محليات

الشؤون الإسلامية تطل على أمريكا عبر تطبيق (سكاي بي)

صراحة – خالد الحسين :  شارك الدكتور عبدالله بن فهد اللحيدان مستشار معالي وزير الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد المشرف على برنامج التبادل المعرفي بالوزارة ، في ندوة تحت عنوان: (مستقبل التسامح الديني في الإسلام) ، نظمها مركز حوار الأديان التابع لمدينة كانزاس في ولاية ميزوري بالولايات المتحدة .. شارك فيها ديفيد نيلسون ، وفيرن بارنت من الولايات المتحدة .
تحدث في البداية كبير القساوسة في الكنيسة الكاثوليكية بكانساس البروفيسور ديفيد نلسون ، حيث أوضح المشاكل التي يمر بها العالم بسبب عدم التسامح الديني ، وأن بداية المعرفة الكاملة لمعظم الأمريكيين تبدأ مع أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م ، موضحاً أن علينا القيام بأدوار هامة لتحقيق التعايش ، ضارباً المثل بمدينة كانساس حيث يعيش أتباع أديان مختلفة في سلام .
ثم تحدث الدكتور فيرن بارنت الوزير الفخري السابق للبحوث الدينية قائلاً : إن المسيحية والإسلام يدعوان للسلام ، لكن ظهرت تفسيرات دينية أدت إلى التطرف والعنف .. موضحاً أنه حتى في تاريخ المسيحية مرت فترات من عدم التسامح، مثل فترة الحروب الصليبية ، ولكن الغرب تحرك وانتقد عدم التسامح واستعرض تاريخ المصلحين في الغرب ، والآن على الإسلام أن يقوم بشيء مشابه .
من جانبه ، أوضح الدكتور عبدالله اللحيدان أن التسامح هو سمة الإسلام المميزة ، وقد أوضح ذلك عدد من المستشرقين ، كان من أهمهم توماس ارنولد المستشرق البريطاني ومؤلف كتاب “الدعوة إلى الإسلام” ، حيث أوضح أن من أهم أسباب انتشار الإسلام التسامح الذي مارسه المسلمون حين لم يجبروا أحداً على التخلي عن دينه ، وظلوا يعاملون الأقليات معاملة حسنة لم يشهد التاريخ لها مثالاً .. مطالباً الحضور بالعودة للكتاب .
وقال الدكتور اللحيدان : في البداية تقبل علماء ومفكرو الإسلام الحضارة الغربية ، وطوال القرن التاسع عشر الميلادي على أنها حضارة التسامح والعلم والإنسانية ، ولكن هذه الرؤى بدأت تتغير في نهاية القرن التاسع عشر .. فما الذي حدث ؟ الذي حدث هو غزو القوى الأوروبية للدول الإسلامية واستعمارها وإذلالها، ثم بعد ذلك ــ وفي مطلع القرن العشرين ــ سقطت الخلافة، وفي منتصف القرن احتلت فلسطين ، وأحس مفكرو الإسلام أن الحضارة الغربية حضارة ظلم واضطهاد ، وضاعت معطيات الحضارة الغربية الإيجابية وسط هذه السلبيات ، وبدأت مرحلة من الانغلاق وحماية الهوية عند المسلمين .
وأضاف : منذ السبعينات شهد العالم الإسلامي عودة للدين ، ثم ومع سقوط الاتحاد السوفيتي في التسعينات بدأ مفكرو الإسلام يحسون بالثقة ، وأنه لا خوف على الهوية الإسلامية ، فبدأوا يطالبون بالانفتاح على الحضارة الغربية ، والاستفادة من إيجابياتها ، والتعاون معها .. لكن هذا أيضاً واجه ظهور تيار التطرف الذي هو من بقايا مرحلة حماية الهوية ، والذي لجأ للإرهاب والعنف لتخريب مرحلة الانفتاح، وبدعم من دوائر سياسية دولية ، ولأهداف غامضة لم تتكشف بشكل تام حتى الآن .
وأشار الدكتور عبدالله اللحيدان إلى ما تقوم به حكومة المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، وسمو ولي عهده الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ــ حفظهما الله ــ من جهود ضخمة لمحاربة التطرف لعل آخرها إنشاء مركز عالمي لمكافحة التطرف ونشر التسامح “اعتدال”، كما أن للهيئات الإسلامية في المملكة جهوداً آتت ثماراً طيبة في مقدمتها جهود هيئة كبار العلماء التي شددت وأكدت على حرمة الإرهاب والعنف ضد أتبا ع الأديان ، وأهمية حمايتهم وإعطائهم حقوقهم ، مبينناً أن علماء الإسلام ومفكريه، يدعون للتسامح والتعاون ، ومحاربة التطرف، وتنظم المؤتمرات والندوات لرفض الإرهاب .
واختتم الدكتور اللحيدان حديثه قائلا : إن وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد تقوم بجهود ضخمة لإعادة تدريب مئة ألف إمام وداعية لمكافحة التطرف ونشر الاعتدال ، وقد أنشأت برنامج التبادل المعرفي للتعارف مع أتباع الأديان الأخرى ، والدعوة إلى التعايش .. موكداً أن نجاح الدول الإسلامية بهذه الجهود يعتمد ــ أيضاً ــ على تعاون المجتمع الدولي لهزيمة الشر والإرهاب ، وتوقُّف بعض الدول عن دعم الإرهاب لتحقيق أهداف غامضة .. مقدماً الشكر والتقدير ــ في ختام الندوة ــ للمنظمين ، واستعداد “برنامج التبادل المعرفي” الدائم للمشاركة في أي جهد صادق للوصول للحقيقة، والتعاون على البر والتقوى .

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى