محليات

العيسى يفتتح مؤتمر ومعرض الخليج السادس بجامعة الأعمال والتكنولوجيا

2017-02-22_193447

صراحة – فيصل القحطاني : دعا معالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى المسؤولين عن العملية التعليمية والتربوية في دول مجلس التعاون الخليجي إلى العمل في إطار برامج واضحة ومحوكمة على مواصلة دعم مبادرات إصلاح التعليم ، من أجل إعداد الشباب إلى الدخول في سوق العمل في القطاعين العام والخاص.
وأشار معاليه خلال افتتاح مؤتمر ومعرض الخليج للتعليم السادس اليوم بجامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة ، إلى أن الاستشرافات المستقبلية لدول المجلس تنبأ بضرورة قيام شراكات تعليمية إقتصادية وإجتماعية رئيسية ، وواسعة بين القطاعين العام والخاص ، ليس في مجال التربية والتعليم فحسب، بل في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والثقافية كافة ،لافتاً إلى الأخذ في الاعتبار الاحتياجات التنموية الفعلية الراهنة والمستقبلية لدول المجلس في ظل تحديات التعليم والسعي بصورة رئيسية إلى تنويع مصادر الدخل ، وتقليل الاعتماد على النفط ، من خلال تبني أنشطة جديدة ذات قيمة مضافة عالية تولد وظائف مجزية للمواطنين لمواجهة معدلات البطالة ، إلى جانب تشجيع الإبداع والابتكار وتوفير الخبرات التعليمية في مختلف التخصصات المهنية المتوسطة والعالية .
وأكد معاليه أن استضافة المملكة لمؤتمر ومعرض الخليج للتعليم السادس لأول مرة يعد تاكيداً لدورها الريادي والرئيسي في قيادة مسيرة النهضة والتطوير في دول مجلس التعاون الخليجي بتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز – حفظه الله- ، مشيراً إلى أن رؤية المملكة 2030 تعكس الإصرار والعزم على الإنتقال إلى مرحلة جديدة من الرخاء والنماء ، معتمدة في ذلك بعد – الله – سبحانه وتعالى على إمكانياتها ومواردها الذاتية وسواعد أبناءها الذين يمتلكون مختلف الخبرات والمهارات ، ما يحكي نجاح مسيرة التعليم على هذه الأرض الطيبة.
من جانبه ثمن معالي أمين عام اتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي عبدالرحيم حسن نقي ، اهتمام المملكة بتطوير مسيرة التعليم وجعلها متواجدة مع المستجدات التي تشهدها الساحة المحلية والخليجية والعربية والدولية ، معبراً عن شكره لمعالي وزير التعليم ، على رعايته فعاليات مؤتمر ومعرض الخليج للتعليم السادس ، وإلى معالي الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني ، على دعمه وتعاونه المستمر لفعاليات إتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي والمتأصل في تفعيل دور القطاع الخاص الخليجي.
وأفاد معاليه بأن المؤتمر يأتي تتويجاً لاتفاقية التعاون بين الاتحاد وجامعة الأعمال للتكنولوجيا المبرمة بتاريخ 28 يوليو 2015م وتأكيداً للدور الرائد الذي تلعبه جامعة الأعمال والتكنولوجيا بقيادة الدكتور عبدالله بن صادق الدحلان التي تعد نموذجاً في التخصصات والتوظيف بعد التخرج ، مشيداً بدور غرفة جدة التي سخرت إمكانياتها في دعم ومساندة إقامة مؤتمر ومعرض الخليج للتعليم السادس بجدة.
وأوضح أمين عام إتحاد غرف دول مجلس التعاون الخليجي ، أن دول الخليج تنفق سنوياً ما يقارب الـ 150 مليار دولار على التعليم وسط توقعات نمو إجمالي الطلاب بها بمعدل سنوي تراكمي بنسبة 1.8% ليصل في عام 2020 إلى 11.3 مليون طالب ، تستحوذ المملكة العربية السعودية على أكبر حصة بنسبة 75% من إجمالي عدد الطلاب في قطاع التعليم بدول مجلس التعاون الخليجي نظراً لقاعدتها السكانية الضخمة لتدفع الزيادة المتوقعة في عدد الطلاب لزيادة الطلب على المزيد من المدارس في المنطقة ، لافتاً إلى أن الدراسات أظهرت أن دول المجلس ستكون بحاجة إلى نحو 163,200معلم إضافي في عام 2020 بالمقارنة مع عام 2010.
إلى ذلك شدد الأمين العام المساعد للشؤون الاقتصادية والتنموية لمجلس التعاون لدول الخليج العربية خليفة بن سعيد العبري ، على ضرورة توسيع دور القطاع الخاص في العملية التعليمية والتربوية ، عاداً سوق المدارس الخاصة لدول مجلس التعاون الخليجي ، بين أكبر الأسواق في العالم ، في الوقت الذي تبلغ فيه كلفة سوق التعليم في دول المجلس 36 مليار دولار ، يمثل التعليم الخاص نحو 14% ، مبيناً أن قطاع التعليم في دول المجلس يسير وفق مسار النمو بشكل متسق لا مثيل له ، مدفوعاً بزيادة مشاركة القطاع الخاص وإرتفاع إحتياجات التعليم في المنطقة، فضلاً عن المبادرات الحكومية لتحسين النظام التعليمي، من أجل جذب مشاركة أكبر من القطاع الخاص ، حيث بلغ إجمالي عدد مؤسسات التعليم العالي 860 مؤسسة موزعة بين جامعات وكليات ومعاهد .
ولفت العبري إلى أن الإصلاحات الرئيسية في القطاع التعليمي بدول المجلس ، شملت زيادة أعداد وتطوير مؤسسات التعليم المهني ، وتفريع التخصصات لتشمل مختلف التخصصات المهنية والتقنية والمعرفية ، وإدخال مناهج جديدة، وتحسين المعايير التعليمية ، وتعزيز المبادرات الريادية ، وإستخدام تقنية التواصل والمعلوماتية في طرق التعليم ، من أجل زيادة فرص الشباب والشابات للحصول على العمل المناسب مع مؤهلاتهم.

من جانبه أكد رئيس جامعة الأعمال والتكنولوجيا بجدة الدكتور عبدالله بن صادق دحلان ، على ضرورة أن تشمل عملية إصلاح التعليم ، تأسيس برامج ومؤسسات ومعاهد تعنى بالاهتمام بتطوير وتعزيز قيم ريادة الأعمال وتوفير المهارات اللازمة وربطها بصورة ناجحة بأسواق العمل في الوقت الذي يشهد هيمنة المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والشركات العائلية على مختلف الأنشطة الاقتصادية الخليجية ، مشيراً إلى أهمية أن تشمل برامج الإصلاح مساعدة الشباب والفتيات في فهم الخيارات المتاحة لهم من خلال الإرشادات والتوجيهات المهنية الفاعلة، بجانب تمكين الاكاديميين والمدرسين والأساتذة وتدريبهم لاستعمال أساليب تعليمية وتدريسية أكثر مرونة ، إضافة إلى تشجيعهم على الإستخدام الفاعل للتقنيات الحديثة في التعليم .
وأبرز معالي مدير جامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عبدالرحمن بن عبيد اليوبي مشاركة الجامعة في هذا المؤتمر ضمن منظومة الجامعات التي تتنافس لمواكبة مستجدات سوق العمل والتغيرات التي يشهدها الاقتصاد بشكل عام ، مطالباً القطاع الخاص الخليجي ببناء شراكة حقيقية مع المؤسسات التعليمية الخليجية ، وذلك استشرافاً للفرص الاستثمارية التعليمية .
من جهته أشاد معالي الأمين العام لاتحاد الجامعات العربية البروفيسور سلطان توفيق أبو عرابي ، بخطط المملكة نحو تسريع عجلة تنمية المجتمع والارتقاء بالتعليم في ظل رؤية 2030 ، وفق ايمانها بضرورة بناء العقول وتحسن مستوى الثقافة والقدرة على إتخاذ القرارات لتلبية متطلبات سوق العمل والمساهمة في إحداث تعاون وتنمية مستدامة ، منوها بأهمية المؤتمر في بناء جسور التواصل بين الطالب في المجتمع ، وبين عدد كبير من الجامعات داخل وخارج المملكة ، وما تحوي من مختلف التخصصات العلمية والأدبية ، ما ينعكس إيجاباً على واقع التعليم في تطور المجتمع.
من جانبه أشار نائب رئيس مجلس إدارة الغرفة التجارية والصناعية بجدة مازن بترجي إلى أهمية مؤتمر ومعرض الخليج السادس للتعليم الذي تتشرف المملكة باستضافته على مدار يومين بجامعة الأعمال والتكنولوجيا ، بمشاركة 300 أكاديمي وخبير خليجي ، وحضور كوكبة من قادة الفكر والعلم والشخصيات التي تشكل عقول الجيل الجديد ، لافتا إلى الشراكة التي تجمع غرفة جدة وجامعة الأعمال والتكنولوجيا ومجلس الغرف السعودية وإتحاد الغرف الخليجية لدعم وتنظيم المؤتمر الذي سيسهم – بمشيئة الله – تعالى في بناء المهارات ومواجهة التحديات التي تواجه التعليم .
وأكد أن غرفة جدة تعمل على تنظيم المؤتمرات والمنتديات والملتقيات والفعاليات الكبرى التي تحقق تطلعات صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل ، مستشار خادم الحرمين الشريفين ، أمير منطقة مكة المكرمة ، أن تصبح عروس البحر الأحمر جدة مدينة الفعاليات والثقافة والمعرفة ، ونظير المتابعة الدؤوبة لصاحب السمو الملكي الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز محافظ جدة ، الذي لا يألوا جهداً في دعم كل الفعاليات التي تساهم في تعزيز مكانة جدة.

إثر ذلك جرى التعريف بالمؤتمر والفعاليات المصاحبة له من قبل رئيس وعضو الهيئة الإستشاريه ديفيد لوك ، ليتناول على إثرها كارل جون ويسترنج من إي إف للتعليم أهمية الشراكة بين القطاعين العام والخاص في مجال التعليم ، مستعرضاً مدير البحوث في أوروبا وشمال إفريقيا والشرق الأوسط للأبحاث الدكتور وليم لوتون تحقيق الخطط الإستراتيجية القومية للتعليم العالي ، وسلط البروفيسور باستيان بومان من الوكالة الأوروبية لضمان الجودة الضوء على الإدارة الاستراتيجية للجامعات في أوقات التغيير الاقتصادي .
وتابع الحضور ورقة عمل حول بناء الكوادر وتحديات الجودة ، بمشاركة البروفيسور مارتن هينسون من خوزاما للاستشارات الأكاديمية إضافة للأمين العام المساعد للهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي بالمملكة الدكتور سعد بن سعيد الزهراني ، فيما استعرض المدير التنفيذي لبرنامج تطوير الكوادر الوطنية بالإمارات عيسى الملا سوق العمل في الوقت الراهن ، وسط مشاركة رئيس وعضو الهيئة الإستشارية لمؤتمر الخليج للتعليم ديفيد لوك .
بعدها عقدت ورشة العمل الأولى تحت عنوان “الإدارة الاستراتيجية للجامعات في أوقات التغيير الاقتصادي بمشاركة الدكتور باستيان بومان من الوكالة الأوروبية لضمان الجدودة ، ورئيس الجامعة المصرية اليابانية للعلوم والتكنولوجيا البروفيسور أحمد الجوهري ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية بجامعة الأعمال والتكنولوجيا الدكتور علي التواتي ورئيس شركة علاقات الدكتور أسامة الكردي .
ثم جرى عقد ورشة العمل الثانية “فتح آفاق للتعليم من خلال التقنية” بمشاركة ممثل مؤسسة الرغبة في التعليم هاني الشاذلي ، تلى ذلك عقد الورشة الثالثة بعنوان “بناء الكوادر وتحديات الجودة بمشاركة مارتن هينسون من خوزاما للاستشارات الأكاديمية والمدير التنفيذي لبرنامج تطوير الكوادر الوطنية بالإمارات عيسى الملا والأمين العام المساعد للهيئة الوطنية للتقويم والاعتماد الأكاديمي بالمملكة الدكتور سعد بن سعيد الزهراني ، وكارل جون ويسترنج من إي إف للتعليم .
إلى ذلك ركزت ورشة العمل الرابعة على تحديات التدريب الاحترافي بما في ذلك بناء الكوادر النسائية ، التي حضيت بمشاركة الدكتور مازن جمعة من الجامعة الملكية للبنات بمملكة البحرين ، ومعالي وزير التنمية الإجتماعية سابقاً بسلطنة عمان الدكتورة شريفة اليحايئي ، ونائب رئيس الجامعة لقسم الطالبات بجامعة الأعمال والتكنولوجيا الدكتورة لولوة المطلق .

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى