حول العالم

السعودية تحذر ايران من ‘البلطجة’ في العراق

0

 

صراحة-وكالات: وجهت السعودية ما يبدو تحذيرا لغريمتها إيران، الأربعاء، قائلة إن القوى الخارجية لا ينبغي أن تتدخل في الصراع في العراق.

وقال وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل إن العراق يواجه حربا أهلية شاملة ذات عواقب وخيمة على المنطقة.

وتزامنت تصريحاته مع تحذير إيراني من أن طهران لن تتردد في الدفاع عن المراقد الشيعية المقدسة في العراق “ضد القتلة والإرهابيين” بعد المكاسب الميدانية السريعة التي حققها متشددون سنة هناك.

ويشير تزايد حدة الخطاب بشأن العراق بين أكبر قوتين في الخليج إلى أن طهرن والرياض جمدتا خططا حديثة لاستكشاف امكانية كبح تنافسهما على جانبي الانقسام السني الشيعي في المنطقة.

وزاد بروز البعد السني الشيعي في الصراع السعودي الإيراني في السنوات القليلة الماضية. ويعتبر البلدان نفسيهما ممثلين للمذهبين الرئيسيين في الاسلام.

ووجه رئيس الوزراء العراقي الشيعي نوري المالكي، الحليف لإيران، نداء من أجل الوحدة الوطنية مع منتقدين سنة لحكومته التي يقودها الشيعة بعد تقدم خاطف في شمال البلاد لمتشددين سنة على مدى الاسبوع المنصرم.

ويتهم المالكي السعودية بدعم مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية في العراق والشام الذين يريدون اقامة دولة دينية سنية في قلب الشرق الأوسط.

وفي كلمة أثناء مؤتمر لوزراء خارجية دول منظمة التعاون الاسلامي في جدة، حث الأمير سعود الدول التي يعصف بها العنف على تلبية المطالب المشروعة لشعوبها وتحقيق المصالحة الوطنية من دون أي تدخل اجنبي أو جداول أعمال خارجية.

وقال “هذا الوضع البالغ الخطورة الذي يجتازه العراق حاليا يحمل في ثناياه نذر حرب أهلية لا يمكن التكهن بمداها وانعكاساتها على المنطقة.”

ولم يذكر تفاصيل. لكن يبدو أن تصريحاته تستهدف إيران الشيعية وهي أيضا من حلفاء حكومة الرئيس السوري بشار الاسد.

وقال الأمير سعود إن الحرب الأهلية المندلعة منذ ثلاث سنوات في سوريا -حيث فشلت انتفاضة سنية في الأغلب في الاطاحة بالأسد- زادت حدة الاضطراب الداخلي في العراق.

وأضاف “يبدو أن إفرازات الوضع السوري قد أوجدت مناخا ساعد على تعميق حالة الاضطراب الداخلي السائد أصلا في العراق.”

وحملت السعودية المالكي، الاثنين، المسؤولية عن الأزمة العراقية، مشيرة إلى ما أسمته سنوات من “السياسات الطائفية والإقصائية” لحكومته تجاه الأقلية السنية في البلاد.

ويزعم المالكي والعديد من المسؤولين الايرانيين منذ شهور أن العديد من الحكومات العربية في الخليج تدعم تنظيم الدولة الاسلامية.

وقال الرئيس الايراني حسن روحاني، يوم السبت، إن “جماعات ارهابية” تحصل على دعم مالي وسياسي وتسليح من دول في المنطقة ودول غربية قوية. ولم يذكر اسماء أي دول لكنه كان يشير جزئيا للعرب السنة في الخليج.

ويعني هذا التحذير أن طهران تبدو مصرة على التدخل في العراق تحت أي ذريعة كانت، على ما يقول مراقبون، كما يعني أن هذا التدخل بات “قضية حياة” أو موت لأمنها القومي، لأن من الواضح أن هزيمة جيش المالكي بتلك السرعة المريبة، هي هزيمة مباشرة لقادتها المتحكمين بهذا الجيش وهزيمة لاستخباراتها التي عجزت عن التنبه لما يحدث من تطورات في شمال العراق لا شك أنها سبقت التحرك العسكري المربك للمسلحين في تلك المنطقة.

ويقول دبلوماسيون غربيون إن تمويل تنظيم الجبهة الاسلامية من الخليج يأتي على الأرجح من مانحين عرب خليجيين من غير الحكومات يتبعون نمطا شديد التحفظ من المذهب السني.

واشتبك تنظيم الدولة الاسلامية مع حلفاء للسعودية في الاقتتال الداخلي بين المقاتلين السنة في سوريا. واعتبرت الرياض في مايو/اذار الجماعة تنظيما ارهابيا مما يؤكد المخاوف من أن يعود شبان سعوديون صقلهم القتال إلى بلدهم لاستهداف الاسرة الحاكمة كما حدث بعد حربي أفغانستان والعراق.

وبدأت السعودية وإيران في الشهور القليلة الماضية استكشاف طرق لخفض التوتر في علاقتهما. ويشترك البلدان في المخاوف من أن يتفكك العراق إلى دولة طائفية خطرة على الجميع، لكن المكاسب السريعة لتنظيم الدولة الاسلامية يمكن على المدى القصير أن تزيد الشكوك بينهما.

ويزور ملايين الشيعة المراقد المقدسة كل عام. وتتحصن القوات الحكومية العراقية في مدينة سامراء التي يوجد بها أحد اهم المزارات الشيعية وهدد المقاتلون السنة بمهاجمة النجف وكربلاء.

ويقول محللون إن طهران التي تبدو وقد يئست من احتمال ان تورط معها الولايات المتحدة في تدخل، أكثر ما يخدم مصالحها في النهاية، وهو تدخل كان يمكن ان تضرب به طهران عدة عصافير بحجر، تجد نفسها مضطرة لخلق مبرر حماية المقدسات الشيعية حتى تتدخل بمفردها ان لزم الأمر.

ويضيف هؤلاء أنه ومن وجهة نظر سياسية، فإن التدخل في العراق على اساس حماية المقدسات، يمكن أن يبقى مبررا في أذهان الإيرانيين، حتى ولو تحول هذا التدخل الى هزيمة ايرانية مدوية في رمال العراق المتحركة، وبالتالي فسيكون “لا إثم على من اتخذ القرار” دون ان تكون له الجرأة على الاتعاظ من التاريخ.

وتحاول واشنطن وعواصم غربية اخرى انقاذ العراق كدولة موحدة بالضغط علي رئيس الوزراء الشيعي نوري المالكي للتعاون مع معارضيه السياسيين من السنة والأكراد.

زر الذهاب إلى الأعلى