محليات

بيت أمير البحر نافذة جداوية على تاريخ المملكة يقبع في طي النسيان

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

130627093100893

صراحة – متابعات :

ترتسم تفاصيل الأحداث التاريخية في مدينة جدة في الكثير من المباني القديمة، تحفظ جدرانها الكثير المثــير من مـجريات الأيام الخوالي، لتشكل هدفاً لحاملي علامات الاستفهام من الباحثين عن تفسيرات لكثير من الأحداث المعاصرة استناداً على التاريخ.

ولم يدفع منظمة «اليونسكو» لإدراج منطقة البلد أو جدة القديمة ضمن المناطق المشمولة برعايتها إلا لما تحمله مساكنها ذات الرواشين من إرث تليد، لا تزال مثاراً للكثير من الأساطير والحكاوي، التي صاغت رونقاً خاصاً لتلك المنطقة.

في حي البغدادية القديمة يقبع مبنى تاريخي، خلف جامع الجفالي وسط مدينة جدة، كان يسمى بـ «بيت أمير البحر»، تثار حوله الكثير من الإشاعات، وتروى قصص تحاول تفكيك الغموض الذي لا يزال يلفه، فهناك من يقول إنه كان كنيسة تابعة للفاتيكان، لتفسير عدم هدمه حتى الآن، إذ يستوجب ذلك البقاء عليه حتى يفنى ويندثر من تلقاء نفسه، وتحول الموقع الآن إلى مرتع للعابرين ومكباً للنفايات، إذ يستخدمه البعض كـ«دورة مياه» بسبب الإهمال.

يوضح مدير إدارة تطوير العمران بجامعة الملك عبدالعزيز الدكتور عدنان عدس أن المبنى كان يعرف بـ «بيت أمير البحر» وهو المبنى الذي كان البحارة يشرفون منه على كامل النشاطات البحرية وأعمال السنابيك والسفن وحركة الميناء، وكان يستخدم فيما مضي من قبل البحارة الأوروبيين الذين كانت ترسو سفنهم في ميناء جدة قبل «العهد السعودي»، وأقول «هذا لا يعني أن أي مبنى استخدم من قبل أجانب غير مسلمين يجب أن يطلق عليه كنيسة.

ويشير إلى أن المبنى يتميز بتصميم حجازي في كل تفاصيله من فتحات وأشكال هندسية، وهو ما ينفي إشاعة كونه كنيسة، لانه بعيد كل البعد عن البناء الروماني، وشكل الكنائس التقليدية المعروفة.

ويؤكد الدكتور عدس على أنه لم يتوصل أي باحث أو مهتم بالآثار حتى الآن إلى معرفة تاريخ المبنى أو سنة إنشائه، وكشف عن توجه سعودي لإنشاء مركز للأبحاث خاص بالتراث العمراني، كامل التجهيز، من خلاله سيتمكن الباحث من تحديد عمر وسنة إنشاء المباني التراثية، وقال «المباني في الغرب يسهل معرفة تاريخها من خلال تدوين سنة الإنشاء، واسم الشخص الذي أنشأها، ووضع بعض التعويذات التي تحمي هذا البناء لسنوات طويلة بحسب اعتقادهم».

ويستدرك «لكن، للأسف، لا نستطع تجديد المبنى المعني أو المساس به لأنه يقع في ملكية خاصة، لذا لم نقم بعمل أي شيء لهذا المبنى، أو حتى القيام بنقله لمكان آخر حفاظاً عليه».

ويضيف «نحن نشتهر بالتراث البحري الذي يوجد في مدن الخليج كافة ولكن السعودية هي أقل نصيباً منه، إذ يحفظ هذا التراث السفن القديمة، بقايا الأجهزة الملاحية، والموانئ التي لم تعد صالحة للاستخدام، وبرغم أن جدة كانت تعتبر أكبر بورصة لبيع القهوة في المنطقة، فكان يأتي إليها البن من اليمن والصومال ليأتي الأوروبيون لشرائه منها، وكان ذلك يجري حتى فترة قريبة».

ويحدد عدنان عدس اشتراطات المبنى الأثري بقوله «يطلق على المبنى تراثياً إذا اكتملت فيه معايير عمرانية وتراثية محددة، حددتها منظمة اليونسكو، وهي نتاج مجموعة عاشت في ظروف معينة، وتحت سياسة معينة، ومجتمع معين، حتى نتجت هذه العمارة، وهذا المبنى يحمل كافة المعايير التي تجعله من الآثار والتراث الذي يجب المحافظة عليه، إذ يجب علينا أن نتشارك مسؤولية الحفاظ على هذا التراث مع الحكومة وهيئة السياحة والآثار للحفاظ عليه من الزوال».

وتمنى أن ينشأ متحف أثري كبير، يرقى للطموحات كافة، كون السعودية بيئة ذات حضارة قديمة، تحمل في طــياتها الكـثير من الآثار التي تستحق الحفاظ عليها.

من جهته، أشار المتحدث الرسمي لأمانة محافظة جدة المهندس سامي نوار إلى توصيات وتوجيهات من أمين محافظة جدة هاني أبو راس حول ضم هذا المبنى للمنطقة التاريخية والحفاظ عليه، وقال «بحسب الخرائط القديمة كان المــبنى هو بيت «أمير البحر» إلا أننا لم نتوصل إلى معرفة ما إذا كان المبنى ملكية خاصة أو لا، ولكن سيتم التحقق من ذلك، وسنعمل على صيانته بالتعاون مع جهات عدة لتجديده والحفاظ عليه». ( الحياة )

زر الذهاب إلى الأعلى