المقالات

من أحسن الأدب أمن العقوبة

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

في كثير من المواقف السلبية التي نشاهدها أمامنا في الحياة الواقعية أو الإفتراضية وخاصة الفردية منها نستحضر أمامنا القول المشهور ( من أمن العقوبة أساء الأدب ) كدليل على الإستهتار بالنظام وعدم استشعار المسؤولية والضرر الواقع على الآخرين وظن المخالف بأنه ناج من العقاب عند ارتكاب تلك التصرفات .

وبما أن هذه النظرة هي المتعارف عليها بين الناس تجاه صاحب المواقف السلبية في الأماكن العامة إلا أن ماتغفل عنه نظرة الناس أو لاتهتم له هو ذلك الشخص الذي يلتزم بالنظام المتبع في مجتمعه ويراعي الذوق العام من حوله وينضبط بالسلوكيات العامة ، ويأتي إغفال الناس لتلك النظرة كونها هي الفطرة الطبيعية التي نشأوا عليها وأنها هي الأساس في علاقة الفرد بمجتمعه ، لذا أصبح التركيز على المخالف لها وأهملوا الملتزم بها والذي من المفترض أن يتم تشجيعه ودعمه وإبرازه في المجتمع حتى يكون دافعا له للإستمرار في التزامه وانضباطه ، ومن ناحية أخرى حتى يكون نموذجا يحتذى به لدى الآخرين وخاصة من جيل الشباب الذي يرى بعضهم أن عدم التقيد بالتعليمات فيه نوع من القوة وإثبات الذات وفرض قوة الشخصية أمام أعين الآخرين .

كم هو جميل لو تم تبني فكرة تكريم الشخصيات التي تلتزم بالنظام العام وتستشعر المسؤولية الوطنية والمجتمعية التي تقع على عاتقها وتعكس صورة مشرفة للمواطنة الصالحة التي يعول عليها الوطن في بناء نهضته ومستقبله أمام العالم ، ولعلنا نذكر مثالا على ذلك حينما كانت إدارة المرور قبل سنين ماضية تكرم قائدي السيارات الذين تخلو سجلاتهم من المخالفات المرورية لفترة معينة بحوافز تشجيعية انعكست على الآخرين بالإنضباط في القيادة وقلة المخالفات ورفع الوعي المروري ، فماذا لو أعيدت تلك البادرة في زمننا هذا وكيف سيكون أثرها في التخفيف من السلوكيات السلبية التي نراها يوميا في شوارعنا ؟ نعتقد أن ذلك سيكون عرفانا لمن أحسن الأدب مع ذاته أولا ومع المجتمع ثانيا فأمن بذلك من تعريض نفسه للعقوبة الرادعة التي استحقها غيره باستهتاره ولامبالاته .

الخاتمة :
مثلما نقول للمسيء أسأت يجب أن نقول للمحسن أحسنت.

بقلم / خالد النويس

الاحد 13 يوليو 2025م

زر الذهاب إلى الأعلى