سارة الخنيزان… امرأة صنعت من الصبر أيقونة

في زوايا الحكايات الإنسانية، تبرز بعض القصص التي تحفر في الذاكرة معاني الوفاء والثبات، وتلهم الأجيال بالصبر وقوة الإرادة. ومن تلك القصص الملهمة، قصة السيدة سارة الخنيزان، زوجة حميدان التركي، التي تحولت من ابتلاء طويل إلى رمز من رموز الصمود والإيمان.
قبل سنوات طويلة، واجه حميدان التركي محنة قاسية في الغربة، أحاطت به ظروف استثنائية كان من شأنها أن تزلزل أركان أي أسرة. غير أن سارة الخنيزان، الشريكة والرفيقة، وقفت في قلب العاصفة، تتحمل مسؤوليات مضاعفة، وتخوض معركة الصمود بثبات لا يتزعزع.
لم تكن سنوات الغياب سهلة، لكنها كانت اختبارًا لإرادة هذه المرأة التي جمعت بين تربية الأبناء، والمحافظة على تماسك الأسرة، والسعي لإيصال صوت زوجها إلى الرأي العام. من خلال كلماتها ومواقفها وتواصلها الدائم، كانت تذكّر الجميع بأن الحق لا يضيع ما دام وراءه مطالب، وأن الأمل حيّ مهما طال زمن الانتظار.
تحولت سارة الخنيزان إلى نموذج ملهم للوفاء الزوجي، إذ جعلت من الصبر قوة، ومن المعاناة رسالة أمل لكل امرأة تواجه المحن. كانت صورة حية لمعنى أن تكون الزوجة سندًا وعضدًا، لا تهتز أمام العواصف ولا تتراجع أمام التحديات.
وحين أذن الله بفرج قريب، وعاد حميدان التركي إلى أرض الوطن، كانت دموع سارة الخنيزان أبلغ من أي كلمات، ولحظة اللقاء اختصرت سنوات من الغربة، وحملت في طياتها انتصارًا إنسانيًا وإيمانًا عميقًا بأن الصبر مفتاح الفرج.
ستبقى سارة الخنيزان رمزًا للمرأة الصابرة الوفية، ودليلًا حيًا على أن وراء كل رجل عظيم امرأة آمنت به حتى النهاية، وأن قصتها ليست مجرد فصل في حياة أسرة، بل هي درس للأجيال في الصمود والإيمان والوفاء.
بقلم : جلوي بن بدر المطيري