التبرع بالدم.. قدوة القيادة ونهج المجتمع

تبرع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان بالدم لم يكن مجرد إجراء صحي، بل هو موقف إنساني يعكس رؤية مختلفة للقيادة: قيادة تعتبر أن المسؤولية المجتمعية تبدأ بالفعل لا بالكلام. هذا الموقف سبق أن جسّده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله- حين بادر هو الآخر بالتبرع بالدم، ليؤكد أن ثقافة العطاء متأصلة في القيادة السعودية.
التطوع كقيمة وطنية
التبرع بالدم صورة من صور التطوع الذي أصبح سمة بارزة في المجتمع السعودي، خصوصًا مع تزايد المبادرات الوطنية التي تشجع على البذل والعطاء. فالتبرع هنا ليس مجرد مساهمة فردية، بل هو فعل يعكس إحساسًا عميقًا بالمسؤولية تجاه الآخرين، ويؤكد أن حياة كل فرد في هذا الوطن مسؤولية جماعية.
القدوة قبل الدعوة
القيادة حين تكون قدوة، فإنها ترسم مسارًا واضحًا للمجتمع كله. تبرع ولي العهد بالدم يرسل رسالة قوية مفادها أن العمل الإنساني هو جزء أصيل من بناء الوطن، وأن التطوع لا يقتصر على مبادرات منظمة فقط، بل يبدأ من الفرد نفسه.
تعزيز روح التكاتف
في مثل هذه المواقف، يبرز التكاتف الوطني بأبهى صوره. فالتبرع بالدم يجمع بين المواطن والقائد على مبدأ واحد: أن العطاء حياة، وأن الوطن لا ينهض إلا بجهود أفراده جميعًا. هذه الروح الجماعية تعزز صورة المملكة كمجتمع متماسك ومتعاون، يقدم نموذجًا ملهِمًا في المسؤولية الاجتماعية.
خاتمة
تبرع ولي العهد بالدم هو أكثر من مجرد عمل إنساني؛ إنه رسالة واضحة بأن المجتمع القوي هو المجتمع الذي يبني نفسه بالعطاء والتكاتف. وحين يقود القادة هذه الرسالة بالفعل، فإنها تصبح ثقافة راسخة يلتزم بها المواطنون جيلاً بعد جيل.
بقلم / د. عبدالله بن قاسم بن دغيّم
متخصص في علم الاجتماع التنمية والتغير
السبت 23 أغسطس 2025 م
للاطلاع على مقالات الكاتب ( أضغط هنا )