محليات

البروفيسور الغامدي يفوز بجائزة الجوف الثقافية عن بحثه العلمي “حصر أشجار الزيتون البري بمنطقة الباحة”

صراحة-علي البيضاني
حاز البروفيسور عبد الله بن صالح الخضر الغامدي وكيل جامعة الباحة للدراسات العليا والبحث العلمي سابقًا على جائزة مركز الأمير عبدالرحمن السديري الثقافي بالجوف وتسلم الجائزة من سمو الأمير فيصل بن نواف أمير منطقة الجوف عن بحثه(حصر اشجار الزيتون البري بمنطقة الباحة ورسم خرائطها وتحديد الطبوغرافيا المفضلة لنموها باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية) وحول هذا المنجز العلمي تحدث البروفيسور الخضر عن مراحل البحث حيث قال:
لحصر اشجار الزيتون البري بمنطقة الباحة ورسم خرائطها وتحديد الطبوغرافيا المفضلة لنموها تم اجراء البحث على ثلاث مراحل متتالية هي:
المرحلة الاولي: حصر الغطاء النباتي لمنطقة الباحة ورسم خرائطه باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية.
المرحلة الثانية: حصر اشجار الزيتون البرية وتوزيعها بالإضافة إلى تحديد بعض السمات النباتية لأشجار الزيتون البري ورسم خرائطها باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية وذلك في المناطق ذات الغطاء النباتي متوسط وعالي الكثافة والتي تم تحديدها في المرحلة الاولي.
المرحلة الثالثة: تحديد الخصائص الطبوغرافية والارضية الأكثر تفضيلاً لنمو أشجار الزيتون البرية في منطقة الباحة ورسم خرائطها باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية وذلك في المناطق والتي تم تحديدها في المرحلة الثانية
وأضاف شارحا بقوله: في المرحلة الاولي من البحث تم حصر الغطاء النباتي لمنطقة الباحة بشكل عام باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد ونظم المعلومات الجغرافية وبالتالي تم رسم خرائط مناطق الغطاء النباتي للمنطقة، هذه المعلومات وفر سجلا لحجم، ولفئات الكثافة النباتية، وتوزيع مساحة الغطاء النباتي في المنطقة كما هو في ١٥ مايو من عام ٢٠١٦م. وهي المرحلة التمهيدية للمهمة الرئيسية للبحث (حصر اشجار الزيتون البرية بمنطقة الباحة ورسم لخرائطها وتحديد الطبوغرافيا المفضلة لنموها) وفي هذه المرحلة التمهيدية تم استخدام ​​صورة القمر الصناعي لاندسات 8 متوسطة الوضوح كمصدر أساسي لتحديد وترسيم منطقة الغطاء النباتي من خلال تطبيق تقنية مؤشر اختلافات الغطاء النباتي الطبيعي Normalised Differential Vegetation Index (NDVI). الذي يدل رياضيا على القياس الطيفي للكلوروفيل والذي يدل الأخير على وجود الغطاء النباتي. وذلك بعد ان تم تحسين الصور بمساواة الرسم البياني لرؤية أفضل على حزم مؤلفه لـ 7R5G4B.
الغطاء النباتي في الباحة يشغل نسبة 68% من مساحتها
لنصل إلى النتائج التالية حيث قُدرت مساحة الغطاء النباتي بمنطقة الباحة بـ ٧٤٢٩ كم مربع اي ما يعدل ٦٧.٥ ٪ من مساحة المنطقة البالغة ١١٠٠٠ كم٢، منها ٨٥٣.٥ كم٢ او ما يعادل ٧.٧٪ عالية الي متوسطة لقيمة المؤشر NDVI والتي تكون نسبة كثافة الغطاء النباتي بها فوق ٦٠٪. هذه المنطقة ذات الكثافة العالية والمتوسطة تتركز معظمها في منتصف المنطقة على شكل حزام يمتد بطول المنطقة من شمالها الي جنوبها بعرض يتراوح بين ٦-١٥ كم من شرق إلى غرب المنطقة. من هذه المساحة هناك ٢٤٠٠.٦ كم٢او ما يعادل٢١.٧٪ من قيمة المؤشر NDVI منخفضة الكثافة، و٤١٧٥.٨ كم٢ او ما يعادل ٣٧.٨ ٪ من قيمة المؤشر NDVI منخفض جدا، اما بقية مساحة المنطقة والتي تقدر٣٦٣٠.٨ كم٢ او ما يعادل ٣٢.٨ ٪ فليس لها قيمة في مؤشر NDVI أي لا يوجد بها أي غطاء نباتي.
في الدراسة : تم استخدام صور الأقمار الصناعية ومكوك الرادار الطبوغرافي
ويواصل الخضر حديثه بقوله أضيف خرائط مؤشر NDVI لخرائط درجة حرارة الأرض وكذلك لخرائط الارتفاع عن مستوي سطح البحر المستمدة من صور الأقمار الصناعية لاندسات-8 وبعثة مكوك الرادار الطبوغرافي (SRTM) على التوالي للتأكد من وجود الغطاء النباتي. وقد اوضحت النتائج ان الغطاء النباتي في منطقة الباحة يفضل الارتفاع عن سطح البحر وانخفاض درجة حرارة التربة. ففي حالة بلوغ قيمة المؤشر NDVI فوق ٠.٢٠ فهذا يدل على أن الغطاء النباتي بها ذو كثافة عالية الي متوسطة أي أكثر من ٦٠٪ منها مغطاة بالنباتات (جوجل إيرث) هذه المناطق ذات القيمة العالية والمتوسطة لمؤشر NDVI تقع معظمها في المناطق ذات درجة الحرارة المنخفضة (١٥-٢٥ درجة مئوية) والمواقع الأعلى ارتفاع (١٥٠٠-٢٥٠٠ م) من مناطق منطقة الباحة. وهذا يتفق مع العديد من النتائج السابقة والدراسات التي أجريت في الباحة. وهذه المناطق تم اختيارها للمرحلة المقبلة من البحث نظرا لأنها تحتوي على معظم اشجار الزيتون البري. وقد كانت الدقة الإجمالية لتفسير الكثافة النباتية ٩٦ ٪ .
تركز الدراسة على طول جبال السراة ذات الغطاء النباتي العالي والمتوسط
أما عن المرحلة الثانية من البحث فيقول البروفيسور الغامدي قدمت هذه الدراسة معلومات تفصيلية عن مدى انتشار شجرة الزيتون البرية وتوزيعها في منطقة الباحة بالإضافة إلى سمات هذه الأنواع النباتية. حيث تركز الدراسة على طول جبال السراة ذات الغطاء النباتي العالي والمتوسط. وقد أوضحت الدراسة إلى أن اشجار الزيتون البري تفضل الجبال الضبابية العالية والتي سبق تحديدها مسبقًا على أنها منطقة ذات كثافة نباتية متوسطة وعالية.
في منطقة الباحة 717894 شجرة زيتون برية
المعلومات المستخرجة من صور الأقمار الصناعية الثريا (Pleaides) عالية الدقة كشفت أن هناك ٧١٧٨٩٤ شجرة زيتون برية (٣٦٠ شجرة لكل كيلومتر مربع) في منطقة الدراسة التي تغطي مساحة ١٩٩١ كيلومتر مربع. محافظة المندق والمناطق المحيطة بمدينة الباحة والتي تتميز بكثافة عالية من اشجار الزيتون البري من الأشجار الأصغر سناً وذات التيجان الأصغر حجمًا وتنمو في تجمعات وتجاورها أنواع مختلفة من النباتات منها اشجار العرعر. في حين أن محافظات القرى وبلجرشي بها كثافة منخفضه من شجار الزيتون البري ولكن الأشجار بها كبيره السن، وذات احجام تيجان كبيره نسبياً، تتواجد في مجموعات متوسطة وأكثر النباتات المجاورة لأشجار الزيتون البري هي اشجار الطلح. وفى الوقت نفسه. تحتوي محافظات العقيق وقلوة والمخواة على عدد اقل من اشجار الزيتون البري الصغير السن وذو احجام تيجان صغيرة متجمعة في مجموعات صغيره والأشجار المجاورة لها هي من اشجار العرعر باستثناء محافظة قلوة التي توجد بها المزيد من الأنواع النباتية “الأخرى” المجاورة لأشجار الزيتون البري.
يتفاوت القطر التاجي لأشجار الزيتون البري من محافظة لأخرى
وأضاف الخضر بأن تحليل آخر لصور الأقمار الصناعية عن طريق القياس التلقائي لقطر تاج اشجار الزيتون البري كشف بأنها في الغالب (٥٤.٧٪) من الأشجار تنتمي إلى فئة صغيرة القطر (أقل من ٣.٠ متر) في حين لوحظت الفئة التي قطرها كبير (> ٥.١ متر) عددها أكثر في محافظتي القرى وبلجرشي. تم سرد سلوك تجميع اشجار الزيتون البري مباشرة في عينات القطع التجريبية وأظهرت النتائج أن معظم اشجار الزيتون البري يتواجد في مجموعات معظمها من ٥ إلى ١٠ أشجار لكل كتلة. تم العثور على شجرة الزيتون بشكل طبيعي في منطقة الباحة، ويمكن الحفاظ عليها من سكانها في غابات المواقع الطبيعية القديمة لمدة تصل إلى عدة مئات من السنين. ومن هنا تحدد هذه الدراسة عمر اشجار الزيتون البري التقريبي في منطقة الدراسة. النتيجة اظهرت أن هناك أكثر من (٦٨٪) من اشجار الزيتون البرية من الفئة العمرية الصغيرة (أقل من ٥٠ عامًا)، وأن محافظة بلجرشي اظهر أعلى نسبة من الفئة العمرية الكبيرة (> ١٥٠ عامًا). يرتبط تواجد اشجار الزيتون البري بتواجد أنواع معينة من النباتات حولها، وقد تم تحديد الأنواع النباتية المجاورة على بعد ٥ أمتار من محيط ساق شجرة الزيتون البري. تشير النتيجة إلى أن اشجار العرعر (٤٠.٢ ٪) والطلح (٣٦.٠٪) هما النوعان الرئيسيان المجاورين لأشجار الزيتون البري بمنطقة الباحة مع هيمنة اشجار العرعر في كل من محافظة المندق والمناطق المجاورة لمدينة الباحة بينما اشجار الطلح الأكثر هيمنة في كل من محافظتي القرى وبلجرشي. وبشكل مميز، بينما في محافظة قلوة وجد العديد من الأنواع النباتية الأخرى (٤٢.٣٪). كما توصلت النتيجة إلى أن غالبية (٨٨.٦٪) اشجار الزيتون البري كانت في حاله صحية جيده وأن الأشجار الغير صحية كانت متواجدة بشكل أكبر في محافظتي المندق والباحة. كما لوحظ خلال العمل الميداني، ان الأشجار الضعيفة خاصة بسبب المرض تكون أكثر استشفاً مع اشجار العرعر والذي أثر على الغطاء النباتي في محافظة المندق وجنوب مدينة الباحة بنسبة ٤٥ ٪ و١٨ ٪ على التوالي. وبالمثل، سجلت هذه الدراسة أثرًا للحياة النباتية المريضة حيث كانت ١١.٤٪ من اشجار الزيتون البري في حالة صحية غير جيده.
وأضاف بأن الدقة الإجمالية لتفسير الأنواع النباتية بلغت نسبة ٨٩.٢ ٪ مع دقة المنتج والمستخدم لتفسير الزيتون البري من ٩٣.٧ ٪ و٨٨.٣٪ على التوالي. هذه المعلومات ضرورية لتحديد تفضيل المواقع الطبيعية لأشجار الزيتون البري في منطقة الباحة.
أشجار الزيتون البري تفضل المواقع الانحدارية الغربية لجبال الباحة
وقال بأن في المرحلة الثالثة من البحث تم تحديد الخصائص الطبوغرافية والارضية الأكثر تفضيلاً لأشجار الزيتون البري في منطقة الباحة وذلك بعد تم رصد الأنواع النباتية والتي وفرت معلومات عن المناطق التي سبق تحديدها باعتبارها ذات كثافة نباتية متوسطة وعالية، وكذلك اعدد اشجار الزيتون البري ومواقعها والتي أيضا تم تحديدها في وقت سابق في نفس المناطق السابقة. وقد أظهرت النتائج أن غالبية (٧٢.٩ ٪) أشجار الزيتون البرية في منطقة الباحة احتلت المنحدر ذات الميول Slope من ٥-٣٠ درجة. ومع ذلك، فإن نمط تواجد اشجار الزيتون البري في محافظتي قلوة والمخواة مختلف بعض الشيء حيث تم العثور على معظم اشجار الزيتون البري في منحدرات ذات ميول أعلى تتراوح بين ٢٠ و٤٠ درجة. من المحتمل أن يكون هذا بسبب أن هذه المنحدرات في هذه المحافظات لها ميول متوسط ​​إلى حاد، ينحدر تدريجيًا نحو الغرب، حيث يتراوح الارتفاع من ٢٠٠ (٤٠٠) إلى ٢٠٠١ و٢٢٠٠ متر غرب مدينة الباحة ومحافظة المندق وبين ٢٠٠٠ و٢١٠٠ متر غرب بلجرشي.
واستطرد بقوله : أظهرت النتائج أيضًا أن قطر تيجان اشجار الزيتون البري Crown canopy size الكبير والمتوسط ​​الحجم تتواجد في معظمها في منحدرات سفلية منخفضة تتراوح ميولها من ٠-٢٥ درجة مقارنة بأقطار تيجان اشجار الزيتون البري الصغيرة في درجات انحدار أعلى تتراوح ميولها من ٥ إلى ٣٥ درجة. هذا يشير إلى أن أشجار الزيتون البرية تنمو بشكل أفضل عند المنحدرات السفلية.
تفضل أشجار الزيتون البري النطاق ما بين 1750- 2500 م عن سطح البحر
ويضيف البروفيسور بأن النتائج أظهرت أن غالبية (٨١.٦ ٪) اشجار الزيتون البري تقع في نطاق الارتفاع عن سطح البحر Elevation من ١٧٥٠-٢٥٠٠ متر. ومع ذلك، في محافظة المندق، يمكن العثور على العديد من أشجار الزيتون البري أيضًا على ارتفاع منخفض يتراوح ما بين ١٢٥٠ و١٥٠٠ متر، بينما يوجد المزيد من اشجار الزيتون البري على ارتفاع أعلى ٢٠٠٠-٢٥٠٠ متر في المناطق المحيطة بمدينة الباحة. لوحظ أنه عند الارتفاع عن سطح الابحر أقل من ١٥٠٠ إلى ١٧٥٠ متر، فإن معظم أحجام تيجان اشجار الزيتون البري صغيرة الحجم، مما يشير إلى أن اشجار الزيتون البري يفضل دايماً الارتفاعات العليا لينمو جيدًا.
الضباب يزيد لصالح نمو أشجار الزيتون البري
كما أشارت النتائج إلى أن اشجار الزيتون البري تتواجد بشكل أكبر في الاتجاه Aspect الذي يواجه الغرب. هذا الاتجاه هو المنحدرات الجبلية المواجهة للبحر المتأثرة بالضباب والتي تحدث في قمم اجبال السراه، وهذه المواقع الطبيعية تدعم الغابات الكثيفة الدائمة الخضرة التي تهيمن عليها اشجار العرعر واشجار الطلح Neighboring species. حيث يزيد الضباب الرطوبة لصالح نمو اشجار الزيتون البري، حيث يتناقص تأثير الضباب كل ما اتجهنا إلى الشمال الشرقي، ومع ذلك، هناك محافظتي القرى، والمندق، والمناطق المحيطة بمدينة الباحة، وجزء من محافظة بالجرشي التي توجد بها أعداد كبيرة من اشجار الزيتون البري في المنحدرات التي تواجه الشمال، كما لوحظ انه لا يوجد فرق معنوية في حجم تيجان اشجار الزيتون البري وكذلك الأنواع النباتية المجاورة المتعلقة بالاتجاه.
أشجار الزيتون يتناقص كل ما ابتعد عن مجرى الوادي
وأضاف الخضر بأن نتائج الدراسة تظهر أن تواجد أشجار الزيتون البري يتناقص كل ما ابتعد عن النهر(الوادي). river proximity، مما يشير إلى ان القرب من النهر هي من أحد العلامات الأرضية البارزة المفضلة لأشجار الزيتون البري، وهذا يدل على أن توزيع اشجار الزيتون البري يبدو موازًا تقريبًا مع تلك العلامات الارضية. يتواجد حوالي ٩١.٢ ٪ من الزيتون البري على مسافة تقل عن ٦٠٠ متر من النهر. ومع ذلك، لا يوجد فرق معنوي في حجم تيجان اشجار ر الزيتون البري والأنواع النباتية المجاورة المتعلقة بالقرب من النهر.
وقال البروفيسور عبدالله الخضر بأن هذه النتائج يمكن اعتبارها شكلًا محتملًا من أشكال مناسبة الأرض لزراعة الزيتون الزراعي. هذه العوامل هي المتطلبات الأساسية التي يجب مراعاتها كأساس لمدى ملائمة الموقع لزرعة الزيتون، بالإضافة إلى ذلك، من الواضح أن ملاءمة هذه الموقع تخضع أيضا للمتغيرات البيئية مع الزمن.

زر الذهاب إلى الأعلى