تخفيضات رمضان

كالعادة وفي كل سنة تعلن الشركات التجارية عن تخفيضات على كل شي من سلعها مهما كان نوعها ، سواء كان قلم رصاص أو شجرة زينة أو حتى ساعة حائط ، فالمهم هو وضع التخفيضات لتصريف البضائع ذات الأقبال الضعيف والترويج لبضائع استهلاكية ليس لها دخل بالموسم الحال ، ولا إن معظم التجار يستغل المناسبات والمواسم فإن البعض منهم يلعب على وتر روحانية شهر رمضان ويزرع في أذهان الكثير من الناس فكرة وجوب الاستعداد لهذا الشهر والاستفادة من التخفيضات الكبرى والتي لن تتكرر ، فنرى وللأسف الشديد ضحايا التخفيضات يقعون في الفخ مثل كل سنة ولا يتعظون من تجاربهم السابقة ، ليخرجوا علينا وسط رمضان شاكين من نفاد أموالهم وغلاء الأسعار وباحثين عن قريب يجود عليهم بريالات تسعفهم إلى أن تصل رسالة إيداع الراتب .
إن استغلال التجار للمواسم حق مشروع لهم وامر متعارف عليه في النشاط التجاري ، وعلى الجانب الآخر فإن ابتعاد المستهلك عن تلك الإغراءات الإعلانية أصبح ضروريا وخاصة مع تكرر المواسم والتجارب التي مر بها مسبقا لتكون لديه في عقليته مناعة ضد ما يراه من تخفيضات تستهلكه ماديا ونفسيا ، ويعلم أن الله قد جعل من حكم الصيام الصبر على الشهوات من الطعام والشراب والإحساس بالإخوة الفقراء والمساكين الذين قد تمر عليهم أزمان لا يجدون فيها ما يقيم حياتهم فضلا عما يقيم صلبهم ، فبدلا من أن يشتري أحدهم قطعة استهلاكية بتخفيض كبير وهو ليس في حاجتها فبإمكانه المشاركة بقيمتها مع أقرباءه أو زملاءه ومن ثم تلمس المحتاجين والبحث عن المتعففين وتقديم قيمتها لهم على شكل سلة غذائية أو فاتورة كهرباء أو غيرها من الضروريات التي يحتاجونها في حياتهم ، وبالتأكيد أن الكثير من الناس قد جرب هذه الطريقة ورأى نتائجها التي انعكست فرحة على وجوه المحتاجين ودعاء تلهج به ألسنتهم .
وإذا نظرنا إلى التخفيضات خلال المواسم السابقة نجد أنها تبدأ قبل رمضان وتستمر بعده ، بل قد تمدد أحيانا إلى مناسبة عيد الأضحى ، وهذا ما يحتم على البعض إعمال عقله والتروي قبل التفكير في الشراء بنهم والانسياق خلف وهم التخفيضات المغرية ، فلو كان معظمها في صالح المستهلك لكانت أسعار التخفيضات هي الأساسية طوال السنة ولا تقرن بموسم معين ، وشاهد ذلك أننا نرى أسعار بعض السلع الغذائية ثابتة في بعض منافذ البيع ولم تهب عليها رياح التخفيضات .
الخاتمة :
لا تنجرف خلف وهم التخفيضات وادخر لما هو آت.
بقلم / خالد النويس
الخميس 27 فبرابر 2025 م
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )