محليات

الفالح يستعرض نتائج تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق في أسباب حادث حريق مستشفى جازان العام

000-2945825091452715193076

صراحة – خالد الحسين : عقد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبد العزيز أمير منطقة جازان في مكتبه بالإمارة اليوم ومعالي وزير الصحة المهندس خالد بن عبد العزيز الفالح مؤتمراً صحفياً استعرضا فيه، نتائج تقرير اللجنة المكلفة بالتحقيق في أسباب حادث الحريق الذي نشب بمستشفى جازان العام في الثالث عشر من شهر ربيع الأول الماضي والذي تسبب في وفاة “25 ” شخصاً وإصابة “107” أشخاص آخرين.
وقدم سمو أمير منطقة جازان في مستهل المؤتمر التعازي لأهالي المتوفين، سائلا المولى عز وجل أن يتغمدهم بواسع رحمته ويسكنهم فسيح جناته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان.
ونوه سموه بشجاعة وتفاني أولئك الذين خاطروا بأنفسهم لإنقاذ المرضى خلال الحادث الأليم مقدراً فيهم روح التضحية والإقدام التي كانت سبباً بعد الله تعالى في إنقاذ الكثير من المرضى من الموت.
وأكد سموه على ضرورة توفير أعلى المستويات من اشتراطات السلامة في مستشفيات
جازان وكافة مرافق وزارة الصحة وغيرها من الجهات الحكومية والأهلية بالمنطقة وغيرها من مناطق وطننا العزيز بما في ذلك التصاميم الهندسية والنظم والأجهزة وتدريب العاملين، وضمان اتخاذ كل السبل التي تضمن الحيلولة دون تكرار هذا الحادث الأليم, مشددا على وجوب الإسراع في تشغيل إعادة تأهيل مستشفى جازان العام وتشغيلية للدور المهم والخدمات الصحية التي يقدمها لسكان مدينة جيزان وكافة أبناء المنطقة والمقيمين بها.
وشدد الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز على حاجة منطقة جازان لتوفير الطاقة السريرية اللازمة في هذه المنطقة الغالية من بلادنا ورفع مستوى الخدمات الصحية فيها , وضرورة تعزيز خطط الاستجابة للطوارئ والكوارث في المنطقة، وتوفير جميع متطلباتها من المعدات والتدريب، وإجراء التجارب الافتراضية وغيرها.
وأعلن سموه خلال المؤتمر عن عزم إمارة المنطقة على تفعيل مركز الطوارئ الموجود فيها، موجهاً جميع الجهات الحكومية المعنية بتوفير أعلى مستويات التنسيق مع المركز وقيام تلك الجهات وفي مقدمتهم وزارة الصحة بتقويم مستوى السلامة في مرافقها ووضع الخطط لتدارك أي نقص أو خلل والعمل على إصلاحه.

عقب ذلك استعرض معالي وزير الصحة النتائج التي توصلت إليها اللجنة التي شكلها أمير منطقة جازان للتحقيق في الحادث معلنا أن الحادث كان عرضياً ولا يوجد به شبهة جنائية وأنه كان نتيجة التماس كهربائي بمحيط قسم الحاضنات داخل الدور الأول بالمستشفى، وأن العاملين في المستشفى تمكنوا من إخلاء جميع المرضى ممن كانوا في الدور الأول الذي يشمل أقسام الحضانة والولادة و النساء والعناية المركزة ، إلا أن كثافة الدخان وتصاعده إلى الأدوار العليا قد أدى إلى وقع الوفيات في تلك الأدوار بسبب الاختناق بالدخان.
وأوضح معاليه أن السبب الرئيس لتصاعد الدخان الذي أدى لوقوع الوفيات إلى وجود أخطاء هندسية في تصميم المبنى وتنفيذه حيث لم توفر قطاعات لعزل الحرائق فوق السقف المستعار والتي كانت ستحول دون انتقال الدخان من منطقة إلى أخرى وأن تلك العيوب كانت في مواصفات المواد المستخدمة في سقف المبنى التي احتوت على مادة الفلين المحشو بين أعصاب السقف الخرساني والتي ساعدت على كثافة الدخان، وكذلك فإن رداءة المواد المستخدمة في تمديدات الأوكسجين من أعلى السقف وعدم مطابقتها للمواصفات الصحيحة أدى إلى ذوبانها مما أجج الحريق.
وبين معاليه أن عدم ربط نظام الإنذار عن الحريق بنظام التكييف أدى إلى استمرار التكييف في العمل وزيادة انتشار الدخان في المبنى، مفيداً أنه تجرى حالياً مراجعة كل ما يتعلق بإنشاء واستلام المبنى، وأنه سيم اتخاذ الإجراءات القانونية الصارمة تجاه كل من كان له دور في سوء التصميم والتنفيذ.
وأضاف معالي وزير الصحة أن التحقيقات توصلت أيضا إلى أن أبواب الطوارئ لم تكن مقفلة ولم توضع عليها أية سلاسل، ولم يوجد ما يعيق الوصول إليها, إلا أنه تبين أيضا وجود خلل في أداء بعض أنظمة وأجهزة السلامة في المستشفى كمضخات الحريق ونظام الإنذار، نتيجة لضعف صيانتها والعناية بها.
وقال معاليه :” ونظرا لما تبين من وجود تهاون في متابعة أمور السلامة من قبل بعض المسؤولين في الشؤون الصحية بجازان، فستجري محاسبتهم نظاميا على ذلك، وأنه قد صدرت التعليمات بإعفاء مدير عام الشؤون الصحية في جازان من منصبه، وكذلك إعفاءات لمسؤولين آخرين هناك”.
وأشار معاليه إلى أنه رغم الجهود البطولية التي أبداها معظم العاملين في المستشفى في أعمال الإخلاء، إلا أنه كان هناك تقصير في أداء بعض العاملين في المستشفى خلال التعامل مع الحادث، وسيتم التعامل معهم وفق الأنظمة.
ومضى يقول :” كما بين التحقيق أن الدفاع المدني قد استجاب للحادث على الفور إلا أن تجاوبهم وفاعليته لم يكن بمستوى حجم الحادث تطلب معدات إضافية من مناطق أخرى في جازان مما أثر على سرعة التعامل مع الحادث.

وأكد معالي وزير الصحة أن الوزارة ستبذل أقصى ما تستطيعه لضمان توفير الخدمات الصحية المناسبة لمنطقة جازان، وأنها عمدت أحد المكاتب الاستشارية بإجراء الاختبارات للتأكد من سلامة المنشأة وإعداد المواصفات الفنية المطلوبة في خلال 8 أسابيع، وذلك لترميم وتأهيل المستشفى بما في ذلك شبكة إنذار الحريق وإطفاء الحريق، وجميع متطلبات السلامة الأخرى، للبدء في هذه الأعمال بأسرع ما يمكن ، وتعيين مدير لإدارة الأمن والسلامة بالمنطقة.
وأبان معاليه أنه قد قام بزيارة ميدانية مع قيادات المشاريع في الوزارة لتفقد مشاريع المستشفيات في جازان التي تبلغ سعتها 1050 سريرًا، وتشمل المستشفى التخصصي ومستشفى النساء والولادة ومستشفى الدرب ومستشفى العارضة، وتم وضع خطة لتسريع إنجاز هذه المشاريع وتذليل الصعوبات كافة ليتم الانتهاء منها في أسرع وقت وعلى أعلى مواصفات السلامة والجودة.
وشدد معاليه على أن السلامة في المرافق الصحية تأتي في مقدمة أولويات الوزارة، حيث تم تحديد ثلاثة بيوت خبرة عالمية معروفة للقيام بالمراجعة الدقيقة والكاملة لجميع المنشآت الصحية الحكومية بالمملكة للتأكد من سلامتها هندسيا وسلامة نظمها وستكون الأولوية لمنطقة جازان ، وسيكتمل المسح خلال 6 أشهر ويتم بناءً عليه تنفيذ الخطة التصحيحية, وفصل عقود الأمن والسلامة عن عقود الصيانة لجميع المنشآت ، مما سيساعد في النهوض في هذا الجانب.
وبين معالي وزير الصحة أن الوزارة مصممة على المضي قدما في برنامجها التدريبي الذي بدأ قبل عدة شهور، لتدريب كافة العاملين بمرافق الوزارة في خطط الإخلاء والتعامل مع الكوارث الداخلية, وحرصا من الوزارة على تقديم أفضل الخدمات والتجارب العالمية فيما يخص الاستجابة للطوارئ والكوارث ، فقد قامت باستقطاب كوادر وطنية ذات تأهيل عال ومتخصصة في مواجهة الطوارئ والكوارث ، وستتم بناء عليه مراجعة خطط الكوارث وآلية الاستجابة والإنقاذ والتدريب على ذلك, وسيكون التركيز بشكل خاص على منطقة جازان والمناطق الحدودية.
وأفاد أن فريقاً متخصصاً سيقوم بتدريب الطواقم الطبية والطواقم المساندة التدريب على أعمال الإطفاء والإخلاء والمواد الخطرة والأمن والسلامة الكهربائية في جازان في الأسبوع القادم، بإذن الله.
وفي ختام المؤتمر الصحفي كرم سمو أمير منطقة جازان بحضور معالي وزير الصحة ذوي المرحوم إبراهيم القللي ” مصري الجنسية” الذي ضحى بحياته في سبيل إنقاذ المرضى في المستشفى خلال الحريق وكان سببا لنجاة عشرة منهم ، وستة من العاملين في وزارة الصحة لما أبدوه من روح الفداء خلال الحادث، حيث لعبوا كذلك دورًا أساس في إخلاء المرضى بما فيهم أولئك الذين كانوا في أقسام الحاضنات والولادة والعناية المركزة بكل تفاني وتضحية، وهم أميرة إسماعيل إسماعيل، أبو القاسم محمد نوحي، حسن علي الأمير، نوال علي هاشم، مها حسين حكمي، نجود إبراهيم حمود.

 

زر الذهاب إلى الأعلى