا حقيقيا مشاهدا في عدد من المراكز والمجمعات التجارية التي أصبحت نقاط استهداف لأفراد من المتسوقين الذين يتنبأ فيهم مندوب الشركة كثرة سفرهم وقدرتهم المالية ليتقدم نحوهم ويقدم لهم (كوبون هدية) بدون مقابل إجابة على أسئلة أو الدخول في سحب مع آخرين.

 

لا نعترض على طريقة توزيع تلك الكوبونات فهي مشروعة للشركة حسب ما تراه مناسبا لها ويخدم توسعها ويحقق أرباحا لها ، إنما اعتراضنا هو على ما تفرضه بعض تلك الشركات من ربط تقديم تلك الهدايا بإحضار الزوج لزوجته معه إلى مقر الشركة أو القاعة التي تستقبل عددا من العائلات الأخرى التي تم إلزام أربابها بالشرط ذاته ، وحين يتم الاستفسار عن سبب اشتراط إحضار الزوجة يجيب المندوب بأن هذا هو نظام الشركة وهو سار على جميع العملاء الذين تم اختيارهم ، وهذا بلا شك اشتراط غير مبرر إطلاقا وليس ذو فائدة ، بل فيه استنقاص من قدر الرجل الذي تم إعطاءه كوبون الهدية ، لأن المقصود الظاهر من الهدية هي الزوجة وليس الزوج ، وهذا ما أكد عليه مندوب الشركة برفضه استقبال الزوج وتسليمه الهدية رفضاً قاطعا ، ليجعلنا نتوجه إلى هيئة السياحة لكي نتحقق من علمها بهذا الاشتراط ومدى نظاميته ويحدونا أمل في انتصارها لنا ، وبعد الاتصال جاءت الصدمة بأن ذلك الاشتراط يعتبر جزءا من السياسات الداخلية للشركات والهيئة لا تتدخل فيها وإنما تشرف على عملها حسب الترخيص الممنوح لها .

 

إن ترك هيئة السياحة لمثل هذه الشركات بوضع مثل هذه الاشتراطات – تحت مسمى سياسات داخلية – حسب ما تريده وما تراه يتماشى مع مصلحتها دون النظر للاعتبارات المجتمعية المحافظة لهو أمر يجب الوقوف عنده ومعرفة المبرر لاشتراطه والتأكيد عليه ، فنرجوا أن تفرض الهيئة كلمتها على تلك الشركات وتشرف إشرافا كاملا على عملهم الميداني وعدم الاكتفاء بإصدار التراخيص وترك الشركات تعمل من تلقاء نفسها وتفرض على الناس أمرا غير لائق .

 

الخاتمة:

للمجتمع عادات وأنظمة وعلى الشركات احترامها.

 

بقلم / خالد النويس

الأربعاء 04 سبتمبر 2024.

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

 

زر الذهاب إلى الأعلى