المقالات

السعودية .. وطني و اعتزازي

ولأن الانسان بطبيعته السوية يعتز بوطنه فلا قيمة للعيش بلا وطن ويدرك ذلك كل من فارق بلده فجزء كبير منه يتركه خلفه فلا نستغرب كيف أبدع الشعراء في وصف الحنين والشوق الى الوطن فهو نبض القلوب وشريانه الساري الى الأبد فكل مسافر يحلم بعودته للوطن كما قال أحمد شوقي عند عودته لوطنه بعد الغربة

ويا وطني لقيتكَ بعد يأس  *  كأني قد لقيتُ بك الشبابا

وكل مسافر سيؤوبُ يوما  *  إذا رزقَ السلامة والإِيابا

وكلُّ عيشٍ سوف يطوى  *  وإِن طالَ الزمانُ به وطابا

كأن القلبَ بعدَهُمُ غريبٌ  *  إِذا عادَتْه ذكرى الأهلِ ذابا

ولا يبنيكَ عن خُلُقِ الليالي* كمن فقد الأحبةَ والصِّحابا

الوطن هو العزة والكرام  فقد نمت جذور  الانسان به واختلطت دمائه بترابه على مدى السنين وتجسد هذا الرابط العفوي العميق مشكلنا ملحمة من الحب والتضحية لأجله تقاوم اي اعتداء عليه فقد كان الناس في الجاهلية يعتزون بأوطانهم يدافعون ويفخرون بانتمائهم وقبائلهم وديارهم ،وعندما بعث النبي وهاجر من مكة وهي أطهر بقاع الأرض، هي موطنه فيها ولد وتربى وتزوج من خديجة ونزلت عليه الرسالة فقد كان النبي ﷺ يحب مكة، وقال: (ما أطيبك وأحبك إليّ، ولولا أن قومك أخرجوني منك ما سكنت غيرك ) ،فحب الوطن لدى الانسان منذ الازل ،يتطور مفهومه مع مرور الوقت و تتغير طريقة التعبير عنه كما تختلف  شدة حبه من شخص لأخر  ولكنهم يتفقون  على الانتماء اليه والحفاظ على نسيجه  و الالتزام  بقوانينه وأنظمته وإطاعة ولي الأمر فيه، وعدم إثارة الفتن التي تسبب زعزعة أمنه.

فهو للمواطن رمز هويته وتاريخه وفخره، وخاتما تفيض المشاعر حبا واعتزازاً في اليوم الوطني السعودي ٩٢ وما أجمل أن يتغنى الانسان بحب الوطن

وطني الحبيب

روحي وما مـلكت يداي فداه * وطني الحبيب، وهل أحب سواه

وطني الذي قد عشت تحت سمائه * وهو الذي قد عشت فوق رباه

منذ الطـفـولـة قد عـشــقت ربوعه * إني أحــب ســــهولـه ورباها

 

الكاتبة / نجلاء العصيمي 

زر الذهاب إلى الأعلى