جمعة العيد

في هذه الدنيا مشاغل تجعل من الصعوبة التواصل مع الأقارب والأصدقاء بشكل متواصل، وكلما زادت المتطلبات وضغوطات الحياة زاد البعد والانشغال حتى عن المقربين، وهذا حال الكثير من الأسر وخاصة تلك التي يتوزع أفرادها في أكثر من منطقة، ما يجعل أمر التواصل الاعتيادي ذا جهد ومشقة في هذا الزمن، وهذا ليس مبررا بقدر ما هو واقع معايش ومشاهد.
وعندما يأتي العيد فإن الفرصة تأتي معه لتجديد الصلة واللقاء بوجوه طال العهد بها ، لذلك تنتشر عادة حميدة في المجتمع الخليجي بشكل عام والمجتمع السعودي بشكل خاص تتمثل في الاجتماع العائلي الخاص بمناسبة العيد والذي يأتي له الصغار والكبار رجالا ونساء من كل حدب وصوب لانتهاز هذه الفرصة والالتقاء بأفراد العائلة وتبادل التهاني والأحاديث ومعرفة الأخبار والتطورات المستجدة في حياة كل منهم ليختموا لقائهم بتناول الوجبة المعدة بهذه المناسبة ، وقد تختلف بعض التفاصيل في طريقة الاجتماع والاحتفال بين عائلة وأخرى أو منطقة وغيرها كل حسب تقاليده وعاداته ، إلا أنها تتفق في مجملها على جمعة العيد للاحتفال به ، وهذا ما يجب الاهتمام به والحرص على استمراره وتقويته ، وخاصة في نفوس الجيل الحالي الذي يجني إحدى سلبيات التسارع التقني وكثرة المشاغل الحياتية ، حتى جعلت منه جيلا غير اجتماعي ولايعرف الكثير من أقاربه .
إن جمعة العيد من الروابط العائلية المهمة التي يجب على الجميع الاهتمام بها والحرص على استمراريتها لكي تبقى أواصر القرابة والرحم قوية ومتينة تعكس الترابط والتكاتف والتعاون الذي يميز المجتمع السعودي عن غيره من المجتمعات ، وهذا ما ينبغي أن نحافظ عليه ونعمل على ترسيخه وتثبيته لدى جيلنا الحالي حتى نضمن الحفاظ على المكتسبات الاجتماعية التي نشأنا عليها .
الخاتمة:
عيدكم مبارك
بقلم / خالد النويس
الجمعة 04 إبريل 2025 م
للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )