محليات

الجمارك السعودية تشارك في معرض فياتا 2019م

صراحة – فيصل القحطاني : شاركت الهيئة الجمارك السعودية في معرض ومؤتمر فياتا 2019م, الذي افتُتحت فعالياته أمس, في مدينة كيب تاون في جنوب إفريقيا, ويستمر لمدة خمسة أيام.
وتأتي هذه مشاركة الجمارك السعودية في هذا الحدث العالمي الذي يُنظمه الاتحاد الدولي لوسطاء الشحن “فياتا” كراعي ماسي وبجناح في المعرض الذي يصاحب المؤتمر, وذلك تأكيدًا على دورها الذي تقوم به نحو تعزيز القطاع اللوجستي في المملكة من خلال خدماتها الجمركية التي تُقدمّها، وضمن مساعيها لدعم كل ما من شأنه أن يُحقق رؤيتها في أن تُصبح المملكة منصةً لوجستية عالمية.
ورأس معالي محافظ الهيئة العامة للجمارك الأستاذ أحمد بن عبدالعزيز الحقباني, وفد الجمارك السعودية المشارك, حيث ألقى معاليه كلمةٍ استعرض خلالها مرحلة التحوّل النوعي الذي تشهده المملكة مدعومًا بمبادرات وخطط رؤية المملكة 2030 الطموحة، ودور الجمارك السعودية الرئيس في تعزيز هذا المسار عبر استراتيجية التحول التي تبنتها لتكون الأفضل إقليميًا في توفير الخدمات الجمركية، وبما يُعزز مستهدفات رؤية المملكة في التحول إلى منصّة عالمية للخدمات اللوجستية ورفع تنافسيتها الاقتصادية.
ولفت معالي محافظ الجمارك السعودية، الانتباه إلى أنه وعلى مدى 90 عامًا واكبت الجمارك السعودية التحولات الكبرى في المملكة، وشكلّت ركيزة محورية في تعزيز موقع المملكة الاستراتيجي الرابط بين قارات العالم لتسهيل حركة التبادل التجاري، ومع التوجهات الراهنة لحكومة المملكة في تعظيم الإنفاق الاستثماري وتطوير البنية التحتية لا سيما في مختلف منافذ المملكة البحرية والبرية والجوية التي تُشرف عليها الجمارك السعودية، إلى جانب طرح العديد من المشروعات الاستثمارية الضخمة, مثل نيوم، والقدية، ومشروعات البحر الأحمر وغيرها، إضافة إلى تبوء المملكة موقعها ضمن أكبر 20 دولة مصدرة في العالم, وجميع ذلك يُعد عوامل تستدعي مواكبة تطوير قطاع سلاسل الإمداد في المملكة وتوفير خدمات لوجستية متطورة.
وفي هذا السياق، كانت الجمارك السعودية سبّاقة في مواكبة هذه التطورات، حيث استعرض معاليه أحدث التطورات التي سجلتها الجمارك السعودية في تنفيذ عملياتها التشغيلية، من خلال تبنيها منظومة تقنية متكاملة، حيث بدأت بالأرشفة الإلكترونية للمستندات، إلى جانب أتمتة الإجراءات لعمليات التخليص الجمركي، بالإضافة إلى تدشين الجمارك السعودية لاستخدام لتقنية البلوك تشين، لتكون في مقدمة الهيئات الجمركية العالمية التي تعتمد هذه التقنية المتطورة في علميات الشحن, متطرقاً إلى مستوى التنسيق والتعاون مع الجهات ذات العلاقة والشراكات الاستراتيجية التي حققت إنجازات نوعية خاصةً من خلال منصة فسح الإلكترونية التي وفرت أكثر من 135خدمة لعملاء الجمارك في نافذة واحدة.

وعلى صعيد التعاون الدولي، شدد معاليه على حرص واهتمام الجمارك السعودية لتعزيز التعاون الدولي عبر جهودها المكثفة لتذليل العقبات كافة التي تُعيق انسيابية الحركة التجارية من خلال التنسيق الدائم مع الجهات والمنظمات العالمية، لافتًا الانتباه في هذا الشأن إلى توقيع الجمارك السعودية لعددٍ من الاتفاقيات التي تدعم تحقيق التعاون في هذا المجال، التي من أهمها توقيع تفعيل انضمام المملكة لاتفاقية النقل البرّي الدولي (TIR) التي تهدف إلى توحيد وتسهيل الإجراءات الجمركية الخاصة بنقل بضائع الترانزيت, بالإضافة إلى تعزيز الجانب الأمني الذي يضمن نقل البضائع في ناقلات وحاويات آمنة مما يُسهم في نمو حركة التبادل التجاري والترانزيت بين بلدان أعضاء الاتفاقية والحد من مدة انتظار الشاحنات وتسهيل حركة مرورها، مما يُحقق الاستدامة للتجارة الدولية بين الدول من حيث مراقبة المنافذ والتتبع.
ولفت الحقباني الانتباه إلى توقيع اتفاقية “الاعتراف المتبادل” الخاصة ببرنامج المشغل الاقتصادي المعتمد التي تُسهم في تقوية الروابط بين المنشآت التجارية السعودية مع نظيراتها العالمية, مؤكداً ترسيخ الجمارك لشراكتها مع القطاع الخاص من خلال تأمين المتطلبات اللازمة لتحفيز المستثمرين عبر اجراءات جمركية أكثر مرونة وأعلى كفاءةً.
وشملت مشاركة الجمارك السعودية في هذا الحدث العالمي مشاركة فاعلة في المعرض المصاحب للمؤتمر، حيث شهد جناح الجمارك السعودية في المعرض اهتمامًا في اليوم الأول، وحضورًا لافتًا من المهتمين في القطاع اللوجستي.
واطلع زوار الجناح على أحدث الإنجازات والتطورات التي حققتها الجمارك السعودية خلال المرحلة الماضية، التي يأتي من أبرزها دورها في منصّة فسح الإلكترونية ومدى إسهام هذه المنصة في تحقيق ما سعت الجمارك على تطبيقه كتقليص إجراءات الفسح الجمركي وأتمتة الإجراءات، وتقليل الوقت المطلوب للفسح إلى يوم عمل واحد، بعد أن كان يستغرق 14 يومًا في السابق.
كما قامت الجمارك السعودية بتطوير مناطق إيداع نموذجية جديدة مع مواصلة العمل على تحسين مناطق الإيداع وإعادة التصدير القائمة حاليًا، بالإضافة
إلى تعزيز وتطوير الشراكة مع القطاع الخاص من خلال برنامج المشغل الاقتصادي المعتمد.
يُذكر أن معرض ومؤتمر الفياتا، يمثل منصّة دولية لعرض ومناقشة عدداً من القضايا ذات الصلة بقطاع الشحن والخدمات اللوجستية، حيث جرى تسليط الضوء على مستقبل قطاع الخدمات اللوجستية في ضوء التطورات التقنية الحاصلة. وتطرق أيضا إلى دور القطاع اللوجيستي في تحقيق التكامل الإقليمي، وأهمية النهوض بالقدرات البشرية العاملة في القطاع لمواكبة الثورة الصناعية الرابعة.

زر الذهاب إلى الأعلى