محليات

“الرياض” تحتفظ بنيزك ضخم.. وترصد الشمس مع “طوكيو” و”ليما”

2015-12-22_185218

 

صراحة – محمد المحسن : تحتفظ كلية العلوم في جامعة الملك سعود بالرياض بحجرين ضخمين لنيزك حديدي نادر في كبر حجمه بالعالم كان قد سقط على الأرض في زمن قديم نتيجة انفجار كوكب صغير في الفضاء الكوني، واكتشف الحجران قرب تل صغير يطلق عليه “أبو حديدة” في صحراء الخماسين جنوب محافظة وادي الدواسر التابعة لمنطقة الرياض في مطلع سبعينيات القرن العشرين، ويصل وزن أحدهما إلى 1200 كيلو جرام.
يجري ذلك فيما تشارك الجامعة باسم المملكة في مشروع علمي دولي مع “اليابان” و”البيرو” لرصد حركة الشمس يوميًا منذ شروقها حتى غروبها على كوكب الأرض، وتعد المملكة الدولة العربية الوحيدة التي تشارك في ذلك المشروع بغرض متابعة تغيرات سطح الشمس التي يؤثر امتدادها أحيانًا على الأرض، مثل: العواصف الشمسيّة التي قد تؤثر على الغلاف الجوي للأرض، وتعيق نشاط أجهزة الاتصالات والطيران.
ويخلط البعض بين النيازك والشهب، إلا أن علماء الجيولوجيا أوضحوا أن النيازك عبارة عن قطع صخرية تسقط على الأرض نتيجة تفتت بعض الكويكبات أو المذنبات التي تسبح في الكون، ولها أحجام مختلفة تتباين من حجم حبات الرمل إلى حجم الصخور الكبيرة التي يصل وزن بعضها إلى مئات الكيلوجرامات، بينما الشهب عبارة عن خطوط ضوئية تصاحب غالبًا دخول النيازك الصغيرة للغلاف الجوي للأرض، وتحترق كلياً بدون أن تصل لسطح الأرض.
ويُصنف “نيزك الخماسين” من النيازك الكبيرة المعروفة بمقاومتها للاحتراق أثناء عبورها الغلاف الجوي لكوكب الأرض، حيث تخترق الغلاف وتصل إلى سطح الأرض بأحجام كبيرة، إلا أنها لا تشكل سوى النذر اليسير من معدل النيازك المتساقطة على الأرض بهذا الحجم، إذ إن مُعظم النيازك الساقطة على الأرض بشكل متكرر تُصنّف من النوع الحجري الذي يشبه فتاته الأحجار الموجودة على سطح الأرض، ويسهل اكتشافها.
وقدّر علماء الجيولوجيا عُمر النيزك بـ 4500 مليون سنة أي ما يوازي عمر كوكب الأرض، وذلك بحسب قول أستاذ الجيولوجيا في كلية العلوم الدكتور أحمد بن محمد الصالح، الذي أوضح في حديثه لـ”واس” أن حجري نيزك الخماسين من بقايا نواة كوكب صغير تفتت في الفضاء بسبب تأثير الجاذبية لكواكب تكبره في الحجم، وسقط على الأرض منذ آلاف السنين، واكتشف الحجران عدد من مدرّسي المعهد العلمي السعودي في الخماسين سنة 1973م, ونقلا في حينها عن طريق بعثة من قسم الجيولوجيا بجامعة الملك سعود إلى متحف الجيولوجيا بكلية العلوم.

وأشار الدكتور الصالح إلى أن كلية العلوم تمتلك كذلك قطعة من “نيزك وبار” الذي اكتشف في صحراء الربع الخالي عام 1932م بواسطة المستشرق البريطاني عبدالله فيلبي، ويعرض حاليًا في المتحف الوطني بمركز الملك عبد العزيز التاريخي بالرياض.
ويتكون النيزك الحديدي من مادتي الحديد والنيكل وعنصر الكوبلت الذي يوجد عادة في النحاس، والكربون البسيط، والكبريت، وهو مشابه في مكوناته لطبيعة نواة الأرض التي تقع على عمق 3 آلاف كيلومتر، لذا فإن العلماء يستفيدون منه في دراسات باطن الأرض وبعض الكواكب، في حين يستفيد منه العامة في أغراض التجارة من خلال صقل بقايا النيزك ومعالجتها ببعض الأحماض ليظهر النسيج الأصلي للنيزك ويستخدم في صناعة المجوهرات النفيسة.
ومن جهة أخرى، يبرز في قسم الفيزياء والفلك في كلية العلوم التلسكوب الشمسي (The Flare Monitoring Telescope (FMT الذي اقتنته جامعة الملك سعود مؤخرًا بأكثر من ثلاثة ملايين ريال، لمتابعة حركة الشمس يوميًا من لحظتي الشروق إلى الغروب في المملكة بالتنسيق مع جامعتي “كيوتو” في اليابان و “وأيوا” في البيرو بأمريكا الجنوبية، لرصد أي تغيرات قد تحدث على سطح الشمس ولها تأثير على الأرض.
ويحمل التلسكوب خمس كاميرات عالية الدقة ( 2448 بيكسلا في 2050 بيكسلا) ويعد الوحيد من نوعه على مستوى دول منطقة الشرق الأوسط، ويعمل بشكل آلي في نطاق موجي معين يُمكنها من رصد طبقة في الشمس التي تسمى (الكروموسفير) التي تتراوح درجة حرارتها ما 10000 إلى 100000 درجه حرارة مطلقة، وتتم فيها العديد من الانفجارات الشمسية المؤثرة على الأرض.
وقال أستاذ الفيزياء والفلك في كلية العلوم الدكتور أحمد عبدالله أنه منذ شهر نوفمبر 2015م بدأ مشروع تلسكوب (FMT) في تسجيل صورة كل 20 ثانية للشمس لكل كاميرا من كاميراته الخمس خلال ثمان ساعات يوميًا بطريقة الـ (JPG) و(Raw التي تستخدم بطريقة علمية أكثر) أي 1440 صورة لكل كاميرا، ليصل مجموع ما ترصده كاميرات التلسكوب 7200 صورة يوميًا.
وأشار في حديث مماثل لـ”واس” إلى أن عملية رصد حركة وظواهر الشمس التي تبعد عن الأرض (150 مليون كيلومتر) تبدأ من لحظة شروقها على اليابان حتى غروبها، ثم تكمل المملكة الرصد من وقت الشروق حتى الغروب، فتستلم البيرو الرصد حتى غروب الشمس، وتعود الدورة من جديد من اليابان وهكذا.
وتلسكوب (FMT) ليس راصدًا آليًا لحركة الشمس وحسب، بل هو بمنزلة الإنذار المبكر لشركات الاتصالات والطيران لتحذيرها من أي تغيرات طارئة على سطح الشمس خاصة في المملكة، مثل: العواصف الشمسية التي تهب – بقدرة الله عز وجل – بسبب الانفجارات الشمسية التي ينتج عنها جسيمات مشحونة تنطلق من الشمس باتجاه الأرض وتصطدم بالمجال المغناطيسي لها، فتؤثر في أداء أجهزة الاتصالات والأقمار الاصطناعية حيث تؤدي – بحسب قوة العاصفة – إلى تلف الجزيئات الكهربائية لهذه الأجهزة.

زر الذهاب إلى الأعلى