حول العالم

الرئيس النيجيري يفتتح المؤتمر الإسلامي العالمي للأمن والإستقرار

000-2358206571458239364573

صراحة – وكالات : افتتح فخامة الرئيس محمد بخاري، رئيس جمهورية نيجيريا الاتحادية اليوم ، المؤتمر الإسلامي العالمي ” الأمن والاستقرار في ظل التحديات المعاصرة ” الذي تنظمه رابطة العالم الإسلامي بالتعاون مع جمعية إزالة البدعة وإقامة السنة بالعاصمة النيجيرية أبوجا.
وأكد فخامته في كلمة له أثناء الاحتفال الذي حضره معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي ، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية نيجيريا الإتحادية فهد بن عبدالله الصفيان ، ورئيس جماعة إزالة البدعة وإقامة السنة ، المنظمة لفعاليات المؤتمر، بالتعاون مع رابطة العالم الإسلامي ، وأعضاء السلك الدبلوماسي المعتمد لدى نيجيريا، وأعضاء مجلس الشيوخ ، وعلماء ورؤساء المراكز الإسلامية في نيجيريا ، أهمية المؤتمر في محاربة الفكر الضال ، ومواجهة التحديات المعاصرة التي تشهدها دول عديدة من العالم الإسلامي ، ونيجيريا على وجه الخصوص ، مثنيا على دور رابطة العالم الإسلامي في تنظيم المؤتمر بالتعاون مع جماعة إزالة البدعة وإقامة السنة ، وبيان حقيقة المعاني السامية للإسلام الداعية إلى السلم والأمن والاستقرار.
ودعا فخامته العلماء والمفكرين والدعاة إلى بذل جهدهم إلى محاربة الأفكار المنحرفة والضالة ، موضحا أن الإسلام دين تسامح وتعايش وينبذ التطرف بشتى أشكاله وصوره.
من جهته عد معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي الدكتور عبدالله التركي، جمهورية نيجيريا الاتحادية، نموذجاً من التعددية القبلية والدينية في شعوب القارة الأفريقية ، مما انعكس على ثقافة الأفراد وسلوكهم، وعلى الحياة السياسية وتنظيم المجتمع المدني.
وطالب معاليه القيادات الدينية والعرقية والاجتماعية، مضاعفة جهودها في تنمية أجواء الأمن والاستقرار، ونشر ثقافة التعايش، وإيجاد صيغ للتفاهم والمشاركة العادلة في إدارة الشأن العام.
وأكد الدكتور التركي أن التعايش السلمي بين الدول والشعوب والفئات، من أهم القضايا المشتركة التي تحتاج من القيادات الدينية والقومية والفكرية، إلى تعاون في خدمتها وتوسيع آفاقها وتعزيز مساراتها ، ما يمكن أن تتطلب الوحدة الوطنية صيغاً للوفاق، تكفل سَيْراً سليماً للحياة العامة بمؤسساتها ومرافقها، يُمكِّن الجميع من العيش الكريم والمشاركة في التنمية الوطنية، مع صيانة الحقوق الخاصة بكل فئة بطريقة عادلة.
ولفت معاليه الانتباه إلى أن السياج الوطني فضاء مشترك يوجب مجموعة من الالتزامات على كل فئة، تجاه غيرها ليتحقق التعايش في ظل أنظمة عادلة وعدالة اجتماعية شاملة؛ ما يحتاج من القيادات السياسية والدينية والقبلية، أن تزن الأمور بميزان المصلحة العامة المشتركة، وتتنبه إلى خطورة التصرف بدوافع شخصية أو فئوية، رغبةً في الهيمنة والتسلط على حساب حقوق الآخرين ، مشيرا إلى أن الإسلام الذي تدين به نسبة وافرة من الشعوب الأفريقية، لم يقف عند إعلان المبادئ التي تنظم مجتمعاً تعددياً تتعاون فيه الطوائف الدينية، تنظيماً يكفل الحقوق بعدل وكرامة، بل تعداه إلى إعطاء نموذج تطبيقي رائد، في زمن لم يكن للنظم الوضعية السائدة آنئذ، عهدٌ باحترام حق المخالف في الدين, ولا إقرار لأبسط الحقوق والكرامة للأقليات التي كانت تُسخّر لخدمة الأغلبية التي بيدها مقاليد الأمور.

وأوضح معاليه أن الإسلام جاء بمصطلحات تشريعية تعبر عن مشروعية التعايش، وتقاسم أعباء الوطن، وتوفير الفرص لمختلف الفئات لتسهم في الخدمة المدنية للمجتمع، وتحقيق أمنه واستقراره ، بجانب إنه يدعو إلى إقامة العلاقات الدولية والإنسانية، على أسس أخلاقية، ومن أهمها إشاعة العدل والإحسان، ومحاربة البغي والعدوان ، مشددا على أن الإسلام يؤكد حرمة النفس البشرية، وتحريم الجناية عليها بغير موجب ، وحري بالمسلمين الذين يعيشون مع غيرهم، في هذه البلاد أو في غيرها، أن يحرصوا على التمسك بدينهم تمسكاً صحيحاً، مقتدين بسلفهم الصالح الذي كان مثالاً يحتذى في إشاعة الرفق والرحمة بالناس، وهي من سمات رسالة الإسلام، وبذلك أحبه الناس ودخلوا فيه أفواجاً.
وتمنى معاليه أن يسهم المؤتمر في تعزيز الأمن والاستقرار في نيجيريا وعموم أفريقيا، عن طريق الحوار المؤدي إلى التفاهم والتعايش السلمي بين المكونات الدينية والقبلية، والاتجاهات السياسية المختلفة.
وأعرب معالي أمين رابطة العالم الإسلامي عن شكره لحكومة نيجيريا الاتحادية، ممثلة بفخامة الرئيس محمد بخاري، مؤملاً أن تتسع آفاق التواصل والتعاون بين نيجيريا حكومةً ومؤسساتٍ، وبين العالم الإسلامي ومنظماتٍه، مؤكدا على استعداد الرابطة للإسهام في دعم هذا المسار، مرحبة بكل مبادرة تخدم الشعوب وتحقق الوئام والتفاهم والحوار.
وقدم معاليه الشكر الجزيل لحكومة المملكة العربية السعودية، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ، أيده الله وسدده، على تشجيع الرابطة ودعمها في مناشطها المختلفة، وجهودها الإنسانية في أفريقيا وغيرها، ودعمها للقضايا العادلة في العالم حرصاً على تحقيق السلام العالمي، ورفع المعاناة عن الشعوب المقهورة والمحرومة.
بدوره بين رئيس جماعة إزالة البدعة وإقامة السنة الشيخ عبدالله بلالو ، أن هدف تنظيم المؤتمر ترسيخ الأمن والاستقرار في المجتمع النيجيري والقارة الأفريقية أجمع ، ونبذ الفرقة والاختلاف بين أطياف المجتمع الأفريقي ، ما يحقق التعايش السلمي بين أطياف المجتمع .
وفي نهاية الحفل سلم معالي أمين عام رابطة العالم الإسلامي هدية تذكارية لفخامة الرئيس النيجيري عبارة عن قطعة من كسوة الكعبة المشرفة.

زر الذهاب إلى الأعلى