٢٢ مايو: اليوم العالمي لتسمم الحمل

في 22 من مايو من كل عام يحي العالم اليوم العالمي لتسمم الحمل. حيث يتم فيه تسليط الضوء على قضية خطيرة تُعاني منها بعض الأسر وهي مشكلة تسمم الحمل. في هذا اليوم يتم التذكير بأهمية التوعية والمتابعة الطبية خلال فترة الحمل لتجنب هذه المشكلة الخطيرة-،باذن الله تعالى- ورفع مستوى الوعي بأعراضها ومضاعفاتها وسبل الوقاية منها.
تسمم الحمل هو أحد أخطر مضاعفات الحمل الصحية، ويظهر عادة بعد الأسبوع العشرين من الحمل، ويُشخّص بارتفاع ضغط الدم ووجود البروتين في البول، وقد يؤدي إلى مضاعفات حادة مثل التشنجات، فشل الكلى أو الكبد، انفصال المشيمة، أو الولادة المبكرة. ورغم خطورته، قد تكون بدايته صامتة ولا تُكتشف إلا في مراحل متقدمة، مما يجعل الفحص الدوري ضرورة لا خيارًا.
الأعراض التي قد تنذر بتسمم الحمل تشمل: صداع مستمر لا يزول، زغللة أو اضطرابات في الرؤية، تورم مفاجئ في الوجه أو الأطراف، آلام في أعلى البطن، زيادة سريعة في الوزن، أو انخفاض في كمية البول. وجود هذه الأعراض لا يعني دائمًا الإصابة، لكنه يُحتم مراجعة الطبيب فورًا. في المملكة العربية السعودية، تم تسجيل أكثر من 4200 حالة تسمم حمل خلال عام واحد، إضافة إلى 594 حالة ارتعاج (نوبات تشنجية خطيرة)، وفقًا للبيانات الإحصائية لوزارة الصحة لعام 2020، مما يُبرز أهمية تعزيز الوعي المجتمعي، خاصة بين النساء الأكثر عرضة للإصابة.
عوامل الخطورة تشمل الحمل الأول، عمر الأم فوق 35 عامًا، التاريخ العائلي لتسمم الحمل، السمنة، أمراض مزمنة مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم، الحمل بتوأم، أو استخدام تقنيات الإخصاب الصناعي. وقد بيّنت دراسات حديثة حقائق طبية مثيرة حول هذه الحالة، منها أن المشيمة – وليس جسم الأم – هي المحرك الرئيسي لتطور تسمم الحمل، وأن الحمل بجنين أنثى قد يزيد من احتمال الإصابة مقارنة بالحمل بولد. كما أظهرت الأبحاث أن النساء اللواتي أُصبن بتسمم الحمل أكثر عرضة لأمراض القلب والسكتة الدماغية في المستقبل، وأن تسمم الحمل قد يظهر حتى بعد الولادة، خلال الأسابيع الستة الأولى فيما يُعرف بـ postpartum preeclampsia.
الرعاية الوقائية تظل حجر الأساس في التعامل مع تسمم الحمل، وتشمل:
١- الالتزام بزيارات متابعة الحمل
٢- مراقبة ضغط الدم والوزن
٣- إجراء تحليل البول المنتظم
٤- الاهتمام بالتغذية الصحية والنشاط البدني المعتدل
٥- وفي بعض الحالات، قد يُوصى بأدوية وقائية مثل الأسبرين بجرعات منخفضة ختامًا، تبقى الوقاية بالوعي خير من العلاج، والمتابعة المبكرة هي مفتاح الأمان لصحة الأم وطفلها، بإذن الله تعالى.
فتجاهل الأعراض قد يفاقم الخطر، أما الكشف المبكر فيُسهّل العلاج ويزيد فرص النجاة. وزيارة طبية في وقتها قد تُنقذ روحًا وتمنح قلبًا طمأنينة، بعون الله.
الدكتور / فهد بن ناصر العنزي
استشاري وأكاديمي وباحث في العلوم الطبية الحيوية