المقالات

اللاونجات بين الوقاية والوصاية

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

يلاحظ في السنة الأخيرة انتشار المقاهي أو المطاعم التي تحمل اسم ( لاونج ) بشكل ملفت ويدعو للتساؤل حول ما يقدم فيها وسبب الإقبال الكبير عليها ، خاصة عندما يكون غالب مرتاديها ممن هم أقل من سن الخامسة والعشرين من الجنسين والذين يقضون فيها أوقات فراغهم أو مقابلاتهم مع زملائهم .

 

ولكي يكون الطرح واقعيا ومتحريا للمصداقية فقد تم الدخول لأحد تلك اللاونجات – عشوائيا أثناء وقت العصر – ليثبت بالفعل ما كان يشير إليه أحد أعضاء مجلس الشورى عندما أثار التساؤل حول ما يحدث داخلها ، فرغم أن الوقت عصرا وسط الأسبوع إلا أن الجو بالداخل يشعرك بالغرابة والريبة ، فالمكان مظلم إلى حد كبير ، والجزء المخصص لتقديم المشروبات الساخنة والباردة قد جهز بطريقة مريبة ، وطاولات الجلوس صفت بشكل لا تستطيع معه أن ترى من هو بجانبك ، عدا عن رائحة المعسل التي يعج بها المكان ، ومن خلال نصف ساعة فقط تأكد لي أن مخاوف عضو مجلس الشورى وتحذيراته الغير مباشرة كانت في محلها تماما ، فعندما نرى الزحام الشديد في تلك اللاونجات إلى قبيل الفجر وعندما يتواتر إلى علمنا أعمار مرتاديها وطريقة تصميمها من الداخل فضلا عن شكلها من الخارج فإن الأمر يثير التساؤل بالفعل ، بل ويدفعنا إلى المطالبة بإعادة النظر في أنشطة تلك اللاونجات وتشديد الرقابة عليها وما يقدم داخلها .

 

ومطالبتنا تلك ليست كما يظن أحدهم أنها من باب الوصاية أو تقييد الحريات أو عدم الثقة في شبابنا ، ولكنها من باب الوقاية واستباق الخطر قبل وقوعه والخوف على أبناء وبنات الوطن ممن يستغل تلك الأماكن في نشر سمومه أو أفكاره بينهم ويستغل صغر سنهم وعدم وجود الرقيب عليهم من ذويهم ليحاول التأثير عليهم واستمالتهم إلى جانبه وتوجيههم حسب أهواءه ورغباته ، وبالتأكيد أن المختصين في علم النفس وفي علم الجريمة المنظمة يدركون خطورة هذه النقطة .

 

نعم نحن مع فتح المجال لاستثمارات متنوعة تدعم جودة الحياة وتنعكس على الوطن وأبناءه ازدهارا واقتصادا وتطورا ، إلا أننا يجب ألا نغفل عن السلبيات التي تنشأ عنها ويمكن معالجتها من الجهات ذات الاختصاص ، فكلنا مسؤول وعلى عاتقنا أمانة نشترك جميعا في تحملها ، سعيا لإعداد جيل المستقبل الذي تعول وتراهن عليه المملكة في نهضتها وتفوقها بين الأمم .

 

الخاتمة:

الثقة في شبابنا لا تعني عدم الخوف عليهم

 

بقلم / خالد النويس

السبت 28 ديسمبر 2024 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

 

زر الذهاب إلى الأعلى