المقالات

سعودي واليوم عيدي

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

اليوم تحتفل مملكتنا الحبيبة بوقت سُطِرَت فيه فصول التاريخ بأحرفٍ من نور، فنحن اليوم نحتفل بذكرى خالدة في ذاكرة الوطن… يومٌ يجسد عظمة التحول والوحدة التي عاشتها مملكتنا الحبيبة. إن يومنا الوطني ليس مجرد ذكرى تقويمية، بل هو احتفال يعيد إلى الأذهان قوة العزيمة التي خاضها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، الذي وحَّد شتات الأرض وأحيا الأمل في قلب الجزيرة العربية.

فقبل أكثر من تسعين عاماً، كانت المملكة ساحةً للتنوع والتعددية الثقافية، إلا أن الرؤية الثابتة والوحدة التي سعى إليها المؤسس العظيم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه، مرورًا بأبنائه البررة، وصولاً إلى مولاي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان حفظهم الله، هي السند الذي ارتكزت عليه مسيرة التنمية والازدهار. إن حكامنا قد تجسد فيهم المثال الأسمى للالتزام بالمبادئ والقيم، وعملوا بتفانٍ لرفع شأن الوطن وتعزيز مكانته. إن عزيمتهم وإرادتهم لا تُضاهى، ويعكسون بحكمتهم ورؤيتهم الثاقبة تجسيدًا لرؤية وطنية عميقة، ساهمت في رسم مسارات أهدت الوطن للوحدة والتطور. فاليوم، وفي هذه المناسبة العظيمة، نعيد ذكرى رحلة وطن امتدت من أسس النهضة إلى قمة التقدم والرقي  وهذا اليوم يرمز إلى قوة الإرادة التي أسستها الأجيال الماضية، ويُذَكِّرنا بحجم المسؤولية التي نتحملها للحفاظ على مكتسبات الوطن ورفع رايته عاليًا.

ففي هذا اليوم، يتعانق الماضي والحاضر، وتُسطر القصص التي تُرّسخ في الذاكرة، لتُزيد من عراقة التاريخ وتُبني آمال المستقبل. إن احتفالات اليوم الوطني بها معانٍ أسمى من مجرد الاحتفال؛ فهي تجسيد للرؤية المشتركة، وإدراك عميق للجهود المستمرة من أجل تعزيز الهوية الوطنية وصونها.

فمنذ بداية رحلتها هذه قد شهدت مملكة العز تطورات مذهلة في مختلف المجالات، من الاقتصاد إلى الثقافة، ومن التعليم إلى التكنولوجيا  وهذا النجاح لم يكن ليتحقق لولا الروح الوطنية التي تسري في عروق كل مواطن، ولولا قيادة حكيمة استشرفت المستقبل ووضعت لبنات صلبة لبناء دولة حديثة وقوية.

وإلى جانب التقدير العميق للماضي، ننظر اليوم بفخر إلى الإنجازات التي تُمثل ثمرة الجهود المبذولة. ومع كل إنجاز من كل هذه الإنجازات، يتجدد العهد بالعمل الجاد والإخلاص، ويُزَاد الإصرار على دفع عجلة التنمية ورفعة الوطن.

ففي هذا اليوم المجيد، نعبر عن فخرنا واعتزازنا بوطننا الحبيب، ونؤكد التزامنا بمبادئ الوحدة والولاء ونحتفل بروح من التعاون والإبداع التي تسهم في رسم معالم الغد الأفضل، ونعاهد أن نبقى على العهد، مستلهمين من روح القيادة الحكيمة ومن تضحيات الأجداد، ساعين إلى بناء مستقبلٍ مشرقٍ لأجيال قادمة.

فاحتفالنا باليوم الوطني السعودي ليس احتفال بذكرى عابرة، بل تأكيداً لاستمرارية النماء والازدهار، ولنزيد العزيمة على المضي قدمًا نحو تحقيق الرؤى والطموحات، مستشرفين بعيونٍ مشرقة أفق الغد الذي يليق بتاريخ وطننا العظيم.

 

الكاتب / طارق محمود نواب

الاثنين 23 سبتمبر 2024

للأطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )

 

زر الذهاب إلى الأعلى