محليات

البدير في خطبة الجمعة: ما للعيون ناظرةٌ ولا تُبصر وما للقلوب قاسيةٌ ولا تُفكّر وما للنفوس ناسية ولا تذكُر

g (2)_m

صراحة – فيصل القحطاني :ذكر فضيلة الشيخ صلاح بن محمد البدير إمام وخطيب المسجد النبوي في خطبة الجمعة اليوم أن الدنيا قليل يفنى , و نعيم الآخرة جليل يبقى ،عن المُستورَد بن شدّاد – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم:- ” والله ما الدنيا في الآخرة إلا مثل ما يجعلُ أحدكم إصبعّه في اليّمِ, فلينظُر أحدُكم بمَ ترجِع ” أخرجه مسلم

وبيّن فضيلته : أن الدنيا كالماء الذي علِقَ بإصبع غامِسِها في البحر الزخّار, والآخرةُ هي سائرُ البحر الخِضَمّ الذي طغت أمواجُه , وعلا هياجه , فكيف يفرط في نعيم الآخرة مفرط لأجل دُنيا دنِيّة قد أفِدَ منها الترحُل , وأرف عنها التزيُل ؟! ولم يبقَ منها إلا حماةٌ شرٍّ , وصُبابَة كَدَر , و أهاوِيلُ عِبَر , وعقوبات عُبُر , وإرسال فِتن , وتتابع زعازِع وتفريط خلَف , وقِلّة أعوان في عيش مشّوبٍ بالنّغَص ممزوج بالغصص .

وتابع فضيلته : أن الدهر ذو عِبر يجري بها قدَر , مُلكّ يُنزع , وعافيةٌ تُرفع , وبلاء يقع وأن كل مخلوق للفناء, و أنه لا يدومُ غيرُ ملكِ الباري سبحانه من ملكٍ قهّار مُنفردٌ بالعزِّ والبقاء , وما سواه فإلى انقضاء .

وشدّد فضيلته بالتذكير في أمور موعضاً فقال : ” ما للعيون ناظرةُ ولا تُبصر , وما للقلوب قاسيةٌ ولا تُفكّر , وما للنفوسٌ ناسية ولا تذكُر ؟! أغراها إنظارها و إهمالها , أم بشرها بالنجاة أعاملها ؟! , أم لم يتحقق عندها من الدنيا زوالها أم شملت الغفلة فاستحكم على القلوب أقفالها ؟! ”

وتابع فضيلته قائلاً : من فسح لنفسه المدة ,ومدّ لها المُهلة ,و أقصِر فالأمر ليس إليك , وعلمُ الموت بين يديك , انسيت أننا بشر يلّقّنا قدر! ونحن في سفر نمضي إلى حُفر , والموت يشملّنا والحشرُ يجمعُنا فحتّام لا ترعوِي وتنتهي , حتام سمعُك لا يعِي لمُذكِّرٍ ,وصميمُ قلبك لا يلينُ لعاذلِ .

و في الخطبة الثانية : ذكر فضيلته منوّهاً أنه في أيامنا هذه مع شدة ارتفاع الحرارة فقال : ” يا من تتقون السموم يا من تفرون من الهجير يا من تجزعون من القيظ و حمارّة الصيف يا من تحترزون من آفات الحر بالقطن والكتان والقمصان وتتحصون من شعاع الشمس بالغيران والأكنان والأشجار والبيوت و الأشخاص المظلة و السفر إلى البلاد الباردة و تصونوا من نار جهنم بترك المعاصي فهي أحرى أن تفروا من لهيبها و جمرها و سمومها تفر من الهجير و تتقيه فهلا من جهنم قد فررتا ؟! , فإنكم اليوم في عصر فتن تترى و شرور تتوالى و فنت شبهات و شهوات يرقد بعضها بعضا قد ثار نقعها وآلمّ وقعها في حياة صاخبة تأخذ كل من استشرف إليها إلى الوراء في عقيدة و أخلاقة و ترجعه القهقرة في فكره و سلوكه .

واختتم فضيلته الخطبة بالصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد عليه أشرف الصلاة وأتم التسليم ، ودعا فضيلته بأن يحفظ الله ولاة أمر هذه البلاد وأن يديم علينا الأمن والإيمان وأن يصلح أحوال المسلمين جميهاً في كل مكان وأن يوفق خادم الحرمين الشريفين وولي عهده لما يحب ويرضاه ، وأن وينصرهم بنصره، وأن يحفظ بلاد المسلمين وأن يتقبّل شهداءهم، ويشفي مرضاهم، ويجبر كسيرهم، ويحفظهم في أهليهم وأموالهم وذرياتهم وأن يفرج كربهم ويرفع ضرهم ويتولى أمرهم ويعجل فرجهم ويجمع كلمتهم يا رب العالمين.

سناب صحيفة صراحة الالكترونية
زر الذهاب إلى الأعلى