المنوعات

طرق حماية وتقديس عناصر المناخ في مصر القديمة

صراحة – د / احمد عبدالمتعال

تآثر المصري القديم بالحفاظ علي عناصر البيئة المصرية في كتاباته المصرية القديمة معبراً عن الأشياء المادية الموجودة في الطبيعة ومظاهرها المختلفة وما كان يحيط بها من كائنات حية من حيوان وطيور وأسماك وعناصر بيئية ونباتية ، فنجد علامات ترمز إلي الأرض والسماء والشمس والقمر، والجبال ، والبحار ، والنباتات مثل البردي واللوتس ، والبوص ، والأثل ، وزعف النخل ، والجميز ، والفواكه والخضروات ، وعناصر الحيوان مثل الوعل ، والحمار ، الثور ، الثعلب ، الكلب ، أبن آوي ، الكبش ، التمساح والثعابين والأسماك ، وعلامات الذهب والنحاس والحديد في التعبير عن المناجم والمحاجر.

تقديس المصري القديم لنماذج من عناصر المناخ .

1- نهر النيل.

كان هو أساس الحياة المادية والإجتماعية فهو الأب الحاني للحضارة المصرية ، وقدسه المصري القديم في صورة الإله حعبي تعبيراً عن الفيضان ، وأقاموا له الأعياد والإحتفالات ، وسجلوا له مجموعة من الأناشيد والتراتيل الدينية كتعبير للمحافظة والإحتفال به، وكان لهذا الفيضان أهمية إقتصادية أدركها المصري القديم فالفيضان العالي يعني رخاء البلاد ، أما الفيضان المنخفض يعني عدم كفاية الماء لري الأرض مما يؤدي إلي ضآلة المحصول واضطراب العدالة الإقتصادية يؤدي ذلك إلي مجاعة ، كما أنه ربط بين أجزاء مصر وأقاليمها بعضها البعض ، فقد أدي إلي الترابط وسهولة التواصل بين حكام مصر في الشمال والجنوب ، وبذذلك أصبحت مصر دولة ذات تجمع سياسي قوي متماسك، وقد عبر المصريون القدماء أنفسهم عن هذا الدور الذي يقوم به النيل في توحيد أراضي البلاد في مناظر منقوشة علي قاعدة تمثال رمسيس الثاني أمام معبد الأقصر يمثل نيل الدلتا ونيل الصعيد في هيئة بشرية ويتوج رأسهما نباتي اللوتس والبردي اللذين يرمزان إلي نباتات القطرين ” سما تاوي ” وحدة الأرضين.

2- الأرض.

عرف المصري القديم حماية واستغلال الأراضي بإعتبارها مصدراً للغذاء فأطلق عليها تسمية تا t3 وتشابهت مع علامة الخبز في حرف التاء باعتبار الخبز يظهر في جميع صيغ القرابين الرسمية كأول ما يطلبه المتوفي من خيرات كما عبر عن ذلك في تسميته تا كمت أي الأرض السوداء تعبيراً عن طينة الأرض المغطاة بالطمي والطين الأسود عكس الصحراء الجرداء.

استدل المصري القديم في التعبير عن كل عناصر الأرض وكما ذكرنا بأن حعبي معبود النيل ، ونزيد ذلك بذكر رب النباتات نبري ، ورب الأراضي الصحراوية حتحور في سيناء ، ومين سيد الصحراء الشرقية ، وسخمت سيدة النوبة.

3. تقديس عناصر الطبيعة .

تأثر المصريون القدماء بالظواهر الطبيعية في حياتهم اليومية فهناك ظاهرة ظهور وغروب الشمس وظهور واختفاء القمر ، وهبوب الرياح والعواصف ، ونزول الأمطار ، وجريان نهر النيل وتعاقب الفيضان ، وتجدد خصوبة الأرض ونمو النباتات ونضوجه ، كلها ظواهر طبيعية يرجع السبب في حدوثها إلي القوي العليا والخفية التي فاقت قدراتها قدرات البشر ، وأطلقوا عليها إسم نثرو أي معبودات أو أرباب.

وكان المصريون إلي جانب ذلك يعتقدون أنهم مدينون بمباهج الحياة وما في أرضهم من خيرات ونعم ، وما في بيئتهم من موارد لهذه المعبودات والأرباب التي اختارت أرض مصر موطناً ، أو للخوف والرهبة منها والرغبة في اتقاء شرها فقد عبدت التماسيح في الأماكن التي تقترب من الجزر والبحيرات مثل كوم امبو والفيوم ” بحيرة ميرس ” ، والثعابين والأفاعي في منطقة التلال الغربية من الوادي حيث يكثر وجودها هناك ، والصقور في التقاء الوديان أو الطرق الصحراوية ، والذئب في تلال أسيوط ، والقطط في بوباستت .

زر الذهاب إلى الأعلى