المقالات

دعاء بـ50 ريال

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

لم يعد مستغربا منظر المتسولين عند الإشارات أو المجمعات التجارية أو المساجد أو غيرها من الأماكن التي تشهد حركة كثيفة من الناس، فالأمر أصبح واقعا مشاهدا ويبدو أن علينا التعايش معه والتسليم لأمره في عدم القدرة على القضاء على هذه الظاهرة السلبية التي كلما تم التشديد عليها ومحاربتها في فترة أطلت علينا بوجهها المشوه في فترة أخرى.

 

ظاهرة التسول لم تبق رهينة الإطار التقليدي ، بل واكبت التطور وأوجدت لنفسها مضمارا جديدا تضيفه إلى مضاميرها السابقة ، خاصة وأنه يصعب السيطرة عليه أو التشكيك فيه في بادئ الأمر ، ذلكم هو مضمار منصة ( X ) والتي لا تكلف المتسول الخروج في الزحام أو المكوث لساعات طويلة أو توزيع أطفال يبيعون المناديل والورد عند الإشارات ، فكل ما يحتاجه المتسول أو المتسولة هو حساب وهمي على المنصة فقط ، ويقوم بعدها بالولوج إلى الرسائل الخاصة لحسابات عشوائية أو حتى مشهورة ومحاولة استمالة أصحابها بكلام منمق يبدأ بالتحية والبسمة الرمزية ويتخلله دعاء الصباح أو دعاء الجمعة ومقرون بأدعية للرزق والترحم على الميت من الأهل وطول العمر للأحياء منهم ، ويستمر الحال أياما معدودات إلى أن يلين قلب صاحب الحساب ويطمئن للمتسول الخبيث فيبدأ بعد ذلك بنسج قصة خيالية وأحداث مريرة وأنه حاليا لا يريد سوى ما يسد به رمق حاجته المتمثلة في مبلغ بسيط (50ريال) وأنه على ثقة بصاحب الحساب وعطفه وحنانه ، فيقع البعض تحت تأثير الكلمات المخدرة والأسلوب المعسول ويتفاعل بتحويل مبالغ مالية قد تستمر لأكثر من مرة ومرتين وثلاث .

 

إن أسلوب الاستدراج بالدعاء في وسائل التواصل من الأمور التي يجب التنبه لها والتنبيه منها، فالأمر في غاية الخطورة على المستوى الأمني والاجتماعي والاقتصادي، فقد يقع صاحب الحساب – من حيث لا يدري – في قضية دعم مخالفين لأنظمة الإقامة أو شبكة إجرامية تهدد أمن الوطن أو مجموعة احتيالية تستهدف سرقة الحسابات المصرفية أو غير ذلك من الاحتمالات التي وقعت سابقا وتم التحذير منها، لذا نجدد التنبيه من التسول الإلكتروني وتطوره واستغلاله الفضاء التقني بعيدا عن الأماكن المكتظة .

 

الخاتمة:

قد يتحول الدعاء لك إلى جريمة عليك.

 

بقلم / خالد النويس

الجمعة 10 يناير 2024 م 

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )  

 

زر الذهاب إلى الأعلى