محليات

بحضور أمير منطقة عسير.. دارة الملك عبدالعزيز تعقد ورشة عمل لمناقشة توثيق الدروب التاريخية وقصص السودة

صراحة – عسير:

بحضور صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن طلال بن عبدالعزيز أمير منطقة عسير ، انعقدت في مدينة أبها أمس الأربعاء ، ورشة عمل بالتعاون بين دارة الملك عبدالعزيز و”السودة للتطوير” بعنوان (الدروب التاريخية وقصص السودة ورجال ألمع)، حيث جرى لقاء بنواب القرى والمؤرخين والأدباء والروائيين في المنطقة.
ويأتي عقد الورشة بناءً على مذكرة التعاون الموقعة بين الدارة والشركة مؤخرًا لحفظ الموروث الإنساني الثقافي للمنطقة، عن طريق توثيق الحياة الاجتماعية من خلال القصص الروائية التي تعكس صورة الحياة الاجتماعية بتفاصيلها في الماضي.
وناقشت الورشة أبرز نماذج القصص المرتبطة بتاريخ السودة ورجال ألمع، وبيانًا بأعمال التوثيق التي تشمل مسح المصادر والمراجع التي تحدثت عن تاريخ منطقة التوثيق، وعن الطرق التاريخية في الجزيرة العربية، وكتب الآثاريين ورصد ما سيخدم المشروع، وكتب الجغرافيين والبلدانيين والرحالة الغربيين، والمقالات والمعلومات التي تحدثت عن تاريخ وجغرافية منطقة التوثيق، وجمع المادة العلمية الخاصة بالقصص بعد اعتماد عناوينها، ولقاء أهالي منطقة التوثيق والاستماع إلى رواياتهم وقصصهم، وكذلك مسح الصور التاريخية والخرائط والأفلام والمقابلات الشفوية التي تحدثت عن تاريخ منطقة التوثيق وتراثها، بالإضافة إلى توثيق الدروب التاريخية وتتبع مساراتها، وتوثيق تاريخها، والمجتمع المحيط بها، والقرى التي تمر بها، ومسح ميداني متكامل لها، ورسم الخرائط الحديثة لها، مع وصف بيئتها.
ألقى بعد ذلك معالي أمين عام دارة الملك عبدالعزيز المكلّف الدكتور فهد بن عبدالله السماري كلمة أوضح فيها أن التاريخ يمثل قصة ترويها الأجيال وتتناقلها الروايات لذا يجب توثيقها والاعتناء بها؛ لتكون ركنًا من أركان الثقافة والتراث في المنطقة، ولتقدم إلهامًا للروائيين والأدباء والإعلاميين، سواءً كانت تلك القصص تاريخية حقيقية أم أسطورية لا تقاطع الحقيقة التاريخية، مؤكدًا على أن تلك القصص من إبداع الأوائل، والواجب عودة تلك القصص للسطح من جديد، وصياغتها في قوالب تتناسب مع روح العصر.
ثم ألقى كبير الإداريين التنفيذيين بـ “السودة للتطوير” المهندس محمد بن عبدالرحمن الحمدان كلمة أكد فيها أن الشراكة مع الدارة لتوثيق الموروث الإنساني الثقافي في السودة وأجزاء من رجال ألمع، سعيًا لحفظ التراث المادي وغير المادي في المنطقة التي تزخر بتراث فريد وثقافة أصيلة، بهدف إبراز جمال العادات والتقاليد الأصلية فيها للعالم، ولتكون المنطقة وجهة جبلية سياحية فريدة بثقافة وأصالة مجتمعها.
من جانبها أفادت مديرة إدارة التراث الثقافي بالشركة الدكتورة رنا بنت منير القاضي أن الورشة تمثل المظلة التي تجمع الخبراء والمتخصّصين من الأدباء والكتاب في المجالات المختلفة؛ بهدف توثيق وحفظ التراث الثقافي في منطقة عسير، وجمع المعلومات الموثوقة، وتأسيس محتوى للكتب والأفلام الوثائقية وتدقيقها من قبل المتخصّصين من أبناء المنطقة، موضحة أن الشركة تعمل على توثيق المحتوى الخاص بالموروث الإنساني في الجوانب التراثية والثقافية، التي نهدف من خلالها إلى إبراز التراث الثقافي وتعزيزه في قرى السودة ورجال ألمع والاحتفاء بها ومشاركتها عالميًا عبر المشاريع المتنوعة.
بعد ذلك شاهد الجميع عرضاً عن توثيق القرى التراثية في المنطقة من الجوانب الجغرافية والتاريخية والمعمارية، وتوضيح شجرة حصر القرى التراثية التي تحتوي على اسم المحافظة، وشيخ القبيلة، وقائمة العشائر، وقائمة بالقرى التراثية، تشمل المساجد، والقصبات، والحصون، والقلاع، وبيوت النّحل، والأوطان، وأبراج التخزين، إضافة إلى حفظ هوية القرى التراثية، التي تشمل معلومات عن كل قرية من حيث الموقع والجبال والأودية الخاصة بكل قرية.
بدأت بعد ذلك مداولات الورشة إذْ شملت أبرز القصص المرتبطة بالمجتمع المحلي، وما يغلب عليها من ارتباطات ثقافية أو اجتماعية، وأبرز نماذج قصص الأسطورة التي تميزت بها المنطقة، وهل هناك قصص اجتماعية اندثرت، أو ما القصص التي تحمل معانيَ ثقافية أو اجتماعية واندثرت عبر الزمان، بالإضافة إلى أبرز القصص التي كان لها تأثير على فكر المجتمع المحلي في القديم والحاضر، ودور المجتمع المحلي في توثيق هذه القصص، وما أبرز التحولات التي طرأت على القصص عبر العصور، وما مدى تأثير هذه القصص على الأجيال السابقة وعلى نشأة الأجيال، وإن كان للبيئة وطبيعة الأرض تأثير يذكر على القصص، وإن كان للمواقع الأثرية دور كبير في ظهور القصص.
بعد ذلك جرى استعراض “العقبات” التي تصل السراة بتهامة وما تضمه تلك الطرق من قصص تاريخية تعايشت مع إنسان المنطقة منذ القدم، وأهمية تلك الدروب، وإمكانية توثيقها، والقيم المرتبطة بها كالحماية والكرم،كما جرى مناقشة حصر الدروب الأخرى.

زر الذهاب إلى الأعلى