المقالات

الحزم أبو الظفرات

صدر من غلام قائد مركبة تصرفات غير مقبولة . الغلام غض السن . قام بالتفحيط  عصر يوم الاربعاء الموافق ١٨ شوال عام ١٤١٤ هجرياً أمام حلقة الخضار بناحية . غير مبالي بارواح المارة والمتواجدة بالحلقة ، ولا بالممتلكات: المركبات الواقفة والمارة ، والمحلات ومحتوياتها ، والشارع العام مدخل الناحية يكتض بالحركة الدائبة  ، ويطلّ على حلقة الخضار ، وكرر التفحيط أكثر من مرة . دون أحترام انظمة المرور ، ومغبة ان يتعرض المارة والمتسوقة ، ومحلات الخضار وممتلكاتهم لعطب التحفيط ، ومخاطره الوخيمة في مكان لا يصادف محله . مغبة أن يتعرض خلل توازن المركبة أثناء التفحيط ، ويفقد قائد المركبة السيطرة عليها . النتيجة المتوقعة يحدث مالا يحمد عقباه .

تذمر المتواجدون بحلقة الخضار وغيرهم أصحاب المحلات ، والمركبات والمارة من تصرف هذا الغلام غض العمر ، وحاول أحد أصحاب المحلات نصحه عن هذا التصرف ، واردف أحد أصحاب المركبات النصح إليه أيضاً ، وكذلك عزز المارة النصح له عن التفحيط في مكان يكتض بالمارة والمركبات والمحلات . كل هذا لم يجدي معه ، ولم يبالي بالنصيحة .

صادف تواجد قاضي الناحية بالحلقة يتقضى احتياجات منزله من حلقة الخضار . أبصر فضيلته الغلام ومركبته يفحط غير مبالي بأخطار المركبة كمعدة وآلية تطوي في طرفيها العطب إذا سيئ استخدامها خلاف أصول قيادة المركبة السليمة ، ومخاطرها جسيمة على المارة والمحلات ، وعدم احترام الأنفس ، وقواعد أنظمة المرور ، وممتلكات الأخرين المعصومة حقوقهم والمتواجدين بموقع الحدث . ماكان من قاضي الناحية إلًا إيقاف الغلام الغض الأهوج  . أزجى إليه النصيحة ناصحاً له عن هذا التصرف ما كان ينبغي منه ، وما كان جواب الغلام لفضيلته إلًا ان قال: أنت لست  مروراً خلك بالمحكمة ؟

اتصل القاضي بوكيل الناحية مخبره بتصرف الغلام . اتخذ وكيل الناحية الأجراء النظامي حيال ما اشار إليه  قاضي الناحية بالجهات المعنية ومن خلال التحري ، والتحقق من ميدان الواقعة ، واخذ المعلومات المطلوبة ، ومواصفات المركبة وقائدها من قبل أصحاب المحلات بحلقة الخضار ، وبعض الأشخاص بالحلقة الذين شاهدوا ذلك التصرف ، وبالاستدلال عليه من قبل الباعة  حلقة الخضار . توفرت  معلومات كافية عن المركبة وقائدها . وتم إحضاره ، ومواجهته بما صدر منه ، وسجلت أقواله بملف الاستجواب ثم احيل الملف للناحية . الناحية أحالت الملف لقاضي الناحية لعمل المقتضى الشرعي حيال ما بدر منه من تصرفات غير مقبولة في سوق ومجمع عام ليصدر حكماً شرعياً فيما بعد تعزيراً بالجلد امام حلقة الخضار مكان التفحيط ، وأمام أصحاب المحلات والمتسوقه والمارة من أجل ان يكون عبرة لغيره ، وهذا مما حد الشباب بالتوقف عن التفحيط  بالناحية ، وبمنأى عن مماثلة تصرفاته ” فالحزم أبو الضفائر ” كما يقول المؤسس الأول يرحمه الله عاقبته حميدة . دفع مفسدة أولى مما سواها وجلب المنفعة أحق بذلك ، وكما قال الشاعر الشر ينمو من مستصغر الشيء ، وكذلك النار من شرارة .

ياسادة الحزم جدير ان تستقيم معه الأمور ، والغصن الأعوج ان لم تقومه في بداياته ينمو اعوج ، والذي يؤذي المارة إصلاحه أو قطعه أولى ، فالمصلحة الراجحة مقدمة على ما سواها ، وهو عين الحس الأمني ، وأرتفاع سقفه الاجتماعي هو الأصوب ، فدفع مفسدة صغرى من أجل ان لا تقع الكبرى هو الأولى احترازاً مما هو أكبر ، والأخذ بالأحوط مقدم على ماسواه .

دام عزك ياوطن ، ودام عز سلمانه سلمان الحزم خادم الحرمين الشريفين ، ودام عز ولي عهده محمد العزم . قائد عصره وزمانه ، ومرآة الوطن ، ورؤيته الموفقة الحد من الفساد ، ومجفف منابع الإرهاب ، ومصادر الإرجاف . دام عزك ياوطن ، ودام عز القيادة الرشيدة .

 

بقلم/ خالد حسن الرويس

زر الذهاب إلى الأعلى