أبو حليقة: جيلنا تلقى تعليماً أرفع وأجود من تعليم أبنائنا رغم قلة الإمكانات

صراحة – فيصل القحطاني : نفى الدكتور إحسان أبو حليقة رئيس مركز جوانا الاستشاري لتطوير الأعمال أن يكون المال الوفير سبب رئيس في تطوير التعليم وجودته، مبيناً أن الإحصاءات العالمية تشير إلى أن الهدف يعتبر أهم من توفير المال من أجل التعليم.
وفي جلسة “التعليم الأهلي ودوره في الاقتصاد الوطني” ضمن فعاليات “تعليم 2016” قال أبو حليقة: “نضع أبناءنا في المدرسة دون توجيههم أو إرشادهم، وجيلنا تلقى تعليماً أرفع وأجود من تعليم أبنائنا رغم قلة الإمكانات”.
بدورها قالت الأمين العام والرئيس التنفيذي لغرفة التجارة العربية البريطانية الدكتورة أفنان الشعيبي: أنه يوجد في المملكة المتحدة أكثر من 163 جامعة، إضافة إلى أكثر من 382 كلية ومعهد، في الوقت الذي لا توجد وزارة متخصصة بالتعليم العالي في المملكة المتحدة، وإنما يوجد وزير دولة لشؤون الجامعات، إضافة إلى مجلس مختص لتوزيع التمويل الحكومي على الجامعات وتقويمها تقويما دورياً لضمان عدالة توزيع المال العام، مشيرة إلى أن الجامعات البريطانية تحرص على الرفع من جودة التعليم لديها، حيث يسهم قطاع التعليم العالي في المملكة المتحدة بأكثر من 137 مليار جنيه إسترليني، كما يسهم بأكثر من 3% في الناتج القومي.
من جهته، أوضح المدير التنفيذي في برنامج الماجستير في كلية إدارة الأعمال والتكنولوجيا وأستاذ الاقتصاد والتمويل علي التواتي أن الدراسات العالمية أكدت بأن كل سنة تعليم إضافية تزيد دخل الفرد 10% ، وتزيد الناتج الوطني لأي دولة بنسبة 18%، وإذا تعلم كل الأطفال سيصبح 170 مليون شخص في العالم أقل فقراً، مبيناً أن هناك 120 مليون طفل خارج المدارس، و130 مليون طفل آخرين لا يقرؤون ولا يكتبون رغم تجاوزهم الصف الرابع الابتدائي.
من جانبها استعرضت كيم برينغل الصحاف خبيرة التعليم الإقليمي في مدينة الملك عبدالله للطاقة الذرية والمتجددة، خلال ورقة عمل بعنوان “منظوري اتجاه تحديات وفرص الاستثمار في المملكة”، لمحة عامة عن مشهد التعليم في المملكة، خلال الثلاثة عقود الماضية، ووفقا للصحاف فإن التحديات الحالية في الاستثمار بالقطاع التعليمي بالمملكة، تحتاج إلى معالجة بطرق غير تقليدية في ظل وفرة فرص الاستثمار الكبيرة.
من جهة أخرى قال المدير العام لتطوير الأعمال الدولية (Cognition Education) السيد أندرو شورت، أن تجربة التعليم المرئي النيوزيلندية قابلة للتطبيق في التعليم بالمملكة، مشيراً إلى أنه تم نقلها وتطبيقها في 20 بلد حول العالم.
وأضاف خلال تقديمه لورقة عمل في اليوم الختامي من منتدى “التعليم2016” الخام بعنوان “التعليم هو أفضل استراتيجيات الشراكة في القرن الواحد والعشرين”، أن التجربة تهدف لتركيز جهود المعلمين على التدريس ونقل أكبر قدر من المعرفة من المعلم إلى الطالب، وتطوير المخرجات والمهارات التعليمية للطلاب.
إلى ذلك قال روري هينسون خبير الاستثمارات المصرفية أن صناعة التدريب والتعليم في العالم بلغت 5 ترليون دولار، وهي ضعفي حجم صناعة البرمجيات في العالم، وأشار – في جلسة شهدها اليوم الأخير من “تعليم2016” عن تمويل المشروعات الاستثمارية التعليمية – إلى أربعة عوامل أحدثت تغيرات جوهرية في صناعة التدريب والتعليم هي : الرقمنة، التقنية، العولمة، ووسائط الإعلام.
وأوضح هينسون أن المجتمع الحديث يميل إلى إتاحة الخدمة عبر الرقمنة عوضا عن امتلاكها، معتبرا أن صناعة سوق الموسيقى مثال حي على رقمنة صناعة المحتوى، إذ تراجع شراء منتجات الصناعة الموسيقية بعد إتاحة المنتج للتحميل عبر الإنترنت، لافتاً النظر إلى أن التقنية جعلت سوق الوظائف متغير ومتبدل بحسب المهارات التي تتطلبها، كما أن العولمة تجعل 60% من العالم الرقمي في الأسواق الناشئة، مؤكدا أن التعليم الرقمي هو التمهيد الفعلي الأساسي لاقتصاد رقمي.