المقالات

النظام يسمح بالإزعاج

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

من قدر الأحياء السكنية التي لم يمض على إيجادها وسكناها أكثر من عشر سنوات أن تكون عرضة للعمليات التجميلية الضرورية بين حين وآخر، فهي ليست كغيرها من المخططات الجديدة التي شملتها الاشتراطات البلدية مؤخرا من ناحية إدخال الخدمات الأساسية كالماء والصرف والكهرباء قبل أن يتم بناء الفلل السكنية وإنشاء الشوارع والأرصفة فيها ومن ثم طرحها للبيع في مزادات للعامة.

 

أحد هذه الأحياء السكنية هو حي بدر بمنطقة الرياض والذي شاءت الأقدار أن يكون غرفة عمليات متواصلة منذ إنشاءه وحتى اليوم ، وأعتقد أن هناك غيره الكثير من الأحياء على شاكلته سواء في الرياض أو في المناطق الأخرى ، فلا تكاد تنتهي عملية جراحية في وسطه إلا وترى الأخرى بدأت في يمينه أو شماله ، وقد تجرى عمليتان أو اكثر في نفس التوقيت أو حتى في نفس المساحة من دون اكتراث لاكتظاظ الحي أو افتقاره لمداخل متعددة أو مراعاة لإزعاج القاطنين فيه عندما تقوم آليات الشركات الخدمية بالعمل آناء الليل وأطراف النهار وقبل الفجر ، وهو ما تسبب بالضيق والحنق من هذا العمل الذي سمحت به أمانة المنطقة ولم تراع وقت راحة أهل الحي وتزامن العمل مع أيام الدراسة ، فقد أباحت لشركتي المياه والكهرباء العمل في أي وقت من اليوم – حسب إفادة موظف الأمانة في اتصال هاتفي – عبر إقرار نظام هدفه الإسراع في العمل دون النظر إلى الضرر المترتب على ساكني الحي أو حتى إيجاد حلول تخفف من معاناتهم ، ونتيجة حتمية لكثرة تلك العمليات هي وجود التشوهات والترقيعات التي نراها في الشوارع دون أن تلزم البلدية أصحاب الشركات بسلفتة الشارع وإعادة تأهيله بشكل جميل وقابل للسير خلافا لما هو عليه الآن .

 

يجب أن تدرك البلديات الفرعية ومن قبلها أمانة المنطقة أن راحة سكان الحي وإيجاد الخيارات المناسبة والمريحة مقدم على سرعة إنهاء المشاريع الخدمية حتى وإن كانت مشاريع بسيطة، رغم سوء التنفيذ وتدني جودته حسب ما نشاهده ظاهريا أمام أعيننا على أرض الواقع، أما باطنيا فهو أمر لا تسعفنا الخبرة فيه فنتركه للمشرفين الميدانيين (انت وضميرك).

 

الخاتمة:

هل سنرى تفاعلا إيجابيا مع المقال أم سيستمر على ما هو عليه الحال؟

 

بقلم / خالد النويس

الجمعة 30 أغسطس 2024 م .

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

 

زر الذهاب إلى الأعلى