الجهات الحكومية والأهلية بمكة تنهي استعداداتها لاستقبال قاصدي بيت لله الحرام خلال شهر رمضان

صراحة – الرياض: أكملت الجهات والأجهزة الحكومية والأهلية, استعداداتها وبرامجها وخططها الخاصة بتوفير أفضل الخدمات للزوار والمعتمرين خلال شهر رمضان المبارك، الذي تشهد فيه مكة المكرمة كثافة كبيرة من المعتمرين والزوار من داخل المملكة وخارجها لأداء مناسك العمرة في هذا الشهر بمتابعة وإشراف من صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة.
وأكد سمو الأمير خالد الفيصل أن المملكة وقيادتها تحرص أشد الحرص على تجنيد إمكاناتها وطاقاتها الآلية والبشرية كافة لخدمة وراحة قاصدي بيت الله الحرام من داخل المملكة وخارجها، مشدداً سموه على أن توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين – حفظهما الله -، تؤكد على بذل كل الجهود من جميع مؤسسات الدولة الحكومية والأهلية لتقديم أرقى الخدمات لضيوف الرحمن من الزوار والمعتمرين والمقيمين والمواطنين.
وبدأت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي خطتها لهذا العام، التي جندت لها أكثر من عشرة آلاف من القوى البشرية من موظفين وموظفات من المؤهلين علمياً وعملياً للمراقبة ومتابعة سير العمل خلال شهر رمضان المبارك، إضافة إلى توفير الاعداد الكافية من عمال وعاملات النظافة.
وأوضح معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس أن خطة الرئاسة قد بدأت أمس، استعداداتها لموسم شهر رمضان المبارك من خلال خطة تم إعدادها مسبقا وتنتهي الجمعة الموافق 15 /10 /1439هـ, وسيتم تنفيذ الخطة عبر عدد من المحاور منها المحور الخدمي, والمحور الإداري, والمحور التوجيهي الإرشادي, والمحور العلمي الفكري, والمحور الهندسي الفني, والمالي, والإعلامي, والعلاقات العامة.
وأفاد أنه سيتم تنفيذ تلك المحاور بالحرمين الشريفين من خلال تطوير العمل وتحسين مستوى الأداء وتأهيل الموارد البشرية بما يحقق مصلحة العمل وعلى مدار الساعة لضمان تقديم أفضل الخدمات لقاصدي الحرمين الشريفين، في المطاف والمسعى والسطح والقبو وتوسعة الملك فهد – رحمه الله – والتوسعة السعودية الثالثة “الشمالية” وسائر أدوار الحرم وساحاته، من أجل إبراز الجهود والانجازات التي تقدمها الدولة – رعاها الله -، للحرمين الشريفين وعنايتهما بقاصديهما، وتحقق منهج هذه البلاد المباركة في إيصال رسالة الحرمين الشريفين الإسلامية والحضارية والعالمية.
ولفت الشيخ السديس إلى أن الإدارات المختصة ستقوم بتجهيز الأبواب والسلالم خلال موسم رمضان المبارك ويبلغ عدد الأبواب بالمسجد الحرام 210 أبواب و 28 سلما كهربائيا, وعدد المداخل المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة 38, وعدد المداخل المخصصة لدخول النساء 7, وعدد الجسور 7 , وعدد العبارات 7, ومدخل واحد مخصص لدخول الجنائز, وفيما يخص سقيا زمزم بلغ عدد المشربيات الرخامية 660 مشربية بالمسجد الحرام وعدد الترامس 25,000 ترمس بالمسجد الحرام, وعدد الخزانات الأستان أستيل 352 خزاناً, وعدد 10,000 عربة عادية, وعدد 700 عربة كهربائية، كما توفر الرئاسة خدمة التوجيه والإرشاد التي تعنى بتوعية العمار والزوار بأمور دينهم وإرشادهم إلى أداء نسكهم وعباداتهم على الوجه الصحيح ومنها: إقامة حلقات للدروس يلقيها عدد من أصحاب الفضيلة المشايخ والعلماء والمدرسين, وكذلك توزيع المصاحف والمطويات والكتيبات الدينية, وترجمة خطب الجمعة في الحرمين الشريفين لعدد من اللغات, كما تقوم بترجمة الخطب إلى لغة الإشارة للإخوة الصُّم, وتهيئة الفرش وعربات القولف الخاصة بنقل كبار السن من المعتمرين والزوار, وتنظيم دخول وخروج المصلين, والقضاء على المخالفات, وتهيئة الساحات للصلاة والعناية بنظافتها, وكل ما يساعد قاصدي الحرمين الشريفين على أداء نسكهم بكل يسر وسهولة، كما تم تجهيز الخدمات الفنية والإدارات المختصة بتشغيل وصيانة جميع الأجهزة والأنظمة الفنية من الإنارة, والتكييف والتهوية, وأنظمة الصوت والتحكم والكاميرات, وأجهزة الاتصال والسلالم الكهربائية, والمباني, واستعداد المكتبات في الحرمين الشريفين للباحثين وطلاب العلم من قاصدي الحرمين الشريفين.
وبين معاليه أن مجمع الملك عبدالعزيز لكسوة الكعبة المشرفة، ومعرض عمارة الحرمين الشريفين سيسهم في التعريف بجهود الدولة – أعزها الله – وما تبذله بسخاء لأداء النسك والزيارة بيسر وطمأنينة, وتقديم رسالة الحرمين الشريفين الدينية والتوعوية والتثقيفية بصورة عصرية.
كما جهزت الرئاسة جميع خطوط التغذية الكهربائية التبادلية للنظام الصوتي الأساسي والاحتياطي وبذلك يكون النظام الصوتي مؤمناً تأميناً كاملاً واستمرار التيار الكهربائي دون انقطاع.
كما يتم تكثيف أعداد المباخر في أروقة الحرمين الشريفين وممراتهما لاستقبال الزوار والمصلين خلال شهر رمضان المبارك وترتيب مواعيد التبخير يومياً خلال صلاة العشاء والتراويح وقبل صلاة التهجد ليتهيأ بذلك تطييب المسجد الحرام، حيث يتم استخدام أجود أنواع البخور وأنواع الفحم “القرض” الذي يحتفظ بوهجه وحرارته دون شرار ولا رائحه، ويستخدم في ذلك النوع الكولندي النحاسي المطلي بماء الفضة ذي الغطاء المثقّب لنفاذ الطيب منه.
وأبان أنّ خطة الرئاسة خلال موسم شهر رمضان لهذا العام تعمل على تحقيق عدد من الأهداف, تشمل مساعدة المعتمرين والزوار على تأدية مناسكهم بكل سكينة وهدوء, مع الحرص على تنفيذ خطتها المعدة دون عوائق تُذكر، وأن تكون إمكاناتها متاحةً لجميع قاصدي الحرمين الشريفين من الزوار والعمار والمصلين مع الحرص على توجيههم بالحكمة والموعظة الحسنة، وتوفير جميع الخدمات اللازمة, وتهيئة جميع المرافق والإمكانات, والتأكد من جاهزيتها على الوجه الذي يتطلع إليه ولاة الأمر – حفظهم الله-، مُبيناً أن ذلك يتم بمشاركة وتنسيق الإدارات الحكومية والأمنية ذات العلاقة.
وأفاد الشيخ السديس أنه تم رفع الطاقة الاستيعابية لمشروع المطاف، حيث بلغ عدد الطائفين في جميع أدوار الحرم حوالي 107 آلاف طائف في الساعة وسيكون الدخول لصحن المطاف من باب الملك عبدالعزيز خلال شهر رمضان المبارك، ومن الجهة الغربية للمسجد الحرام من الدور الأرضي لتوسعة الملك فهد – رحمه الله – ومن الجهة الشرقية من خلال باب السلام بقبو المسعى وأبواب المسعى الأرضي، وذلك تيسيراً لدخول وخروج قاصدي الحرم المكي الشريف، لافتاً أنه سيتم الاستفادة من التوسعة السعودية الثالثة “التوسعة الشمالية” بنسبة 80 % حيث سيكون جميعها مصليات, كما سيتم إتاحة الطواف للطائفين ، وإفساح كل المساحات للمعتمرين والزائرين وتخصيص القبو للمعتكفين، إضافة إلى الاستفادة من تكييف الدور الأول في التوسعة السعودية الأولى من سلم الصفا إلى منتصف توسعة الملك فهد، وتكييف القبو للمرحلة الثانية بالتوسعة السعودية الأولى ابتداءً من قبو باب الملك عبد العزيز إلى منتصف المنطقة الواقعة أمام قبو توسعة الملك فهد, وأيضاً تكييف الدور الأرضي في التوسعة السعودية الأولى من سلم الصفا إلى منتصف التوسعة الملك فهد, والاستفادة من جسر الراقوبة المؤدي إلى المسعى “المروة” الدور الثاني من وإلى الساحات, وتكييف مشروع المطاف للدور الأرضي والدور الأول ودور القبو , وتجهيز عدد 600 مروحة تلطيف هواء في المسجد الحرام وساحاته وعدد 4500 مروحة في أروقة مبنى المطاف.
من جانبه أعد فرع وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد بمنطقة مكة المكرمة خطة متكاملة استعداداً لشهر رمضان المبارك لعام 1439هـ، خاصة وأن مكة المكرمة ومحافظاتها تشهد أعداداً كبيرة من الزوار والمعتمرين، تهدف إلى متابعة صيانة كل مسجد وجامع ومراقبة حركته من حيث الإشراف عليه ومتابعة الصيانة والنظافة الخاصة والكتابة عن أي ملاحظات فنية يحتاجها المسجد من قبل المراقب وتواجد الأئمة والمؤذنين في مساجدهم.
وأوضح مدير الفرع علي العبدلي أن خدمة بيوت الله، خاصة في مدينة مكة مهبط الوحي ومنبع الرسالة شرف عظيم خاصة وأن مكة تستقبل الملايين من المعتمرين خلال شهر رمضان المبارك التي يتوجه فيها المسلمون إلى مكة المكرمة لأداء العمرة والزيارة من داخل المملكة وخارجها ويقوم فرع الوزارة بتجهيز وتهيئة كل الإمكانات المادية والبشرية لتجهيز بيوت الله حتى يؤدي الجميع عبادتهم بكل يسر وراحة واطمئنان.
وأشار إلى أنه جرى إبلاغ جميع أئمة المساجد والجوامع والمؤذنين والخدم بعدم التغيب عن المساجد خلال هذا الشهر الكريم، خاصة العشر الأواخر منه إلا للضرورة القصوى بعد تكليف من يقوم بعمله خلال فترة غيابه لأن واجبهم بالتواجد في مساجدهم واجب عظيم على أن تفتح المساجد طوال الشهر للمكوث فيها للصلاة والعبادة والذكر وقراءة القرآن الكريم حتى الانتهاء من صلاة القيام.
وأضاف أنه تم التعميم والتأكيد على أئمة الجوامع والمساجد في مكة المكرمة بضرورة التقيد بالتعليمات الخاصة بإفطار صائم التي من أهـمها عدم جمع التبرعات وحصولهم على الموافقة على ذلك من الإمارة وتكون تحت إشراف ومسؤولية إمام المسجد وتكون الوجبات من مطاعم مرخصة لها وذات جودة عالية وكذلك جرى التعميم والتأكيد على منسوبي الجوامع والمساجد بأدائهم لصلاة التراويح في جوامعهم ومساجدهم بصفة دائمة خلال هذا الشهر الفضيل خاصة في العشر الأواخر.