أستاذ في علم الاجتماع :44 في المئة من الآباء المعنِّفين جامعيون

صراحة – متابعات :
كشف أستاذ علم الاجتماع في جامعة الملك سعود الدكتور يوسف الرميح، أن 44 في المئة من الآباء الذين يمارسون العنف ضد أطفالهم هم من الحاصلين على مؤهلات جامعية، في مقابل 27 في المئة من الأمهات الحاصلات على مؤهلات عالية، مشيراً إلى أن 95 في المئة من آباء الأطفال الذين تعرضوا للعنف يعملون في مهن مختلفة بين حكومية وأهلية وقطاع خاص، في مقابل 33 من الأمهات اللواتي لا يعملن. وأوضح الرميح في بحث بعنوان: «العنف الأسري ضد الأطفال» أن دراسة ميدانية أجراها في محافظة عنيزة بمنطقة القصيم، طُبقت على 480 تلميذاً تم اختيارهم من بين طلاب المرحلة الابتدائية، ممن تعرضوا لأحد أشكال العنف الأسري (ذكور فقط)، وخصوصاً الفئة العمرية من 6 إلى 12 عاماً، لافتاً إلى أن إجمالي عدد الأطفال الذكور السعوديين ممن يبلغ عمرهم 5 إلى 14 عاماً يقدر بنحو 3.121.767 طفلاً يمثلون 37 في المئة من إجمالي الأطفال في الفئة ذاتها، التي تقدربـ8.436.194 طفلاً.
ولفت إلى أن عدد الطلاب في التعليم الحكومي بمحافظة عنيزة 7370 طالباً، ملتحقون بنحو 40 مدرسة موزعة على المحافظة (مكان الدراسة)، وقال: «أخطر أنواع العنف شيوعاً في السعودية هو العنف تجاه الأطفال، لأنهم لا يملكون الدفاع عن أنفسهم إضافة إلى قصور التشريعات الواضحة والملزمة والخاصة بمنع الأذى تجاه الأطفال. ولممارسة العنف ضد الأطفال انعكاس خطر على المجتمع الأكبر، نظراً لما ينجم عن العنف من حالات تشرد وانحراف من ناحية، وحالات مرض عقلي ونفسي من ناحية أخرى، وفي أحسن الحالات التي ينجو فيها الطفل من هذين المظهرين فإنه يصبح نموذجاً رديئاً للتنشئة الاجتماعية في المستقبل، ويبقى المجتمع الخاسر الأكبر في تلك العملية».
وأضاف: «أن الأطفال الذين تعرضوا للعنف يعيشون مع أسرهم الطبيعية أي مع الوالدين. ومن مظاهر العنف المستخدم تجاه الأطفال: الضرب الخفيف 68 في المئة، يليه التهديد بالضرب 66 في المئة، والحرمان من الشيء الضروري والإجبار بالقوة على القيام بعمل ما 38 في المئة، وأخيراً الطرد من المنزل 9 في المئة»، مشيراً إلى أن الآباء هم الأكثر ممارسة للعنف الأسري تجاه الأطفال بنسبة 74 في المئة، إذ يمارسون العنف بأشكاله المختلفة تجاه أبنائهم، في حين كانت نسبة الأمهات اللواتي يمارسن العنف تجاه الأبناء 20 في المئة.
وعن وجود علاقة ارتباطية سالبة بين دخل الأسرة وممارسة العنف تجاه الطفل، وأن الأطفال المستهدفين بالعنف كانت أعمارهم أقل من 12 عاماً، الذين تميزوا بالحركة والنشاط الزائد، طالب الرميح بتوفير مظلة واسعة من الحماية تسمح لهم بالاستمتاع بمرحلتهم العمرية في إطار مرغوب، وبالتعبير المهذب عن آرائهم تجاه ما يتوافر لهم من حقوق وما يفرض عليهم من واجبات، وضرورة سن تشريعات وأنظمة يكون من شأنها منع الآباء من ممارسة أي شكل من أشكال العنف تجاه أبنائهم. ( الحياة )