محليات

خطيب المسجد النبوي: المملكة لن تتنازل عن مبادئها وقيمها حول القضية الفلسطينية

صراحة – خالد الحسين : أكد فضيلة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبدالرحمن البعيجان إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم أن السنن الكونية تجري بنظام محكم وقضاء وأمر من الله مسلّم يرحم الله بها من يشاء فتنفعه ، ويبتلي بها من يشاء فتضره ، فهي مسخرة بمشيئة الله وليس لها مشيئة ولا تدبير ( ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ لَهُ الْمُلْكُ وَالَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ ) فقد نصر الله نوحا بالطوفان فأهلك قومه بالغرق ، ونجى هو ومن آمن معه ، ونصر الله موسى بالبحر فأغرق فيه فرعون ومن معه ، ونصر هودا فأهلك قومه بالريح العقيم ما تذر من شيء أتت عليه إلا جعلته كالرميم ، ونصر صالحا فأهلك قومه بالصاعقة وهم ينظرون فما استطاعوا من قيام وما كانوا منتصرين ، (فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنبِهِ ۖ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا ۚ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ ) فالحوادث الكونية كلها بيد الله وبمشيئة الله لا شريك له في ذلك .

وذكر فضيلته أن لبرد الشتاء مشقة لم تغفلها الأحكام الشرعية ، فرخص الشارح المسح على الجوارب للمشقة وفي التيمم للضرر ، كما شرع صلاة الاستسقاء للقحط في موسمه ، ودعاء الاستصحاء عند الحاجة ، فالمشقة تجلب التيسير ، وما جعل عليكم في الدين من حرج ، وليس ذلك للإمعان في الدعة والراحة ، بل قد بعث الله رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون واختار له هذا الإقليم الوسط الذي يجمع بين إفراط الحر في الجنوب من المعمورة وإفراط البرد في القطب الشمالي منها ، فأهله بحاجة إلى أن يكونوا من أعدل الناس وأوسطهم في التأقلم مع الطبيعة والمناخ حراً وبرداً حتى يتأتى لهم حمل الرسالة إلى الناس كافة .

كما نوه فضيلته بأن الله من علينا بنعم لا تحصى وأسبغ علينا نعمه ظاهرة وباطنة بكرمه وجوده وفضله وقد خلقنا لعبادته فيجب أن نسخر أنفسنا في طاعته في العسر واليسر في المنشط والمكره وفي السراء والضراء ، ويجب أن نستعمل نعمه في طاعته ونحرص أن تكون عونا لنا على مرضاته وسبباً لدخول جناته .

إن الدفاع عن الوطن والبلاد الإسلامية دفاع عن بيضة الإسلام وحوزة المسلمين وأعراضهم وممتلكاتهم والمسلمون بنيان واحد وأمة واحدة وجسد واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالحمى والسهر .

فأي عدوان يمس لبنة من بناء المسلمين وبلادهم فإنه اعتداء على حرمات كل المسلمين ، فكيف لو كان العدوان على القدس ، مهبط الوحي ومبعث الأنبياء والرسل وقبلتهم التي توجه إليها المسلمون في صلاتهم فترة من الزمن ومسرى النبي صلى الله عليه وسلم ومحرابه الذي أم فيه الأنبياء عليهم السلام .

وقد حان الوقت ليعرف العالم أجمع ، حان الوقت ليعرف العالم أجمع أن مسرى نبينا محمد صلى الله عليه وسلم هو مكان لكل موحد على وجه الأرض لكل من قال لا إله إلا الله محمد رسول الله .

والمملكة العربية السعودية كانت ولا زالت صامدة ولن تتنازل ولن تتزحزح عن مبادئها وقيمها الإسلامية والإنسانية حول القضية الفلسطينية والقدس المحتلة وستواصل جهودها بإذن الله في حل المشكلة ونصرة المظلوم ، ونفوسنا مطمئنة بوعد الله فمهما تسلط الأعداء فإن النصر حليف المؤمنين والصابرين ، وللبيت رب سيحميه (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ ،إِنَّ فِي هَٰذَا لَبَلَاغًا لِّقَوْمٍ عَابِدِينَ )

واختتم فضيلته الخطبة بالدعاء : اللهم احفظ القدس الشريف وأعده إلى حوزة الإسلام والمسلمين ، اللهم أعز الإسلام والمسلمين ، وأذِلَّ الشركَ والمُشرِكين يا رب العالمين ، اللهم انصُر دينَك وكتابَك وسُنَّة نبيِّك ، ، اللهم أظهِر هديَ نبيِّك محمدٍ – صلى الله عليه وسلم – في العالمين ، إنك على كل شيء قدير ، ، اللهم أرِنا الحقَّ حقًّا وارزُقنا اتِّباعَه، وأرِنا الباطلَ باطلاً وارزُقنا اجتنابَه، اللهم وفِّق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين لما تحبُّ وترضَى إنك على كل شيء قدير .

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى