المناديل مرة أخرى

مازالت مستمرة حتى اليوم ظاهرة التسول المغلفة ببيع المناديل – وأضيفت معها حاليا الورود والماء – عند الإشارات الرئيسية عن طريق صغار وكبار سن يرتدون الزي السعودي حتى لا تعرف جنسيتهم المجهولة وكسبا للتعاطف من قبل أصحاب السيارات في الاتجاهات الأربعة، وليس ببعيد عنهم تقف امرأة تحمل بين ذراعيها رضيعا وتنتظر انتهاء الضوء الأخضر وتحوله إلى الأحمر كي تمشي بين السيارات وتطرق نوافذها طلبا لما تجود به الأنفس، حتى ولو كان عملات معدنية قليلة قارنة ذلك بدعاء مؤثر لترقيق القلب وجود اليد.
إن ظاهرة التسول عند الإشارات ليست جديدة ولا محدودة على جنسية معينة ولا مرتبطة بزمان أو مكان دون غيره ، فقد أصبحت وسيلة للتكسب غير المشروع بأقل مجهود وبطرق متجددة تستميل العواطف والمشاعر بأساليب إقناع قوية ، حتى ولو كانت على حساب تشويه سمعة السعوديين واستخدام زيهم المعروف ( وهذا لا ينفي وجود سعوديين يمارسون التسول في أماكن مختلفة ) ، وفي ذات الوقت نرى تزايدا لأعداد المتسولين الذين عادوا لما نهوا عنه من الانتشار وإعادة التموضع عند المساجد والمجمعات التجارية والإشارات ، بل وحتى المطاعم لم يكتفوا بالجلوس عند أبوابها فوصلوا إلى مرتاديها على طاولة الطعام والتسول منهم في منظر يثير الاشمئزاز .
وحتى نكون منصفين وصادقين فإن الجهات الأمنية لم تدخر جهدا في ملاحقتهم والقبض عليهم ، إلا أنهم يعودون للظهور بعد فترة وبشكل أكثر جرأة وكأنهم بذلك يعلنون تحدي النظام وقرار القبض والمصادرة والترحيل ، وحتى لا يكون هناك عذر في القبض عليهم فقد اتخذوا بيع المناديل وغيرها سبيلا وغطاء لممارسة التسول ، ولا شك أن تعاطف وتفاعل البعض بحسن نية هو واحد من أسباب أخرى يجب معرفتها ، حتى يعلم ويعي الجميع هذا الخطر المحدق على أمننا واقتصادنا إن لم نتعاون مع الأجهزة الأمنية بالإبلاغ عن كل متسول صغيرا كان أو كبيرا ، فهو خطر علينا في هيئة محتاج .
الخاتمة:
احم وطنك وقاطع المناديل.
بقلم / خالد النويس
الجمعة 04 يوليو 2025م
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )