المقالات

بعزم الرجال عندك

أعاد لي أحد الإخوة الطمأنينة والثقة بأن الروابط الاجتماعية الجميلة التي كانت في ( جيل الطيبين ) ماتزال موجودة وحاضرة بين الناس في وقتنا الحاضر ، فقد سعدت وفرحت كثيرا عندما طلب مني أن أدعو باسمه أحد الزملاء على وليمة عشاء في منزلي ، حيث أنه خارج الرياض والمدعو يسكن داخلها ولأنه ( يمون ) علي فقد طلب مني ذلك .

 

قد يتصور البعض أن الأمر عادي وهو كذلك بالفعل لأن هؤلاء البعض عاشوا أو اعتادوا على أسلوب البساطة والطيبة ورفع الكلفة بين الإخوة حتى وإن لم تربطهم قرابة أو جوار ، ومن ناحية أخرى فهناك من يرى الأمر مستغرب ويستثقل القيام به لأنه لم يعش حياة البساطة ولم يعرف معنى الترابط الاجتماعي وغرق في بحر الحضارة حتى أصبحت مثل هذه المظاهر الجميلة أمورا غريبة وليست من ( الإتيكيت والبريستيج ) في نظره .

 

وعندما نعود بالذاكرة إلى سنين ماضية أو إلى قصص الآباء والأجداد نجد أنها تحمل في طياتها مواقف تعكس عمق الترابط والتآلف والتقارب الذي كان سائدا في حينه بينهم ، وأورثوه إلى من بعدهم واستمر إلى وقتنا الحالي رغم الانشغال بالحياة المادية وكثرة الملهيات التي جعلت التباعد بين الناس هو السمة الأبرز ، ليأتي طلب هذا الأخ حاملا معه ذكرى الزمن الجميل والنفوس الطيبة والجسد الواحد حتى وإن بعدت المسافة .

 

الخاتمة :

سعادة غامرة عندما تحققت مقولة : محلك وتعزم عليه

 

بقلم / خالد النويس

 

زر الذهاب إلى الأعلى