المقالات

الاختلاف يصنع الجمال

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

في عالمٍ مليء بالتنوع والتعدد، يبرز جمال الحياة من خلال الاختلاف. فكما أن الطبيعة تزدهر بتنوع ألوان الزهور وأشكالها، فإن المجتمعات تزداد ثراءً بوجود أشخاص يختلفون في أفكارهم، ثقافاتهم، معتقداتهم، وأساليب حياتهم. إن الاختلاف ليس سبباً للانقسام، بل هو فرصة للفهم، والتكامل، والنمو.

يقول غاندي: “وحدتنا تكمن في تنوعنا، وتنوعنا هو مصدر قوتنا.”

 

فالاختلاف يصنع الجمال حين ننظر إليه بعين التقدير لا بعين الرفض. فالاختلاف في الآراء يفتح آفاقاً جديدة للحوار والتفكير، والاختلاف في الثقافات يمنحنا فرصة للتعلم والتعرّف على عادات وتقاليد لم نكن نعرفها من قبل. بل إنّ الاختلاف في الشكل واللون واللغة هو ما يمنح لكل إنسان بصمته الفريدة التي لا تتكرر.

 

لقد خلقنا الله مختلفين لحكمة عظيمة، فالاختلاف سنة كونية، وهو جزء من نسيج الحياة. وليس علينا أن نتشابه كي نتعايش، بل علينا أن نحترم هذا التنوع ونحتضنه، لأنه مصدر لقوة المجتمعات وتطوّرها. فالاختلاف هو الذي يدفعنا للإبداع، ولرؤية الأمور من زوايا متعددة، وهو ما يصنع التوازن.

 

يقول كارل يونغ (عالم النفس الشهير): “الاختلافات ليست مصدرًا للفرقة، بل هي الطريق لفهم الذات والآخر.”

 

وإن تقبّل الآخر كما هو، وعدم محاولة تغييره ليشبهنا، هو أول خطوة نحو السلام الداخلي والاجتماعي. فبدلاً من أن يكون الاختلاف سبباً للصراع، يمكن أن يكون جسرًا للتفاهم والتقارب.

 

في الختام:

يقول مارغريت ميد (عالمة أنثروبولوجيا): “الاختلاف بيننا ليس عائقًا، بل هو دعوة لفهم أعمق.

ولنتذكّر دائماً أن العالم سيكون مكاناً باهتاً إن كان الجميع متشابهين، ولكنّه يصبح أكثر إشراقاً وتنوعاً حين نحتفل باختلافاتنا. فالاختلاف لا يفرّقنا، بل يثري إنسانيتنا ويصنع الجمال الحقيقي في حياتنا.

 

الكاتب / عبدالرحمن المعبهل

11 إبريل 2025 م 

زر الذهاب إلى الأعلى