القسم الداخلي

غرامة المليون

في ظل الحب العميق للرياضة في المملكة العربية السعودية تظهر ظاهرة التعصب الرياضي بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، وتشكل جزءًا لا يتجزأ من تعاطي الجمهور الرياضي لأحداث المنافسات الرياضية، وقد يتجلى في مختلف الأوجه، سواء كان ذلك في الملاعب أو على منصات التواصل الاجتماعي. بالرغم من هذا التعاطي من الجمهور إلا أن 54.5% يرون أن التعصب أفقد المباريات المتعة الكروية.

يظهر التعصب الرياضي بشكل واضح في مدرجات الجماهير المتحمسة التي تُطلق الهتافات والشعارات لصالح فريقها المفضل. ويتجاوز ذلك إلى إطلاق الهتافات والعبارات المسيئة للفريق المنافس وجماهيره مما قد يُسبب أحداث شغب وعنف بين مشجعي الفرق المتنافسة.

كما تسهم طبيعة وسائل التواصل الاجتماعي في تصعيد التعصب الرياضي، حيث يتبادل المشجعون آرائهم وانتقاداتهم إلى حد السب والشتم وذلك بسبب سهولة إخفاء الهوية، مما يُثير التوتر والانقسامات بين محبي الرياضة.

التعصب الرياضي ليس مجرد انتماء إلى فريق رياضي معين، بل هو تجاوز للحدود السليمة التي تؤدي إلى تقسيم المجتمع وزعزعة السلم الاجتماعي. وهي ظاهرة تستحق الاهتمام وإيجاد الحلول لمواجهة تداعياتها السلبية وتعزيز قيم الروح الرياضية والانفتاح على التنوع والاحترام المتبادل.

تتطلب مكافحة التعصب الرياضي جهودًا مشتركة من الجهات المعنية، والمؤسسات الرياضية، والمجتمع، وحتى الأفراد. ينبغي تشجيع ثقافة الروح الرياضية وتعزيز الوعي بأهمية الاحترام المتبادل والتسامح في المنافسات الرياضية. يمكن تحقيق ذلك من خلال تنظيم حملات توعية، وورش عمل، وبرامج تدريبية تستهدف جميع فئات المجتمع.

شاركت بعض الجهات الحكومية مثل وزارة الرياضة ووزارة الإعلام في إصدار قرارات جديدة وتطبيقها. وبحسب القرارات تم اتخاذ إجراءات تمنع وسائل الإعلام من نشر ما يؤدي إلى التعصب الرياضي، ومن أحد هذه الإجراءات ما أصدرته الهيئة العامة لتنظيم الإعلام من عقوبة نشر أي تجاوزات تأجَّج التعصب الرياضي عبر منصات الإعلام بغرامة مالية تصل إلى مليون ريال سعودي.

يُعد التعصب الرياضي ظاهرة تعاني منها دول العالم، وعلى الرغم من تصاعده إلا أنه يجب أن يكون مُحاطاً بالوعي والمسؤولية، وأن تعزز قيم الروح الرياضية وتقبل الهزيمة كونها ليست نهاية العالم.

 

  تحرير الطالبات:

فاطمة الرصيص – منار عسيري – نوره آل روق – أبرار الأحمد

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى