اشتباكات قرب موقع للأسلحة الكيماوية في سوريا

صراحة – وكالات : قصفت طائرات حربية سورية أهدافا تسيطر عليها قوات المعارضة بالقرب من موقع رئيسي للأسلحة الكيماوية يوم الجمعة في قتال يسلط الضوء على المخاطر التي يواجهها فريق دولي مكلف بالتخلص من ترسانة الأسلحة الكيماوية في سوريا.
ومن المقرر أن تزور منظمة حظر الأسلحة الكيميائية التي فازت يوم الجمعة بجائزة نوبل للسلام 20 موقعا في سوريا للتحقق من تدمير ألف طن من المواد الكيماوية.
وتؤدى المهمة في غمار حرب أهلية قتلت أكثر من 100 ألف شخص في تحد لم تشهد المنظمة مثيلا له من قبل. وتعرض أعضاء من المنظمة لإطلاق النار قرب دمشق في أغسطس آب الماضي.
وزار مفتشو منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ثلاثة مواقع لم يكشف عنها في أول أسبوع لمهمتهم في سوريا ويقولون إن السلطات السورية تبدي تعاونا. لكنهم سيواجهون تحديات كبيرة في الوصول إلى مواقع تخضع لسيطرة قوات المعارضة أو مناطق يدور صراع فيها.
وقال نشطاء إن الغارات الجوية استهدفت بلدة السفيرة على أطراف مجمع عسكري مترامي الأطراف يعتقد أن فيه منشآت لإنتاج الأسلحة الكيماوية وذلك بعد ليلة شهدت اشتباكات بين مقاتلي المعارضة وقوات الأسد في قرية قريبة.
وخاض الجيش السوري قتالا ضاريا من أجل استعادة السيطرة على مجمع السفيرة العسكري وهو يحاول الآن استعادة السيطرة على البلدة من وحدات المعارضة ومن بينها جبهة النصرة وتنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام المرتبطان بتنظيم القاعدة.
وإذا لم يتمكن الجيش من دحر هؤلاء المقاتلين فإن أي محاولة من خبراء منظمة حظر الأسلحة الكيميائية لزيارة السفيرة ستكون محفوفة بالمخاطر.
قال رامي عبد الرحمن من المرصد السوري لحقوق الإنسان إن الزيارة مستحيلة في الوقت الحالي مع الاشتباكات والغارات الجوية لاسيما أن هناك وجودا قويا للدولة الإسلامية في العراق ولجبهة النصرة اللتين لا تثقان في المجتمع الدولي.
ودعا أحمد أوزومجو المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية يوم الأربعاء إلى وقف مؤقت لإطلاق النار للسماح لخبراء المنظمة بالعمل في أمان في مناطق الصراع لكن عبد الرحمن قال إن مقاتلي جبهة النصرة والدولة الإسلامية في العراق والشام لا يحترمون الدعوات لوقف العمليات الحربية.
وقال بيان أصدرته منظمة حظر الأسلحة الكيميائية والأمم المتحدة اليوم الجمعة إن الخبراء حققوا “تقدما جيدا” في التحقق من صحة المعلومات التي قدمتها سوريا وإن المواد التي جرى تدميرها إلى الآن اشتملت على ذخيرة ومعدات لإنتاج الأسلحة الكيماوية.
وقال دبلوماسي غربي في الشرق الأوسط يتابع العملية إن التعاون الذي أبدته الحكومة السورية ينبغي أن يلقى خطوة مقابلة من جانب مقاتلي المعارضة تتمثل في تمكين المفتشين من الوصول دون عوائق إلى مناطق الصراع وفي تأمين عملهم بشكل كامل.
وتابع قائلا “هناك علامات واضحة من الفريق المشترك في سوريا على أن الحكومة تقوم بمسؤوليتها… لكن بغض النظر عن مدى انفسام المعارضة فإن الوضع سيبدو سيئا للغاية إذا أظهر المشهد تعاونا كاملا من جانب الحكومة وتعطلا لعمليات التفتيش بسبب مشكلات مع المعارضة.”
ولم يتم إلى الآن تدمير أي من المواد الكمياوية الفعلية واقترحت الولايات المتحدة على منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الاستعانة بوحدة تدمير متنقلة أمريكية وهو بديل يعتبر مفضلا على نقل المواد الكيماوية إلى خارج سوريا لأنه يحظر قانونا على معظم الدول استيرادها.
ووافقت سوريا على تدمير مخزوناتها من الأسلحة الكيماوية بعد أن هددت الولايات المتحدة بشن هجمات جوية ردا على هجوم بغاز السارين السام قتل مئات في ضواحي دمشق قبل ستة أسابيع. وحملت واشنطن قوات الأسد مسؤولية هذا الهجوم لكن السلطات السورية قالت إن قوات المعارضة هي التي نفذته.
وبينما تركز الاهتمام الدولي على تدمير الأسلحة الكيماوية احتدم القتال بالأسلحة التقليدية.
وقال نشطاء في المعارضة إن قوات الجيش السوري ومقاتلي ميليشيا شيعية موالية للأسد سيطروا يوم الجمعة على ضاحيتين جنوبيتين في ريف دمشق وقتلوا ما لا يقل عن 70 شخصا.
وتعزز السيطرة على المنطقتين الواقعتين بين طريقين رئيسيين يؤديان جنوبا إلى الأردن سيطرة الأسد على خطوط إمداد رئيسية وتضغط على وحدات المعارضة المحاصرة منذ أشهر في ضواح تقع شرقي وجنوب غربي المدينة.
ويحاول الأسد إحكام قبضته على وسط البلاد والساحل والعاصمة وهي منطقة عمليات مهمة بالنسبة لحلفائه الشيعة القادمين من الخارج.
وقال نشطاء إن ستة أشخاص لقوا حتفهم في ضاحية سقبا شرقي دمشق بنيران المدفعية أو قذائف المورتر التي أصابتهم وهم يغادرون المسجد بعد صلاة الجمعة.
ويواجه طرفا الحرب في سوريا اتهامات بارتكاب جرائم حرب. وقالت منظمة هيومن رايتس ووتش المدافعة عن حقوق الانسان يوم الجمعة إن قيام مقاتلي المعارضة السورية بقتل 190 مدنيا في محافظة اللاذقية قبل شهرين يعد دليلا على ارتكاب جرائم ضد الانسانية.
وقالت المنظمة إن العديد من القتلى أعدمتهم جماعات متشددة بعضها على صلة بتنظيم القاعدة عندما اجتاحت مواقع للجيش فجر يوم الرابع من أغسطس آب قبل أن تقتحم عشر قرى قريبة يقطنها أفراد من الطائفة العلوية التي ينتمي لها الأسد.