محليات

القرية التراثية بجازان تجمع الآباء بأبنائهم في الجنادرية

سناب صحيفة صراحة الالكترونية

 

 

160977_1392625342_6390صراحة-واس:تمكنت القرية التراثية بجازان من جمع الآباء مع أبنائهم من ذوي المهن والحرف اليدوية القيمة في خطوة تعد الأولى من نوعها في المهرجان

الوطني للتراث والثقافة الـ 29 بالجنادرية ، للحفاظ عليها من الاندثار وتخليدًا لأسماء العوائل المختصة بهذه المهن ، بحيث يكون كل صاحب مهنة بصحبة ابنه أو أحد أقاربه

ليقوم بممارستها وتعلمها حتى يتقنها تمامًا من مصدرها الرئيسي خطوة بخطوة ومن ثم مزاولتها على أرض الواقع .
ونشأت المهن والحرف اليدوية القديمة بمنطقة جازان قديمًا لتلبية احتياجات سكان المنطقة من المنتجات الضرورية التي تستخدم في حياة السكان اليومية أو في أنشطتهم الاقتصادية المختلفة كما ارتبطت بعض منتجات هذه الحرف اليدوية بعادات وتقاليد السكان وكان لموقع منطقة جازان وطبيعته وأنشطة سكانها الأثر الكبير في نشأة وتطور العديد من الحرف اليدوية حيث تميزت المنطقة بتنوع الحراك الإنتاجي الصناعي والتجاري والزراعي وغيره مما ساعد على تسويق العديد من السلع والمنتجات للعديد من الحرف اليدوية المختلفة .
وأوضح المشرف على قرية جازان التراثية في الجنادرية إبراهيم محمد الحازمي أن الحفاظ على هذه الحرف اليدوية يتم من خلال تعليمها للأجيال الحالية وإكسابهم فنون إجادتها والتعليم المباشر عليها من الحرفي أو صاحب المهنة نفسه الذي ورثها هو الآخر من آبائه وأجداده أو بطرق عرضها والترويج لها في مختلف المعارض والمحافل الوطنية داخليًا وخارجيًا .
وعدّ صناعة الفخار في منطقة جازان من أقدم الصناعات التقليدية المتأصلة في المنطقة حتى الوقت الحالي ، إلى جانب صناعة الأدوات المنزلية المختلفة التي تستخدم للأكل والشرب وحفظ الطعام ، وغيرها مما تشتهر به أسواق المنطقة ، كما يتم الحصول على الطفئ المستخدم في صناعته من نخيل الدوم الذي يتوفر بكثرة في المنطقة وتصنع منه الحبال لبناء المنازل قديمًا “العشة” وصناعة الزنابيل والسجادات والكراسي الخشبية والقبعات والصوافع “المراوح” التي يتم تجميلها بالرسومات والزخارف من خلال الخيوط ذات الألوان المختلفة.
وأشار إلى أن مهرجان الجنادرية أسهم في التعريف بصناعة الأواني الحجرية كالبرمة والمغش والمركب والمطحنة وصناعة الأدوات الخشب من خلال الحرفيين ذوي الخبرة بالمنطقة مثل الصحاف التي تستخدم في الأكل والشرب والنوافذ الخشبية والمحراث ، وصناديق حفظ المقتنيات إلى جانب صناعة السكاكين والأدوات الحادة كالخناجر والسيوف التي تلقى إقبالاً كبيرًا عليها في أسواق منطقة جازان الشعبية وصناعة الجلد التي تعد من الصناعات اليدوية المهمة بالمنطقة وتنتج منها الأحزمة وقرب الماء وأدوات الرقصات الشعبية وغيرها .

160979_1392625366_1190

من جانبه استعرض الحرفي علي عثمان موسى تجربته مع استخراج المحار والقواقع البحرية , لافتاً إلى أنه يوجد 200 شكل من هذه الكائنات البحرية التي يتم إجراء بعض التعديلات عليها لإخراجها بشكل جذاب وتستخدم للزينة بالمنازل وتبادلها كهدايا في مختلف اللقاءات الاجتماعية والمناسبات المختلفة ، مشيرًا إلى أن هذه الصناعة تعرف بصناعة “الجراجر” وتشتهر بها منطقة جازان منذ قديم الزمن ولها تواجدها الكبير في مختلف الأسواق الشعبية بالمنطقة .
وأشار إلى استخراج اللؤلؤ من المحار الذي يعدّ من الأحجار الكريمة الجميلة وغالية الثمن التي تتمتع بالعديد من الألوان كالأحمر والأبيض والكريمي والفضي والذهبي والأسود والأصفر والأخضر والأزرق وهو مختلف الأحجام , مبينًا أن حرفة الغوص لاستخراج اللؤلؤ من أقدم الحرف التي امتهنها أبناء المنطقة ولا يزال بعض الغواصين متشبثين بمهنة أجدادهم التي كانت تمثل عماد الحياة في الزمن القديم .
وفيما يتعلق بحرفة صناعة شباك الصيد أبان البحار عثمان موسى أحمد إبراهيم أنهم يغوصون في أعماق البحر ويقضون في رحلة الصيد أكثر من 4 أشهر يهددهم تلاطم الأمواج والرياح الشديدة من أجل البحث عن لقمة العيش , مفيدا أن الشباك وسيلة رئيسية لصيد الأسماك وهي تأخذ أشكالاً وأحجاماً مختلفة .
وأشار إلى أنه أمضى أكثر من 40 عامًا في حرفة صناعة شباك الصيد التي تستخدم في السابق خيوط الغزل من القطن والنايلون وتتم عملية حياكتها على أيدي المهرة وذوي الخبرة الواسعة ، مبينًا أن صناعة شباك الصيد حرفية بمعناها التقليدي وإبداعية بفنها الجمالي وتختزل العديد من الأسرار لصعوبتها وإمكانية تعلمها عندما تداعب الأصابع خيوط الشباك البحرية في مشهد لا يخلو من الانبهار والذوق الإبداعي .
كما حولت قرية جازان التراثية صناعة الحلوى الجازانية إلى كرنفال تعريفي بهذا المنتج الذي لقي إقبالاً كبيراً من مرتادي المهرجان الوطني للتراث والثقافة بالجنادرية حيث تزخر المنطقة بصناعتها ومن أهمها المشبك والحلقوم والقطع والمسن والكهاجة والمغروب والجلاجلان والمجلل واللوزية التي يتم عرضها للبيع في الأسواق الشعبية بالمنطقة وتتميز بطابعها الشعبي وخصوصية التصنيع ولذة المذاق وتكون متلازمة مع فناجيل القهوة والبن والقشر ويتم تناول هذه الحلويات كوجبة صباحية في المنطقة تسمى بـ “الصفارة” .
وتُعرّف القرية بحرفة صناعة السمسم عن طريق المعاصر التقليدية أو عن طريق حوض يوضع بداخله السمسم وبه عمود يقوم الجمل بتحريكه في مسار دائري , كما تعرّف القرية بصناعة المباخر التي هي عبارة عن آنية تصنع من الخشب يوضع بها البخور ، ويقوم الحرفي بتزيينها بالمرايا والمسامير النحاسية ذات الأقراص المنفوخة ويتم تطعيمها بشرائح القصدير بنقوش دقيقة وجذابة ويكاد لا يخلو مجلس منها.
وتسهم قرية جازان في دعم الحرف القديمة من خلال استقطاب الحرفيين والمنتجين السعوديين الذين يمارسون الحرف ويقدمون أنفسهم كمنتجين بإبراز النماذج الحية والواقعية للبيئة الجازانية بالطريقة التي يعيشها أبناء منطقة جازان .
وقد شهدت القرية إقبالاً كبيراً من الزوار خلال الأعوام الماضية من أجل الاستمتاع بالتراث والجلوس والتعايش مع طقوسها المختلفة التي تخاطب الماضي بكل تفاصيله .

زر الذهاب إلى الأعلى