حول العالم

تدهور العلاقات من جديد بين أمريكا وروسيا بسبب أزمة أوكرانيا

140317163457_obama_304x171_gettyimages_nocredit

صراحة – وكالات :  منذ انتهاء الحرب الباردة قبل أكثر من عقدين، لم تشهد العلاقات بين روسيا والغرب تصادما واضطرابا كما يحدث في الوقت الحالي.

وتستجمع الدوامة التي ينجرف فيها الطرفان الآن قوة دفعها بعد أن انتهى الاستفتاء في شبه جزيرة القرم، وأعلن المسؤولون أن 97 في المئة ممن شاركوا في التصويت أيدوا الانضمام إلى روسيا.

وليس عليك سوى أن تتابع القناة الروسية الأولى الرسمية لتدرك مدى التدهور الذي حل بالعلاقات بين موسكو وواشنطن منذ “إعادة إطلاقها” في عام 2009.

ففي برنامج أخباري يعرض مساء الأحد، كان مقدم البرنامج، الذي يعرف عنه ولاؤه للكرملين، يقف أمام صورة لانفجار قنبلة نووية وهو يقول بنبرة جادة: “إن روسيا هي الدولة الوحيدة التي بإمكانها أن تحول الولايات المتحدة إلى غبار مشع.”

ومن الناحية الأخرى، أعلن الرئيس الأمريكي باراك أوباما أنه سيزور أوروبا الأسبوع المقبل، في حين أن نائبه جو بايدن سيزور بولندا وليتوانيا.

وقال أوباما: “إن رسالتنا واضحة، فنحن كحلفاء في الناتو أمامنا التزام رسمي تجاه خطة الدفاع الجماعي التي نشارك فيها وسنعمل على دعم ذلك.”

وأصبح التحول من الدبلوماسية إلى المواجهة بين البلدين أمرا محتوما في أعقاب تجاهل روسيا الدعوات الغربية اللحوحة سحب قواتها من شبه جزيرة القرم ووقف الاستفتاء فيها.

ومنذ ذلك الحين، عمدت روسيا إلى الدفع في ذلك الاتجاه بقوة، معلنة أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيلقي عصر الثلاثاء خطابا أمام أعضاء البرلمان بمجلسيه في الجلسة الخاصة التي تعقد بالكرملين.

استهدفت واشنطن سياسيين واستشاريين روس وكان على رأسهم اثنان من المستشارين المقربين لبوتين

وبعد ساعات من ذلك، ستقام احتفالية غنائية في “ريد سكوير” (الميدان الأحمر) تحت عنوان: “نحن مع بعضنا البعض!!”

فهل يمكن للرئيس الروسي بعد يومين فقط من إعلان الاستفتاء أن يعلن بدء روسيا في عملية ضم شبه جزيرة القرم تحت إدارتها؟ وذلك بالنظر إلى أن هناك علامات تشير إلى إمكانية حدوث ذلك.

وفي معرض سؤال وُجِّه إلى أحد أعضاء البرلمان الروسي البارزين حول ما إذا كان قد جرى التوصل بشكل مبدئي إلى قرار لضم القرم لتكون تابعة للفيدرالية الروسية، جاءت إجابته بأنه “مبدئيا لا يمكن أن يكون هناك قرار آخر”.

ومع ما تقوم به روسيا فيما يبدو وكأنها قد اتخذت مسارا لا يمكن التراجع عيه، جاء رد فعل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ليتضمن حزمة من العقوبات.

حيث استهدف الاثنان معا المسؤولين في القرم وروسيا الذين يتهمونهم بالمشاركة في التدخل العسكري في شبه الجزيرة وترتيب الاستفتاء بشأن انفصالها عن أوكرانيا.

أما واشنطن فاستهدفت سياسيين واستشاريين ممن يتمتعون بقوة أكبر بكثير، وكان على رأس قائمة أهدافها اثنان من أبرز مساعدي بوتين والأقرب إليه وهما فلاديسلاف سيركوف وسيرجي غلازييف.

فيما يضم التسعة الآخرون رئيس مجلس الاتحاد، وهو المجلس الأعلى بالبرلمان الروسي، ونائب رئيس الوزراء، إلى جانب زعيم العرقية الروسية في القرم.

إلا أنه ليس من الواضح ما إذا كان لأي من أولئك المسؤولين أصول كحسابات بنكية أو أسهم أو ممتلكات في الولايات المتحدة يمكن لهذه الأخيرة أن تجمدها الآن.

فيما جاء رد فعل الذين أدرجت أسماؤهم على تلك القائمة رافضا لها، حيث قال المستشار الرئاسي فلاديسلاف سيركوف لصحيفة موسكوفسكي كومسوموليتز الروسية: “إنني أعتبر هذا القرار الذي توصلت إليه الإدارة الأمريكية اعترافا منها بخدماتي التي أقدمها لروسيا، إن ذلك شرف عظيم لي”. وأكد على أنه لا يمتلك حسابات بنكية في الخارج.

وإذا ما أعلن بوتين الثلاثاء ضم القرم إلى روسيا، ما الذي سيحدث؟ وماذا سيحدث إذا ما أرسل قوات بلاده إلى شرق أوكرانيا؟ بل ماذا سيكون رد فعل الغرب حينها في هذه الحرب الباردة الجديدة؟

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى