أئمة مساجد المملكة : حادثة بلدة القديح عمل إرهابى تحرمه الشريعة الأسلامية

صراحة – واس : عبر عدد من أئمة مساجد وجوامع المملكة عن أسفهم واستنكارهم الشديد للتفجير الإرهابى الذى وقع أمس ببلدة القديح بمحافظة القطيف، حيث عبر فضيلة إمام وخطيب المسجد النبوي وقاضي محكمة الاستئناف بالمدينة المنورة الشيخ الدكتور صلاح بن محمد البدير عن بالغ استنكاره واستهجانه الشديدين، للتفجير الإرهابي استهدف مسجدا في بلدة القديح بمحافظة القطيف.
وقال الشيخ البدير في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: إن الأمة لا زالت تتلقى سهام الغدر من الفئات الضالة والتنظيمات الإرهابية الشاذة في عقيدتها وفكرها ومنهجها الذي يقوم على التكفير والقتل والغدر والتخريب والتدمير والتفجير والعبث .
وتابع فضيلته القول ” ما زال هؤلاء الأشرار يستخدمون بعض الشباب الأغرار لضرب الأمة في وحدتها وأمنها واستقرارها بتنفيذ عمليات إجرامية خبيثة تستبيح الدماء المعصومة، ودور العبادة, ومن آخر الجرائم البشعة والمروعة التي يجب على كل عاقل استنكارها ورفضها والتي منها هذه الجريمة التي وقعت في بلدة القديح بالقطيف وراح ضحيتها العشرات بين قتلى ومصابين, محذراً الأمة من أن الإسلام عظَّم شأن الدماء، وحرَّم قتل النفس المعصومة بغير حقٍّ, مستشهدًا بقول الحق تبارك وتعالى ( وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقّ ), ومستدلا بما ورد في السنة النبوية حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم , ” لا تُقتل نفسٌ ظلمًا إلا كان على ابن آدم الأول كِفلٌ من دمها؛ لأنه أول من سنَّ القتل ” وقوله عليه الصلاة والسلام ” لا يزال المؤمن في فُسحةٍ من دينه ما لم يُصِب دمًا حرامًا “.
وأكد الدكتور البدير أن هذا الاعتداء الذي وقع في بلدة القديح عملٌ إجراميٌّ وظلمٌ وعدوان تُحرِّمُه الشريعةُ الإسلاميةُ ولا تُقِرُّه، وهو قتلٌ للنفوس المعصومة المُحرَّمة بغير حقٍّ، وعملٌ إرهابيٌّ يُناقِضُ روح الإسلام ومقاصده التي قامت على العدل ومعاني الرحمة ونبذ الظلم والبغي والعُدوان, منبها إلى أن هذه العملية العدوانية الخبيثة البغيضة التي وقعت تهدف إلى زرع الفتنة في المملكة وزعزعة الأمن وبث بذور الفوضى, مشددًا على أن شعب المملكة يرفض الفوضى والعبث بأمنه واستقراره “.
وقدم فضيلته تعازيه لذوي القتلى ومواساته للمصابين, بما يخفف عنهم مصابهم الجلل, حاثهم على التحلي بالصبر والحكمة .
ودعا الشيخ البدير كل من اغتر من الشباب المسلم بأفكار رؤوس الشر والفتنة بأن يتقوا الله في أنفسهم وأن هذه الأعمال العبثية لا تخدم دين الإسلام ولا تنصر قضيته ولا ترفع رايته ولا تحقق مصلحته بل تجر المفاسد العظيمة والمصائب الكبيرة عليه وعلى المسلمين, التي ما أصيب الإسلام بمثلها قديما وحديثا .
وخاطب الفئة الضالة والمارقة والمغرر بها وكل من تسول له نفسه المساس أو الإخلال بأمن بلاد الحرمين الشريفين بالقول ” لا تُشوِّهوا بهذه الأفعال القذرة والخبيثة الإسلام وجلاله وجماله وكماله بالأفعال الشاذة والفتاوى النادة والسلوكيات العدوانية ، والجرائم الخبيثة التي تأباها نصوصه، وترفضها مبادؤه ومقاصده، وترُدُّها وسطيته وسماحتُه ورحمته، ويستغلُّها خصومُه لإلصاق التُّهَم به، وتشويه صورته، وتنفير الناس منه، وتهييج العداء ضده.”
وفي ختام تصريحه سأل إمام وخطيب المسجد النبوي المولى عز وجل أن يديم على بلادنا أمنها واستقرارها ووحدتها وأن يحفظ خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وسمو ولي عهده الأمين وسمو ولي ولي العهد والشعب السعودي كافة.،
ومن جهته فقد أكد وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي بالمدينة المنورة الدكتور على بن سليمان العبيد أن ما حدث في بلدة القديح بمحافظة القطيف من تفجير في بيت من بيوت الله تقام فيه الصلاة ويقرأ فيه كلام الله وأثناء تأدية فرض من فروض الله, عمل إجرام وحرب لله ورسوله, موردا قول الحق تبارك وتعالى ( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم).
وقال في تصريح لوكالة الأنباء السعودية: إن المباشر للتفجير قتل نفسه وقتل أنفسا معصومة, مستدلا بقوله تعالى ( ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ) وقوله عز من قائل ( ومن يقتل مؤمنا متعمدا فجزاؤه جهنم خالدا فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذابا عظيما ), واصفا تلك الفعلة الدنيئة بأنها عمل فيه ترويع وتخويف وإرهاب لهذه البلاد ولمن جاء يؤدي الفريضة في بيت من بيوت الله استجابة لأمر الله.
وتابع وكيل الرئيس العام لشؤون المسجد النبوي قائلاً : لا شك أن من نفذ هذا التفجير وخطط له وسهل أمره, عدو لله ورسوله وعدو لهذه المملكة التي ترعى الحرمين الشريفين وتحكم شرع الله وتقام في جميع أنحائها شعائر الله, موضحا أن تلك الفئة لا يرضيها ولا يعجبها إلا أن تحيد هذه الدولة عن تطبيق الشريعة الإسلامية المستمدة من الكتاب والسنة, ولكن الله غالب على أمره حافظها بحفظها لدينه.
وسأل الله تعالى للمتوفين الشهادة والرحمة والمغفرة ولذويهم العزاء والصبر, وللمصابين الشفاء والعافية, كما دعاه الله أن يحفظ بلادنا من الفتن وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم.
كما أدان إمام وخطيب جامع الملك فهد بأبها الدكتور عبدالله بن محمد بن حميد الحادث الارهابى قائلاً :” أن ما حصل من جريمة نكراء يوم الجمعة في بيت من بيوت الله التي أمر الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه، في جامع القديح بمحافظة القطيف وراح ضحيتها العديد من المصلين لهو أمر مستنكر تأباه الفطر السوية، بل من الغدر والخيانة والإفساد في الأرض، والله لا يحب الفساد ولا يحب المفسدين والخائنين الذين توعدهم بالخزي في الحياة الدنيا والعذاب الأليم في الآخرة، مبيناً أن الله تعالى توعد المفسدين في الأرض بالعذاب الأليم، كما جاء في قوله تعالى: إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فسادا أن يقتلوا أو يصلبوا أو تقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم “.
وقال الدكتور بن حميد : إن الله حذر في كتابه من قتل النفس المعصومة وتوعد من اقترف تلك الجريمة بأربع عقوبات كما في قوله تعالى : ” ومن يقتل مؤمناً متعمداً فجزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعد له عذاباً عظيما ” وقال سبحانه ” ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق “، مبيناً أن قتل نفس واحدة كقتل الناس جميعاً كما جاء في قوله تعالى : ” من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفساً بغير نفس فكأنما قتل الناس جميعاً ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا “.
وأبان إمام وخطيب جامع الملك فهد بأبها أن ما حدث عمل إرهابي بشع ارتكبته أياد آثمة وقلوب امتلأت بالحقد الأسود، على هذه البلاد المقدسة مما يوجب علينا جميعاً الحرص على أمن هذا الوطن العزيز ووحدته واجتماع كلمته ومحبة ولاة أمره، والدعاء لهم والتعاون مع رجال الأمن في الإبلاغ عن كل من تسول له نفسه الأمارة بالسوء العبث والإخلال بأمن وطننا الغالي أو المس باستقراره ووحدة صفه كائناً من كان، سائلاً الله تعالى أن يحفظ علينا ديننا وأمننا وولاة أمورنا وأن يتغمد شهداء جامع القديح بالرحمة والغفران وأن يسكنهم فسيح الجنان .
كما استنكر مدير عام فرع وزارة الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد بمنطقةعسير الدكتور حجر بن سالم العماري العمل الإرهابي الجبان الذي أدى إلى سقوط عشرات الشهداء والمصابين بمسجد القديح في محافظة القطيف، مؤكدًا أن العمل إجرامي ومنكر شنيع يستهدف أمن الوطن ووحدته ولا يمت للدين بصله.
وقال الدكتور العماري : أن العمل الإرهابي الذي استهدف المصلين أثناء أداء أعظم فريضة وهي الصلاة هو انتهاك لعدة حرمات لحرمة المكان ( المسجد ) وحرمة الزمان ( الجمعة ) وحرمة العبادة ( الصلاة ) وحرمة الدماء المعصومة وحرمة ترويع الآمنين والخروج عن الطاعة.
وشدد الدكتور العماري على أهمية وحدة الصف واجتماع الكلمة في مواجهة أي مفسد وأن نكون يدا واحدة مع علمائنا وولاة أمرنا لقطع دابر الفساد، سائلًا الله عز وجل أن يحفظ بلاد الحرمين من كل مكروه وأن يرد كيد الكائدين في نحورهم إنه سميع مجيب.