بيئتنا مسؤوليتنا… فلنحافظ عليها

تُعد حماية البيئة أحد أهداف رؤية المملكة 2030، إدراكًا لدورها المحوري في التنمية وجودة الحياة. وقد تبنت القيادة الرشيدة، بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله – هذا التوجه من خلال مبادرات كبرى، أبرزها السعودية الخضراء والشرق الأوسط الأخضر، الهادفة إلى زراعة مليارات الأشجار وخفض الانبعاثات وتعزيز التعاون البيئي إقليميًا.
تمتلك مناطق مثل الطائف والباحة وعسير ثروات بيئية وسياحية فريدة، لكنها تواجه ضغوطًا متزايدة نتيجة بعض السلوكيات السلبية كالرمي العشوائي للمخلفات أو إشعال النار في أماكن غير مخصصة. وهنا تبرز المسؤولية المجتمعية كعنصر رئيسي لا يُستغنى عنه، حيث تبدأ الحماية من وعي الأفراد والتزامهم.
المواطن والسائح… في قلب المسؤولية
يُعد المواطن والسائح شريكين أساسيين في الحفاظ على البيئة، عبر احترام التعليمات وعدم الإضرار بالمواقع الطبيعية. فالسلوك الواعي، مثل جمع النفايات أو تجنب الإضرار بالأشجار، ينعكس مباشرة على استدامة المواقع السياحية. كما أن التبليغ عن أي ممارسات ضارة أو حرائق يساهم في الوقاية المبكرة.
جهود تكاملية
تعمل عدة جهات معنية على دعم البيئة، منها:
وزارة السياحة في تنظيم السياحة البيئية.
وزارة الثقافة في نشر الوعي العام.
المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي في التشجير والمراقبة.
البلديات والأمانات في المتابعة والتهيئة.
الدفاع المدني الوقاية من حرائق الغابات، والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ، والتوعية بالإجراءات الوقائية.
لكن كل هذه الجهود لا تكتمل دون وعي وتعاون مجتمعي فعّال.
حرائق الغابات… خطر يمكن تفاديه
تُعد حرائق الغابات من أخطر التهديدات للغطاء النباتي، وغالبًا ما يكون سببها الإهمال، كترك نار مشتعلة أو مواد قابلة للاشتعال. ويمكن الوقاية منها ببساطة من خلال الالتزام بالتعليمات، والوعي، والتبليغ السريع.
التوعية مسؤولية الجميع
التوعية البيئية ليست حكرًا على جهة معينة، بل هي ثقافة يجب أن تُزرع عبر الإعلام، والمدارس، والمبادرات التطوعية. إذ إن ترسيخ ثقافة الاحترام للطبيعة هو أساس أي جهد بيئي ناجح.
ختامًا
البيئة ليست مسؤولية جهة، بل واجب جماعي. ومع دعم القيادة، وتعاون الجهات المختصة، وسلوك المواطن والسائح بوعي واحترام، نقترب من وطن أخضر، ومواقع طبيعية آمنة ومزدهرة للأجيال القادمة.
بقلم / د. عبدالله بن قاسم بن دغيّم
متخصص في علم الاجتماع التنمية والتغير
الأحد 06 يوليو 2025 م
للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )